قال الإعلامي والمحلل الإستراتيجي الفلسطيني البارز عبد الباري عطوان، إن "قبول موريتانيا استضاف القمة العربية في هذا الظرف الصعب يشكل تحديا كبيرا ويكشف عن مدى أصالة هذا الشعب وهذه الدولة العربية الكريمة"؛ مبرزا أنه "حين تتطوع موريتانيا وتقول للقادة العرب أهلا بكم في قمتكم، نحن هنا نحتضنكم وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة على إنجاح هذه القمة؛ فهي ـ فعلا ـ تتخذ قرارا شجاعا..
هذا القرار يكشف عن عمق عروبة هذه الدولة ومدى تمسك أهلها بعروبتهم؛ فموريتانيا أغلقت السفارة الإسرائيلية في قلب نواكشوط وقالت للإسرائيليين : لا مكان لكم في هذا البلد العربي الأصيل الكريم والمضياف.. لا مكان لكم في قلوب الموريتانيين ولا على أرض موريتانيا.. هذا الشعب ينضح عروبة وأصالة...".
وأضاف رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" اللندنية؛ في أول مقابلة مع وسيلة إعلام موريتانية أجرتها معه إذاعة موريتانيا، اليوم (الأربعاء): "أعتقد أن موريتانيا تقم نموذجا في قبول التحدي وفي خدمة القضايا العربية الجوهرية والملحة".
وأضاف في معرض رده على سؤال عما إذا كانت القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات قمة نواكشوط، قال عبد الباري عطوان: "لا شك أن الظرف صعب، وهو ما يؤكد ـ فعلا ـ مدى شجاعة القرار الموريتاني.. موريتانيا تقول لكل العرب: دعونا نجلس سويا، دعونا نتباحث حول أوضاعنا.. دعونا نضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا.. علينا أن نعود إلى الثوابت، إلى الأسس وإلى المقدسات.. موريتانيا قادرة، فعلا، على رفع صوت القضية الفلسطينية وهي التي ـ كما أسلفت ـ أغلقت سفارة إسرائيل وطرت إسرائيل من أرضها.. موريتانياـ في تقديري ـ بقرارها الشجاع احتضان القمة العربية في هذا الظرف العصيب والبالغ التعقيد، تعيد التأكيد على ضرورة حل كل القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية".
وحول تقييمه للدور للتجربة الديمقراطية الموريتانية، قال عبد الباري عطوان: "نحن نعتز بموريتانيا وبتجربتها الديمقراطية.. أن يقوم هذا الشعب الموريتاني الأصيل بتثبيت تجربة ديمقراطية رائعة فهذا ـ في الواقع ـ انتصار باهر لهذا الشعب، ويكشف عن معدنه الحقيقي.. أهم ما في موريتانيا هو التعايش.. قيم التعايش التي رسختها موريتانيا ويرسخها هذا الشعب الموريتاني الذي يقدم نموذجا للعرب جميعا في مجال التعايش والتحابب لإرساء وحدة وطنية حقيقية وبناء دولة مواطنة حقيقية تسود فيها الديمقراطية الحقيقية.. هذه هي القيم الموريتانية التي نتطلع إليها جميعا"..
وأوضح الإعلامي والمفكر العربي، عطوان؛ في هذه المقابلة؛ أن "التجربة الموريتانية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو، تجربة مشرفة لأنها تقوم على حماية الشعب الموريتاني والحوزة الترابية للبلد ضد أخطار الإرهاب من خلال ضرب معاقل التنظيمات الإرهابية وإبعادها عن حدوها؛ وفي نفس الوقت التحاور مع الشباب المنخرطين في الفكر المتطرف؛ بمعنى أنها تستخدم القوة عند الاقتضاء وتستخدم العقل والفكر والحكمة، وهذا في تقديري لا نجده في معظم الدول العربية.. نعم، موريتانيا تقدم نموذجا فريدا في تحصين شعبها وحماية أمنها، وقد نجحت في ذلك بفضل هذه المقاربة الناجعة".