زار زوال الأحد رئيس حزب اللقاء، ذ. محفوظ ولد بتاح "شباب 10 يناير" بمقره، ودار نقاش حول المجتمع المدني والحياة الحزبية والسياسية بالبلد بين ذ. بتاح وقيادة هذه المنظمة الشبابية.
وقد قدم رئيس حزب اللقاء ملخصا عن مشروع المجتمع، الذي يسعى الحزب إلى تطبيقه في موريتانيا، مؤكد أن حزب اللقاء هو حزب معارض لنظام ولد عبد العزيز، لا لعداوة شخصية بين قيادته والرئيس محمد ولد عبد العزيز ولا رد فعل على مطالب تقدم بها قادته ولم يحصلوا عليها، وإنما هي معارضة، تمت بناء على جملة من المعطيات، حددها كما يلي:
- كونه نظام منقلب على خيار الشعب وعلى ديمقراطية البلد الوليدة.
- لخطورة سياساته الإقتصادية على البلاد، فهي في نظره سياسة مبنية على عدم الشفافية في الصفقات، وتدعي إنجزات ليست من صنع النظام.. ولا تراعي الحاجات الحقيقية للبلد، الشيء الذي أدى إلى تبديد ثروات البلد وتضييع فرصة الطفرة في سعر المعادن.
- لفشل سياساته التربوية، التي ضيعت وتضيع مستقبل 86% من شباب البلد، حيث لم يعد يتجاوز مرحلة الباكلوريا من شبابنا، سوى 14% فقط، وهذه النسبة أيضا تبقى ثلاثة أرباعها تواجه البطالة.. كل هذا يحدث في ظل قناعة بأن لا تطوير إلا بالتعليم ولا مستقبل مزدهر إلا ذاك الذي يوفره التعليم الجيد والبناء النموذجي للإنسان، بوصفه الغاية والوسيلة.
- لخطورة استمرار نظام العسكر على مستقبل البلاد، محملا الأنظمة العسكرية الفشل الذريع الذي تكابده البلاد على جميع الأصعدة.
وقال إن الرؤساء، الذين حكموا موريتانيا، كان تعاملهم مع المال العام على النحو التالي:
المختار: اتسم بالعفة عن المال العام
-المصطفى وهيدالة: لم يعرف عنهما أي اهتمام بتحصيل الثروة ولم ينهبا المال العام.
- معاوية: رغم تدميره للمنظومة الأخلاقية وتركه للناهبين يتلاعبون بمقدرات البلاد، فإنه رغم ذلك لم يلتفت إلى المال العام ولم يشتغل بجمع الثروة.
- ولد عبد العزيز: قال إنه الرئيس الوحيد الذي سخر سلطته لجمع المال وتكديس الثروة، وقال إنه يرى أن البلاد ملك له، يفقر من يشاء ويغني كذلك من يشاء.
وقال ذ. محفوظ ولد بتاح: إن مسلسل الإنقلابات يمثل الخطر الأكبر على موريتانيا، فليست هناك ضمانة بأن لا يحدث شقاق بين مكونات الجيش على أساس جهوي أو عرقي أو قبلي في حال ما إذا حدثت محاولة انقلابية لا يتبناها البعض.. مؤكدا أن هذه الاحتمالات، هي التي تهدد بقاء الدولة، لذا شدد على ضرورة ترسيخ الديمقراطية، التي قال إنها منتوج غربي، لكن جذوره الاسلامية واضحة وحاجة البلاد إليه حيوية، كي لا يتحول أبناء موريتانيا إلى غرباء أذلاء في وطنهم.
وأكد الأستاذ محفوظ ولد بتاح أن أكبر الخاسرين من انهيار الدولة- لا قدر الله- هم الموريتانيون، لأنهم عندها، سيتحولون إلى غرباء أذلاء داخل بلدهم، مؤكدا أن الواقع السيئ الحالي، يبقى أفضل من تداعيات انهيار الدولة.
وقال إن الديمقراطية هي الحل، لأنها ترسخ التناوب السلمي على السلطة وتخاطب الفرد من حيث هو فرد وتتعامل مع قناعاته.. مؤكدا أنها تمثل الضمانة الأساسية لتذويب مظاهر ما قبل الدولة.
واتهم الرئيس بتاح الأنظمة المستبدة بأنها هي الراعي الأساسي للكانتونات القبلية والفئوية والعرقية، لكونها تمثل أفضل طريقة للسيطرة على الشعب وانقياده الأعمى للسلطة.. فهي في هذه الحالات تتصرف وتعامل كجماعات وليست أفراد.. عكس الديمقراطية، التي تتعامل مع قناعة الفرد وتستجيب لها والرؤى..عكس الاستبداد، الذي يكرس كل شيء لصالح الحاكم وليس الشعب
ونبه رئيس حزب اللقاء على أهمية ومحورية ترسيخ قيم المعرفة والعلم واحترام المال العام.. فبالعلم تنهض الأمم وبالعمل تحصل التنمية ويختفي الفقر وباحترام المال العام يحافظ على الثروة الوطنية.
وردا على مداخلة حول تهميش الشباب، أوضح الاستاذ بتاح: أن الشباب هو المستفيد الاول من أي إصلاح وأن كل الابواب مفتوحة أمامه لأخذ الراية والنهوض بالبلاد.
أمانة الاعلام
22/05/2016