أكد استهداف ابنيه ودعا للتركيز على المهربين من أقرباء ولد الطايع
اشتكى الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونا ولد هيداله أمس من استهداف السلطات الموريتانية لابنيه سيدي محمد واعل الشيخ المسجونين منذ شباط/فبراير 2015 في قضية تهريب للمخدرات.
وأكد الرئيس الأسبق الذي حكم موريتانيا ما بين 1980 و1984، في رسلة وجهها للشعب الموريتاني أمس ووصلت نسخة منها لـ»القدس العربي» أنه «بعد تصريحات وزراء العدل والداخلية قبل مثول ابنيه للمحاكمة، وبعد عرض سياراتهما للبيع قبل وجود أي دليل يثبت ارتباطها بقضية المخدرات، وبعد نشر موقعي «نواذيبو اليوم» و«أطلس أنفو» المرتبطين بالمخابرات، لمعلومات عارية من الصحة حول هذه القضية، دخل وزير التوجيه الإسلامي على الخط ليلزم الأئمة بتوجيه خطبهم نحو المخدرات».
«إن الغرض من كل هذا، يضيف الرئيس الأسبق، هو التحضير لمحاكمة ولدي المقررة يوم 31 أيار (مايو) الجاري، وهو استغلال محاكمة طن من القنب الهندي ضمن محاكمة يراد لها أن محاكمة القرن، لإخفاء عمليات وضع اليد على أطنان الكوكايين التي تحدث في صمت في جميع أرجاء موريتانيا». وقال «إن هذه القسوة التي عومل بها ولداي ليس لها سبب ذو مصداقية وهي شبيهة بتصفية سافلة للحسابات، ونحن لا نطلب شيئا سوى العيش بسلام في بلدنا بدون أن تظل المخابرات تلاحقنا كل وقت وحين».
وأكد الرئيس هيداله «أن تهريب المخدرات بدأ في موريتانيا في سنوات التسعينيات في ظل حكم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، حيث كان التهريب مسموحاً به في ذلك العهد، وكانت الدائرة المقربة من الرئيس معاوية ذلك التاريخ هي المستفيدة من عمليات التهريب، مشدداً على «أن وسط الرئيس ولد الطايع هو الذي أدخل الكوكايين إلى موريتانيا في البواخر وفي الطائرات وبجميع الوسائل».
وأضاف «أن وسط الرئيس ولد الطايع هو من أسس بأموال المخدرات، عشرات الشركات وبنى عشرات الأسواق وشيد المباني والمنازل في نواكشوط وفي مدن الداخل، كما بنى الفيلاهات في فرنسا وإسبانيا والمغرب».
وقال «إذا كنا نريد بالفعل محاربة المخدرات فعلينا أن نبدأ بوسط الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع الذي يمر اليوم بقمة ازدهاره»، مبرزاً أن لهذا الوسط جذوره الممتدة داخل الإستخبارات والأمن».
وكان الرئيس الموريتاني الأسبق محمد ولد هيدالة قد استغرب في رسالة بعث بها مؤخراً للرئيس محمد ولد عبد العزيز قيام «مسؤولين سامين في الدولة بالتشهير بأولاده المعتقلين على ذمة التحقيق بتهمة تهريب المخدرات، بناء على أدلة قال إنها تم الحصول عليها تحت «تعذيب وحشي» مارسه ضباط من الشرطة أثناء التحقيق».
واعتبر «أن الهدف من تصريحات الوزراء هو إقناع الرأي العام بأن موضوع المخدرات جديد على موريتانيا، وهو ما تكذبه الوقائع التي تثبت أن المخدرات ترسخت في موريتانيا منذ أكثر من عشرين سنة ولا يمر عام بدون مصادرة كميات منها، وهو ما يطرح السؤال حول الغرض من ذكر أسماء أولاده في ملف يوجد تحت التحقيق»، وفق تعبيره.
وأكد الرئيس الأسبق «أن القضية التي اعتقل فيها أولاده كانت متابعة لدى السلطات الأمنية منذ أسابيع عدة، مستفسراً عن سبب عدم اعتقال «المتهم الرئيس» في القضية الذي قال إنه «معروف جيداً ومتلبس أيضاً».
ودعا ولد هيدالة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «إلى التدخل بصفة مباشرة من أجل منع استغلال العدالة من طرف السلطة التنفيذية».
عبدالله مولود/نواكشوط – «القدس العربي»: