بحضور أدبي وثقافي كبير أقيمت مساء الخميس، الموافق 19 مايو 2016 في قاعة النشاطات ببيت الشعر- نواكشوط، أمسية شعرية شارك فيها الشاعران:
- الحسن محمد محمود الشيخ الحسن
- محمدن محمدو الملقب بدن
وقد أدار هذه الأمسية الشاعر محمد الأمين لكويري الذي رحب في بداية حديثه بجمهور بيت الشعر، مشيدا بالمبادرة الكريمة لصاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي مكنت هذا الجمهور من اللقاء، وفتحت آفاق الإبداع أمام شعراء الضاد؛ حين مكنتهم من فضاء يتيح لهم أن يستمعوا لهذا الفن الرفيع.
وقبل أن يترك الجمهور مع إنشاد الشاعر الأول قدم محمد الأمين لكوري الشاعرين المشاركين في الأمسية كل على حدة راجيا من كل منهما التقيد بالوقت، والاكتفاء بنصوص محدودة من شعره.
الشاعر الأول الحسن الشيخ الحسن حيى في بداية حديثه الجمهور مقدما شكره لبيت الشعر، قبل أن يبدأ في قراءة ثلاثة نصوص من ديوان له لما يطبع وهو ديوان "مرافئ الحروف التائهة"، وكان النص الأول بعنوان " إغفاءة في ربيع العرب"، وفيه يقول:
طفقت تعاتبني وتســــــــــأل ذاتي فرجعت أمشي تائه الخطــــوات
لا تسأليني عن دقائـــق رحــــلتي أي الدروب توطنت رحــــــلاتي
يرسو على كل الشـواطئ زورقي وأنا المقيم على مــــــرافئ ذاتي
إلى أن يقول:
يا مــن لأمتنا الجريحة تصطلي ظلما بوقع الحـرب والثــــورات
يا من لأمتنا الجريحة أصبحــت طعما بأيدي الجهل والنــــزوات
فاللـه نرجوه فيرأب صــــدعنـا وينيرنا بالنصـــر والنفــــــحات
فتعــود رايتنا ترفرف بالعـــلى خفاقة تعلو على الرايــــــــــات
وفي نصه الثاني "السراب" يقول
وطني يعود كما بدا
طفلا يتيه مع المدى
كم نجمة غارت على أجفانه
ظمأى تفتش في الصدى
وطني الردى
قاني الأثافي والربي
يصحو وحيدا
غارقا في التبغ
والشاي المشعشع بالشذى
أما قصيدته الثالثة وهي بعنوان "التمديد" فيقول فيها:
هذي العيون وهذا فجرها العيــــــــد فيها له اليوم تمجيد وتخليــــــــــد
فكيف تصحو ووجه الأرض مختلف عمــــا عهدت وما يعني لك العيد
فليت أني وشملي اليوم ملتــــــــئـــم في إلفه وسراج الأنس موقـــــود
وليت أن زمانا عــاد واعتــــــذرت عن كل ما أحدثت أيامه الســــود
كم ذا يمر من الذكرى فأحبســــهــا وللحقيقة تشخيص وتجريـــــــــد
بعد تحيته الجمهور وشكره بيت الشعر قرأ الشاعر الثاني محمدن محمدو أربع قصائد من ديوانه، منها: قصيدة "الإباء"التي يقول فيها:
أيا أرض الإباء نفــــــــــحت طيبا وحل اليمن منزلك الرحـــــــيبا
ولاحت في سماك نجــــــــوم سعد طوالع أقسمت أن لا تغــــــيبا
فحق لك الفخار فــــــــفيك يلقي حبيب بعد فرقته حبـــــــــــيبا
لقاء شق في الإبـــــــــداع صمتا يضيق المــــبدعون به رتيبا
وجدد من مجاري الفكر فيـــضا وأجري رافد اللغة الخـــصيبا
عناق مــــــــــــــــودة ورباط ود رعينا عـــــــــــهده الا يـشيبا
وقصيدة " عيد الشعر" التي يقول فيها:
نمت وازينت روض المـــــعاني وأزهر بالرؤى دوح البـــــــيان
وأينع مورق الأفــــــــــكار تزهو بساتنه منـــــــــــــــمنمة الجنان
وقد لف المدي عـــــــبق المعالي والحان البـــــــــشائر والأغـاني
بعيد الشــــــــــعر تأتلق الدنا من سناه وتكـــــــــــتسي برد الأماني
وقصيدته "أنشودة الوفاء" التي يقول فيها:
يا شموس الشمل هلا تشرقي عدم الكون ضياء الفــلق
وغدا الأفق ضريرا طلسمـــا مطبق الجفن سحيق النفق
وحدة الدين و هدي المصطفى أمسكوا منها بحبل أوثـــق
مغرب الأرض بهم عز كما بهم من قبل عز المشرق
أزهر الحلم فهل يغدو الجنا داني القطف شهي الطبــق
واختتمت الأمسية بشكر الجمهور والتذكير بتاريخ النشاط الموالي.