واضح أن النظام الحاكم في موريتانيا يخطط الآن لتوجيه ضربة قوية لحزب تواصل، ولا أظنه سيكتفي بضربة واحده إلا إذا كانت ضربة قاضية.
سمعنا خطاب الرئيس في النعمة، والانتقادات الموجهة للمعارضة، وسمعنا شروح الوزراء للخطاب حيث ركزوا على الهجوم الواضح على الأسلاميين والمطالبة بحل الحزب، والبحث في مصادر تمويله، فعلمنا أن النظام أحكم أمره وانخرط بالفعل في تنفيذ برنامج سريع للقضاء على حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا، ويبدو أن الحركة أساءت تقدير الموقف، ولم تستعد للمواجهه بما فيه الكفاية.
الخصوم التقليديون للحركة في الداخل والخارج - وهم كثر - مستعدون وجاهزون للإجهاز على حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا بأي ثمن، ومستعدون لدعم النظام الموريتاني ماديا وسياسيا واستخباراتيا لضرب الإخوان.
رأينا الماكنة الإعلامية للناصريين تصب جام غضبها على على الحركة، فأهل مكة أدرى بشعابها، فعلمنا أن النظام بدأ يكشر عن أنيابه في وجه أقوى التنظيمات السياسية المعارضة في موريتانيا قدرة على المناورة والحشد.
رأينا علاقة النظام مع المملكة العربية السعودية والنظام الحاكم في مصر تتوطد، وذلك يعني أن استهداف حزب تواصل والإخوان المسلمين أمر تم حسمه في الماضي.
لا أظن النظام ينوي الضغط على حزب تواصل لحمله على المشاركة في الحوار، فكرة كثر قالها، لكن الحوار مجرد مناورة سياسية يقلبها النظام بين يديه ليربك بها خصومه فحسب، ولا دخل لها في قضية الإخوان.
النظام الحاكم في مصر لا يريد قربانا أقل من قطع رؤوس الإخوان في موريتانيا وتقليم أظافرهم، وفي أسرع وقت، أي قبل انعقاد القمة العربية في نواكشوط، والوقت يجري بسرعة.
ولو أن قادة حركة الإخوان المسلمين في موريتانيا قدروا حجم الخطر الذي يتهددهم للأستبقوا الأمر ولأسرعوا في الاستعداد للمواجهة، ولا أظن حزب تواصل سيبقى أهلا ليكون واجهة سياسية لحركة تتعرض لهجوم كهذا.
فهل فكر التواصليون يوما في حل حزبهم، وأن ذلك قد يكون جزءا من الحل، أو هو الحل ؟
سيد احمد ولد مولود