زيادة في انارة الرأي العام الوطني وتوثيقا لما يدور في الساحة السياسية ننشر للقراء الكرام نص الخطاب الذي القاه صالح ولد حننا الرئيس الدوري للمنتدي بإسمه خلال مسيرة السبت التي نظمها المنتدي ردا علي خطاب الرئيس المثير للجدل في النعمة.
بسم الله الرحمن الرحيم "وقل اعمَلُواْ فسَيرى اللهُ عملَكُم ورسوله والمؤمنون..."
أيها الشعب الموريتاني
جماهير انواكشوط
إخوتي وأخواتي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة بمختلف أٌقطابه ومكوناته وأحزابه، ضيوف المنتدى من مبادرات وشخصيات مستقلة ..
مرحى لكم و أنتم ترسمون هذه اللوحة الرائعة وهذا المشهد العظيم، العظيم في وطنيته، الجميل في شكله ومظهره، الدالّ في وقته ومواقفه وشعاراته، العميق في أثره وانعكاساته إن شاء الله.
لقد زرنا في قيادة المنتدى شرق البلاد، و شمالها، و جنوبها، فوجدنا الموريتانيين لا يبغون بالمعارضة بديلا.
التطلع إلى التغيير والاصلاح في قمته، والتبرم من الغلاء والفساد والعنصرية والعبودية بلا حدود، يستوي في ذلك كل الساكنة سواء في النعمة أو لعيون أو كيفه أو انواذيبو أو كيهيدي وغيرها دون شك ...
أيها الشعب الموريتاني ...
لقد تألمنا لبلادنا وهي تستمر تحت نظام حكم لا يرعى فيها إلاً ولا ذمّة، أفسد الاقتصاد وفرق المواطنين، وعبث بالمصالح، سجن أهل الرأي، وقمع التظاهرات السلمية والمطلبية، ـ وما قمع العمال والطلاب وأهل الميثاق منا ببعيد ـ وضايق الصحافة وأغلق البرامج ...
نظام يتلاعب بمواطنيه وممتلكاتهم فقد دفع الناس إلى مغامرة الذهب وجنى منها – ومعه مقربوه وتجاره – أموالا طائلة، ولم يوفر في المقابل أي إسناد صحي أو خدمات أساسية، فهو إذا شريك في هذا الوهم ويتحمل المسؤولية عن الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات، وعليه معالجة ما يترتب عليها.
نظام أطلّ علينا رأسه قبل أيام موزعاً شتائمه هنا وهناك، شتائمه ضد المكونات والفئات، ضد الأحزاب والمنظمات، ضد أصحاب الرأي والمخالفين ...
لقد استمر النظام ـ في خطاب رأسه ـ في الغموض غير الإيجابي ملمحا إلى ما يمكن اعتباره دعماً لتصريحات الوزراء الذين طالبوا بانتهاك الدستور وتعديل ما لا يجوز تعديله .. أما الحوار فقد دعا السيد محمد ولد عبد العزيز إلى لقاء حدد مضمونه ومخرجاته ومشاركيه، مؤكداً بذلك أحاديته المعهودة التي تؤكد للموريتانيين مفهوم الحوار عند هذا النظام الذي ما فتئ يلتف ويتحايل في شأنه ويتنكر لنتائجه مهما كانت محدودة (لقاءات 2011).
لقد كان المواطن الموريتاني، وهو يواجه وضعا اجتماعياً واقتصادياً بالغ الصعوبة يترجمه الغلاء المتصاعد والفساد المستشري في قطاعات الدولة، وانعدام الأمن الغذائي، وفقدان الأمن، وتراجع هيبة ومعنى الدولة، ينتظر حلاً لمشاكله، مشاكل العطش والظلمة وتدهور الخدمات وغياب التنمية الجادة، فجاءه النيل من عرض مكون مهم من مكونات البلد وشتم القوى المدافعة عن الديمقراطية الرافضة للخنوع، وأرقام تُـكرَّر تفتقد العلمية والدقة، بل والسلامة أحياناً لا يراها الناس في حياتهم ومعاشهم وخدماتهم وأسعارهم ..
إن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة يجدد في مقامنا اليوم:
أن الدستور الحالي ـ بالنظر لمكاسبه المقدرة في مجال ضمان التناوب ـ واجب الاحترام، وأي انتهاك له مرفوض، والتصريح باحترامه تصريحاً لا يترك لبساً مطلب قائم ومؤكد.
أن حواراً لا تتوفر أجواؤه ولا تتيسر ضماناته فاقدُ المعنى والشرعية ، وكنا قد أعلناّ أكثر من مرة أن من يرفض تسليم رد مكتوب على رسالة مشهورة معلومة سيكون رفضُه لتنازلات من حجم أهمَّ ومستوى أكبرَ أقوى وآكد.
وقوفَنا مع كل المكونات الوطنية التي عانت وتعاني من أي ظلم أو إبعاد، أو تهميش أو تضييع حقوق، وفي هذا السياق نعتبر الإساءة لمكون الحراطين لازمة التصحيح بالاعتذار لهم ولنا وللوطن، ويدعم المنتدى كل المطالب التي تحقق العدل والإنصاف وتقطع الطريق أمام الفرقة والنزاع .. أما أهلنا العائدون من الإبعاد إلى السنغال فحقهم في الأوراق المدنية والأراضي المسلوبة والمصالح والإسناد قائم ونحن نرفع الصوت به.
مطالبتنا الجادة والقوية بالتخفيف عن كواهل المواطنين تخفيفاً للأسعار وحدّاً من الغلاء، وإيقافاً لممارسات الفساد التي هدت وتهد كيان الدولة ومؤسساتها.
وقوفنا مع كل ضحايا النظام وأجهزته المختلفة، مع أصحاب المظالم الكثر، مع سجناء إيرا وهم يعانون، مع الطلاب وهم يصمدون، مع العمال وهم يحتجون، مع سكان المدن والأرياف وهم يطلبون أساسيات الحياة.
الدعوة إلى النضال والاحتجاج ضد نظام متغطرس تجاهل مطالب الناس ومشاكلهم، و أعلن الحرب و دعا للمواجهة في خطاب النعمة.
أيها الشعب الموريتاني ..
إن حشدكم اليوم وبهذا الحجم وبهذا الحماس وبهذا الاستعداد يحمل دلالة كبيرة ومعنى كبيراً.
الشعب موريتاني حدد اختياره بوضوح:
يريد وحدة وطنية قوية ومعها وملازمة لها يريد العدل والحرية والمساواة والمواطنة، يريد جمع الموريتانيين بلا عنصرية ولا عبودية ولا طبقية.
يريد ديمقراطية حقيقية لا تحكُّم فيها ولا توجيه، لكلٍ موقعُه الجمهوري، وللقوات المسلحة مكانتها المحفوظة بعيدا عن التوظيف السياسي والاستغلال الانتخابي ...
يريد الاستفادة من خيراته وأمواله وإمكاناته بما يحقق العدالة الاجتماعية والتنمية الحقيقية ..
وهو لكل هذا يريدكم، يريد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، ولذلك جاء اليوم وبهذا المستوى.
شكراً لكم وبارك الله فيكم ولتبقوا معبئين مستعدين للاحق الأيام، وتأكدوا أنه ما ضاع حق وراءه مُطالب ونعم المطالبون أنتم.