رئيس الموساد : العلاقات الاستراتيجية الاسرائيلية السعودية "ستستمر"

سبت, 05/07/2016 - 09:57

بات رئيس جهاز الموساد السابق تامير باردو، الذي أنهى مهّام منصبه، قبل حوالي الشهرين،  قلقًا جدًا. فقد حذّر من أنّ إسرائيل تقترب من نقطة اللاعودة في صراعها مع الفلسطينيين، مُعربًا عن قلقه بشكلٍ خاصٍّ من ابتعاد فرصة حلّ الدولتين. وأشار باردو، في كلمة ألقاها في ندوة في جامعة هارفارد، إلى أنّه للأسف لا نحقق نصرًا على داعش حاليًا. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أنّ رئيس الشاباك المنتهية ولايته، يورام كوهين، كان قد أعلن أخيرًا، أنّه وخلافًا للانطباعات السائدة في إسرائيل فإنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس يعمل بجدية على منع العمليات التي وصفها بالإرهابيّة.

وبحسب موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، فقد قال باردو أيضًا في الندوة المُشار إليها أعلاه، إنّ الخطر الأكبر على إسرائيل هو استمرار النزاع مع الفلسطينيين. وشدّدّ على أنّ إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو قبل سنوات وجوب العمل لحلّ الدولتين كان صائبًا. وأنا قلق، لأنه كلّما مرّ الوقت تتباعد هذه الفرصة، وربما أنها لم تعد سارية، بحسب تعبيره.

وأضاف قائلاً إنّه إذا كان الحلّ غيرُ قابلٍ للتحقيق، فإنّ إسرائيل في مرحلةٍ معينةٍ ستجد الفلسطينيين يفضلون حل الدولة الواحدة. وبالنسبة لي كابن للجيل الثاني للمحرقة هذا ليس حلاً مقبولاً. أنا قلق لأننا نقترب من نقطة اللاعودة كلّما مر الوقت، قال باردو. ووجّه رئيس الموساد السابق انتقادات للاتفاق النوويّ مع إيران، وأبدى أمله مع ذلك أنْ لا يحرك الإيرانيون من جديد مشروعهم النووي جرّاء الإحساس مستقبلاً بالاطمئنان إلى أنّ بإمكانهم  العمل من دون التعرض للعقاب، وأنا قلق من ذلك. واعتبر أنّ أحد عيوب الاتفاق النووي عدم تعامله مع مسألة دعم طهران للإرهاب، إذ أنّ الخطأ في الاتفاق هو السماح لإيران بمواصلة استخدام الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية، على حدّ زعمه.

وركزّ قائد الموساد السابق في الندوة على “داعش”، حيث عرض موقفًا متشائمًا بشأن انجازات التحالف الدولي ضد هذا التنظيم. وقال: نحن لا نحقق النصر حاليًا، للأسف الشديد، وتابع قائلاً إنّه من وجهة نظره فنحن نعيش ما يشبه الحرب العالمية الثالثة. وهي حرب من نوع مختلف لا يمكن مقارنتها مع سابقاتها. وبرأيه، فإنّ الكثيرين ممن يواجهون مشاكل اقتصادية يتجهون إلى المساجد التي تبث فيها الأيديولوجية المتطرفة لـ”داعش”.

ولذلك هناك حاجة في نظره لمحاربة الفقر ومنع تفشي هذه الأيديولوجية. علاوة على ذلك، لم يبد باردو تفاؤلاً بشأن وقف نار مستقر في سوريّة، موضحًا أنّ إعادة سوريّة إلى ما كانت عليه يتطلب ما بين 200 إلى 300 مليار دولار، وهي غير متوفرة، ولذلك ستبقى سوريّة في حالة صراع داخلي، إلا إذا تمّ العثور على حل من خارج الصندوق للأزمة الاقتصادية في المنطقة، بحسب ما ذكر.

وتابع رئيس الموساد السابق قائلاً إنّه لا يخشى من تسلل “القاعدة” و “جبهة النصرة” و “داعش” إلى إسرائيل من سوريّة، لكنّه يتوجّس من انتشار فكرهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وعندما سئل عن قدرات الموساد على الاغتيال، ردّ قائلاً: لا أعتقد أن الاغتيالات يمكنها أن تحل المشاكل. وإسرائيل لم تعترف أبدًا بتنفيذ اغتيالات. ومع ذلك قال بصدق، إنّ فعل أمور سيئة هو جزء من اللعبة. جزء من الحياة.

كما أشار باردو إلى العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فقال إنّ العلاقات هذه لن تتحسن من دون حلّ الموضوع الفلسطيني، لكن العلاقات الإستراتيجية ستستمر من تحت الطاولة وبمستويات أدنى، على حدّ تعبيره. من جهة أخرى، قال رئيس الشاباك كوهين، في آخر استعراض أمني له أمام الحكومة قبيل إنهاء مهامه، إنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس يعمل على تهدئة موجة الإرهاب التي تجتاح إسرائيل.

وأضاف قائلاً إنّ عبّاس أصدر أمرًا حقيقيًا للأجهزة بإحباط العمليات، وهو يفهم بأنّ التحريض لا يجدي نفعًا، وخلُص كوهين إلى القول إنّ  الأجهزة الأمنية الفلسطينية تساعد إسرائيل في كثيرٍ من الأمور. وعندما يحصلون على معلومات ـ يعملون، على حدّ قوله.

 

رأي اليوم