لا بد أن محمد ولد عبد العزيز قد اقتنع أخيرا بأنه لا يتمتع بأية شعبية حتى يتكلف أعوانه وحزبه وما يسمى "أغلبيته" كل الجهد الذي نلاحظه هذه الأيام في استجداء المصفقين ليقبلوا استقبال الرجل خلال زيارته المزمعة للحوض الشرقي.
ولا بد أنه هو وأعوانه أصبحوا يحسون بعزوف المواطنين وعدم تحمسهم للمشاركة في المسرحية هذه المرة حتى يتبارى وزيره الأول وأمينه العام ورئيس حزبه وغيرهم من السدنة، في تنظيم التجمعات تلو التجمعات لاستنهاض وتأجيج العصبيات القبلية والجهوية والطائفية، واستدرار العواطف واستغلال النفوذ، واللجوء لأرخص أساليب الترغيب والترهيب، وابتزاز رجال الأعمال والموظفين والوجهاء، كل ذلك من أجل جر المواطنين، حتى من الولايات التي لا تشملها الزيارة، إلى مهرجان النعمة.
ولا بد أيضا أن المهرجانات الناجحة التي نظمها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة في الولايات الشرقية من البلاد، والتي حضرها آلاف المواطنين راغبين متحمسين لا مكرهين، تحدوهم قناعاتهم لا بائعي ضمائرهم ولا خائفين على أنفسهم أو أموالهم ؛ لا بد أن تلك المهرجانات إذن وفشل التجمعات الموازية التي كان يعقدها "الوفد الوزاري المرافق" للتشويش عليها قد جعل الرجل يدرك أخيرا إفلاس سياسات نظامه وظهورها على حقيقتها وتبرم المواطنين عنه و عن خطاباته الديماغوجية، فدفعه ذلك إلى تجنيد كل طاقاته في محاولة بائسة لمحو عار الصفعة السياسية التي تلقاها من سكان هذه الولايات الشرفاء.
إن الأساليب التي يستخدمها النظام هذه الأيام لحشد الدعم لرأسه هي أكبر برهان على فشله السياسي.
فأي فشل أكبر من كون تنظيم مهرجان اعتادت عليه الحكومة ومشتقاتها يتطلب الآن استنفارا بهذا الحجم، تعبأ له جميع طاقات الدولة، ويستنجد فيه بسكان الولايات المجاورة، وتفرغ له مخازن مفوضية الأمن الغذائي وتطلق فيه الشائعات المغرية ويغرر بالدبلوماسيين المعتمدين في البلد ؟ بهذه الطريقة، فإن النظام يقدم، من حيث لا يدري، اعترافا صريحا بإفلاسه وتبرم المواطنين عنه.
إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة لندين بشدة الممارسات التي يقوم به النظام من تأجيج للنعرات والمنافسات القبلية والجهوية والطائفية، و احتقار للشعب وإهدار للمال العام في غير مصلحه ونحمله أمام الرأي العام الوطني والدولي ما قد ينجم عن هذه الممارسات من تفكيك للحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وإضعاف لروح المواطنة وهيبة ومصداقية الدولة.
كما نندد بتحميل مواطنينا ما لا يطيقون في فصل الصيف، وحشدهم مع خيلهم وإبلهم في أيام الحر، من أجل إشباع نزوات نظام أصبح يتخبط في المشاكل، ولا يقيم أي وزن للمواطن والوطن.
إننا نهيب بالمواطنين ليقاطعوا هذه المهزلة وندعوهم إلى رفض المشاركة في المسرحية الهزيلة التي يديرها سماسرة النظام السياسيين المستفيدون، هم وحدهم، من الوضع المأساوي الذي تتخبط فيه بلادنا في ظل نظام محمد ولد عبد العزيز وزمرته.
نواكشوط،30 ابريل 2016
اللجنة التنفيذية للمنتدى