قال وزير الدفاع الصحراوي عبد الله لحبيب إن شعب الصحراء الغربية قد صبر وتحمل مسلسل السلام لمدة ربع قرن من الزمن من أجل البحث عن حلول سلمية لقضيته، مضيفا أن صبر الصحراويين قد نفذ وباتوا في أتم الاستعداد.
وأكد الوزير الصحراوي في مقابلة خاصة بوكالة الأخبار أن مخيمات الصحراويين وكل الشعب الصحراوي يعيش حالة من الغليان، مؤكدا أن قيادة الجبهة باتت تواجه ضغوطا من الشعب وشبابه المتحمس من أجل أن تضع حدا لهذا الصبر وتتوجه نحو الحرب لتحقيق الهدف الذي تأسست من أجله البوليساريو.
وهذا نص المقابلة
الأخبار: تتالت خلال الفترة الماضية تصريحاتكم المحذرة من عودة العنف إلى المنطقة، والمهددة بالعودة للعمل المسلح، وتتالت مناظراتكم العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة، كما أعلنتم ما وصفتموه بالاستنفار الشامل، ما الدافع وراء كل هذه التحركات؟ وهل تخدمكم العودة للعمل المسلح؟
ما قمنا به خلال هذا الشهر هو أننا كما تفضلتم أعلنا حالة استنفار، وأعلنا حالة قتال من الدرجة الأولى على مستوى مقاتلي نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي كافة، بل ليس فقط على مستوى مقاتلي النواحي، بل حتى على مستوى الخلف العسكري، وحتى على مستوى قطاعات الدولة المدنية هناك برامج للتدريب وتشكيل قوات احتياطية في الخلف على مستوى مؤسسات الدولة وليس فقط في الجانب العسكري.
هذا يدخل في إطار تحضيرنا لقواتنا، قوات جيش تحرير الشعب الصحراوي وتحضير الشعب الصحراوي قاطبة من أجل التعامل والتعاطي مع المستجدات، ومع التصعيد المغربي الذي يحاول أن يجر المنطقة إلى أتون حرب، ويحاول أن يجرها إلى حرب شاملة من خلال إفراغه لمحتوى المكون السياسي والمدني في الـ"مينيرسو" وعندما يفرغها من محتواها السياسي والمدني فلم يبق لها معنى، وبهذا الأساس يفرض علينا خيارات، ويجعلنا أمام أمر واقع وهو بمواقفه التعنتية والتصعيدية يجر المنطقة إلى الحرب.
ولهذا شاهدتم في هذه المناورة التي هي ختام لسلسلة من المناورات على مستوى جيش التحرير الصحراوي وتدخل في إطار التحضير للرد في الوقت المناسب وبالطرق المناسبة ونحن نرى أنها مناورة كانت في المستوى وراضين عنها لأنه كان فيه مستوى جيد من التحكم والتنظيم والدقة في الإصابة ونعتقد أن المقاتل الصحراوي من خلال هذه المناورات بات في أتم الاستعداد الآن للرد.
الأخبار: هناك من يرى أن الاستعراضات العسكرية التي تقومون بها، هي في حقيقتها استعراضات سياسية، في محاولة منكم للغط على مجلس الأمن قبل جلسته المرتقبة، لانتزاع مكاسب من خلال هذا التصعيد، كيف ترون هذه الرأي؟ وماذا لو لم تحقق شيئا خلال جلسة مجلس الأمن؟
نحن لا نضغط على أحد، ولا نقبل الضغوط من أحد، وهذا يدخل في إطار التحضير كما قلت النفسي والمعنوي والمادي لجيش التحرير الصحراوي للرد على التصعيد المغربي في المستقبل، لأن المغرب كما قلت يدفع نحو الحرب فعندما يطرد المكون السياسي والمدني بالـ"مينرسو" فمعناه أنه يدفع بالمنطقة إلى الحرب، نحن لا نهدد، ولكننا نحضر ونستعد.
الأخبار: كيف يقف ساكنة المخيمات من حالة التصعيد التي تقومون بها كقيادة، بل وكل الصحراويين، هل يوافقون على هذا التصعيد ويرضون بعودة للحرب؟
الشعب الصحراوي صبر وتحمل مسلسل السلام لمدة أكثر من 25 سنة، أي ربع قرن من الصبر والتحمل من أجل البحث عن حلول سلمية، ولكن من الأكيد أن صبر الصحراويين قد نفذ، وصبر الجيش الصحراوي قد نفذ، وصبر الشباب الصحراوي قد نفذ، وعلى هذا الأساس فليس هناك تحمسا فقط، ولكن هناك غليان من أجل رفع التحدي وعودة الحرب من طرف هؤلاء الشباب المتحمسين، وقيادة الجبهة عليها ضغوط شعبية من الشباب من أجل أن تضع حدا لهذا الصبر ولهذا التحمل ومن أجل تحقيق الهدف الذي انطلقت من أجله ومن أجل تحقيق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
الأخبار: إلى أي مدى ترون أن الوضع الحالي يمكن أن يستمر؟
المغرب بقراراته الأخيرة وتصعيده الأخير لم يترك مجالا واسعا أمام خيارات أخرى.
الأخبار: تتهمون فرنسا بأنها الداعم الأول للموقف المغربي داخل مجلس الأمن؟ إلى ما يستند هذا الاتهام؟ وهل ترون أنه قابل للتغيير؟
فرنسا عودتنا منذ بداية الغزو بوقوفها ودعما الثابت واللا مشروط للنظام المغربي، وأعتقد أن موقفها لحد الساعة لا زال مستمرا في دعم المغرب، فهي من يشجعه على اتخاذ هذه المواقف وهي تدعمه وتحميه في المحافل الدولية، وتدعمه بالسلاح والمال وهي حليفه والأكيد أنها ستستمر في دعمه.
الأخبار: ألا يجعل هذا من الحل عن طريق المنتظم الدولي أمرا شبه مستحيل؟
نحن أملنا كبير في الأمم المتحدة، ولا زال أملنا كبير في مجلس الأمن من أجل فرض الشرعية الدولية على فرنسا والمغرب، والعودة للشرعية، وتطبيق الاستفتاء، هذا ما نتمناه وهذا ما نرجوه.
الأخبار: في الوضع الداخلي، أين أعمال الإعمار والبناء في المناطق الخاضعة لسيطرتكم منذ إعلان وقف إطلاق النار 1991؟ وأين خطط التنمية والخدمات الأساسية للسكان؟
المؤتمر الثاني عشر اتخذ قرارات بتنمية الأراضي المحررة وتطويرها، وأعتقد أن فيه إنجازات، وفيه آمال بالاستمرار في هذا الإطار.
فعلى مستوى البلديات هناك مدارس ابتدائية وهناك مستوصفات وفيه آبار وإدارات وفيه تقدم.
نقلا عن وكالة الأخبار المستقلة