شارك اليوم (21-04-2016) رئيس جمعية ذاكرة وعدالة محمد فال ولد القاضي بمقر النادي السويسري للصحافة بجنيف في ندوة منظمة على هامش الدورة السابعة والخمسين للجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة حول الإرهاب وانعكاساته السلبية على حقوق الإنسان .
وقد تركزت الشهادة التي أدلى بها ولد القاضي أمام الندوة حول الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها المدنيون الموريتانيون على يد قيادة البوليساريو ’ وجاء في الشهادة :
أنا موريتاني من مواليد 1960 ’ التحقت بمخيمات تندوف في 10 من ابريل سنة 1979 أنا ورفاق لي، لأهداف إنسانية في وقت كانت ثقافة التطوع والعمل الإنساني منعدمة في الكثير من بلدان العالم ، اشتغل أغلبنا بالتدريس وكنا بالمئات، وبدء من أكتوبرسنة 1982، بدأت مضايقتنا من طرف عناصر من أمن جبهة البوليساريو والتحرش بنا إلى أن تم اختطافنا كل على حدة , وزج بنا في معتقلات سرية تعرضنا فيها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وفقد العشرات منا أرواحهم تحت التعذيب .
أتذكر يوم اعتقالي كيف ركلني أحدهم على بطني بحذاء عسكري حتى أغمي علي، فعصبوا عيني، وقيدوا يدي ورموني بزنزانة شبيهة بقبر وجردوني من ملابسي وكبلوا يداي وراء ظهري، وضربوني وعلقوني في السقف، وقلعوا بعض أظافري وأغرقوا وجهي في ماء وسخ إلى أن ينقطع نفسي، وهددوني بالقتل والاغتصاب، وكانوا يمنعوني من النوم، حيث يضعون بجواري قنينة مفتوحة بداخلها أفعى، فأضطر للبقاء مستيقظا كل الليل حتى لا أسقط القنينة وتخرج الأفعى ومع ذلك اعتبر نفسي محظوظا مقارنة بما تعرض له الآخرون . إن كل ما تعرضت له وتعرض له رفاقي كان بسبب انتمائنا وجنسيتنا الموريتانية.