ترأس رئيس حزب اللقاء الديمقراطي الوطني، ذ/ محفوظ ولد بتاح ليلة البارحة(مساء الجمعة) تجمعا جماهيريا، نظمته مجموعة منضمة جديدة لحزب اللقاء بدار النعيم.
وقد تحدث ذ. بتاح خلال هذا التجمع الجماهيري، عن مبادئ الحزب ومشروعه المجتمعي، موضحا أن موقع الحزب في الخريطة السياسية اليوم، هو في الصف المعارض، موضحا أن ذلك تقرر بسبب السياسات التي ينتهجها النظام الحالي والتي وصفها بأنها خطيرة ومدمرة، سواء على مستوى التعليم والصحة والاقتصاد والأمن، مشددا على أن هذا الواقع أفرزته سياسات الأنظمة العسكرية المتعاقبة، التي قال إنها هي المسؤولة عن ما وصلته البلاد من تدهور على جميع المستويات.
وأوضح رئيس حزب اللقاء أن الانكفاء على الذات والانشغال بالمصالح الذاتية، هو أمر لا يقره الشرع: "من لم يهتم بأمور المسلمين، فليس منهم".. لذا أكد أنه من الواجب الانشغال بمصالح البلد، بغية تصحيح السياسات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، لأنها جوانب تمس كل فرد وتؤثر على الجميع.
وشدد الرئيس بتاح على ثلاثة جوانب قال إنها هي المدخل الأساسي للخروج من حالة الفقر، التي تعيشها البلاد، تتمثل في ترسيخ قيم: المعرفة والعمل واحترام المال العالم.. ثلاثية قال إنها هي مفتاح الخروج من حالة الفقر التي يعيشها بلدنا والتي قال إنها ليست قدره، مقدما كوريا الجنوبية كمثال، وهي التي كانت في الستينيات في ترتيب دولي أدنى من موريتانيا وأشد فقرا، لكنها بفضل تطوير تعليمها وترسيخها للقيم الآنفة الذكر، تمكنت من القفز نحو المقدمة، معطيا لذلك مثال: هاتف "سامسونغ"، الذي قال إنه يندر أن نجد شخصا لا يحمله في جيبه، الذي هو صناعة لهذه الدولة التي كانت أكثر فقرا منا.
فالتعليم - يقول الرئيس بتاح- هو مفتاح التقدم والتطور.. أما التعليم في موريتانيا فهو خدعة، ويتجلى ذلك في تخريج الدولة لسيل من الخريجين، هي من صمم برامج تعليمهم وهي من أشرف عليها.. وبعد التخرج، يرمى بهؤلاء الخريجين في الشارع، بذريعة أنهم غبر صالحين لأنهم تعلموا بالعربية.
وقال ذ.بتاح إن مؤسسي حزب اللقاء لم يؤسسوا حزبهم ولم يأخذوا هذه الوجهة، بفعل ضغينة شخصية ضد ولد عبد العزيز ورجاله، وإنما بدوافع وطنية، فلوكنا نرغب في مصالح ذاتية لتمكنا من تحقيقها في ظله وفي ظل معاوية من قبله، لكن واقع البلد وما ينجر إليه، هو الدافع الأساسي لنهجنا وموقعنا داخل الطيف السياسي.
وشدد رئيس حزب اللقاء على أن بيع الأصوات ومقايضة الموقف السياسي، بدريهمات قليلة، هي مقايضة، الخاسر فيها هو الوطن والمواطن، ذلك أن معظم السياسيين، عند ما تنتهي الإنتخابات يختفون من عالم الناخبين ويقطعون كل صلة بهم، نتيجة لهذه المقايضة الخاسرة.
أما نحن في حزب اللقاء – يقول الرئيس بتاح- فنرى أن السياسة، هي الصدق أو لا تكون، ونرفض مقايضة الموقف السياسي بدريهمات معدودة، كما أننا لن نخون قاعدتنا الشعبية ولن نتراجع عن التزاماتنا لها، تحت أي ظرف وأمام أي إغراء.
وتحدث رئيس حزب اللقاء عن واقع الشباب، الذي قال إنه يعاني من أفق مسدود في ظل الواقع الحالي، الذي يرمي بثلاثة أرباع هؤلاء الشباب في الشارع- رغم أن أكثر من 75 في المائة من المواطنين، هم من الفئة العمرية الأقل من 30 سنة.. ورغم ذلك فإن كل مائة تلميذ يلج المدرسة، لا يحصل منها على الباكلوريا، سوى 14 في المائة.. أما ال86 في المائة فيرمى بهم في الشارع.
كما شدد ذ. بتاح على دور النساء في العمل السياسي، لكون المرأة، تمثل أكثر من 52 في المائة، لذا تعتبر مشاركتها جوهرية، فتهميشها يعني تهميش وتغييب أكثر من نصف المجتمع.. وهذا ما يعتبر خللا معوقا لأي تنمية جدية.
ونبه رئيس حزب اللقاء إلى الواقع الذي ينتظرنا جميعا، إذا نحن فرطنا في تماسك وحدتنا وصيانة استقلالنا، مؤكدا أن الجيران يتربصون بنا وينتظرون فرصة للانقضاض على بلدنا، الذي يسيل لعاب الكثيرين منهم لمواره الغزيرة.. فبمجرد استيلائهم علينا، سنصبح عبيدا في وطننا، محرومين من ثروات بلادنا، التي قال إن المتربصين، بها، هم من سيستولي عليها.
وقد تحدث كذلك بهذه المناسبة، رئيس اللجنة الشبابية لحزب اللقاء، الشاب بونن ولد مولاي، الذي قدم شرحا مستفيضا حول ما تعانيه البلاد من نهب ومن خلل على جميع المستويات، مؤكدا أن البلاد خسرت ثرواتها المادية وهي تصارع اليوم، من أجل أن لا تخسر نهائيا ثرواتها البشرية، من خلال سرقة عقولها وانهيار منظومتها التربوية.
أمانة الإعلام
16/04/2016