نظم حزب اللقاء الديمقراطي الوطني، تجمعا جماهيريا بمقره مساء الإثنين، ترأسه رئيس الحزب، ذ/ محفوظ ولد بتاح ، محاطا بشخصيات قيادية من الحزب على رأسهم النائب الأول للرئيس: الوزير السابق محمد ولد العابد.
هذا التجمع الذي نظم بمناسبة انضمام مجموعة "كتلة الأمل" الشبابية في كل من "بيرت" و"الزيرة" وكرمسين، بدأ بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة رئيس المنظمة الشبابية بحزب اللقاء، السيد بوننه ولد مولاي، الذي تحدث عن ما أسماه بالواقع المزري بالبلد على جميع المستويات.
بعده تناول الكلام، النائب الأول للرئيس: الوزير السابق محمد ولد العابد، الذي قدم عرضا مستفيضا حول الوضع الاقتصادي بالبلد، شارحا الأساليب المنتهجة في ظل هذا النظام والتي قال إنها أوصلت البلاد إلى الوضع المأساوي الحالي.
وتحدث ولد العابد عن ما أسماه بتبجح النظام بحجم ميزانيته لهذه السنة، في الوقت الذي يقطع منح الطلاب في الخارج ويشاع أنه سيقطع رواتب رجال التعليم في العطلة.. أما المديونية الداخلية، فقال إنها لا يعلمها إلا الراسخون في "التبتيب"، مشددا على أن هناك أمور كثيرة، تدل على أن هناك عجز في الموارد.
وقال الخبير الاقتصادي ولد العابد: إن الضريبة زادت بشكل تعسفي وخطير.. لذا هاجر رأس المال الوطني إلى الخارج وإلى دول الجوار بشكل كبير.
وأضاف: إن الجهات الدولية، تؤكد عدم فاعلية النفقات العمومية، الشيء الذي ينتج عنه انعدام تناسب بين النفقات والمردودية على المستوى الإجتماعي وغيره.
شركتي آ. تي. تي. أم وصيانة الطرق(أنير)، مثلا، تخصص لهما الدولة موارد كبيرة لإنجاز مشاريع.. وبعد سنة، يلاحظ أنه لم ينجز أي شيء يذكر، فيعطى المشروع ثانيا لمقاولين أخرين، قريبين من أولئك السابقين، مشددا على أنها إحدى حيل الإستحواذ على الموارد العمومية.
وقدم ولد العابد نموذجا لذلك:
- قناة آفطوط الساحل
- المطار الدولي
- طريق نواكشوط - بتلميت، التي قال إنها تمثل عملية استحواذ على المباني العمومية وعلى مبالغ عمومية ضخمة في نفس الوقت.
كلها مشاريع وغيرها تمتاز بأن ما يتحقق منها سيكون بطيئا وقليل الإنجاز.
فبعض المؤسسات طردت عمالها والبعض الآخر لم يستطع دفع رواتبهم بانتظام.
وتطرق ولد العابد إلى ما أسماه "دعاية السيطرة على سعر صرف الاوقية"، قائلا: إن سعرها يتدهور والقوة الشرائية للمواطن في تراجع مستمر.
وأكد أن الحديث عن احتياطي كبير من العملة الصحبة، هو ادعاء يعكس الواقع عدم صدقيته، فما هو موجود من النقد الأجنبي، لا يتجاوز 500 مليون فقط.. فكل ما يحصل ببساطة، هو مجرد "تسخير لموارد الدولة، لإشباع جشع مرضي".
أما مؤسسة اسنيم، فيقول الخبير ولد العابد بأنها مؤسسة تجسد موريتانيا بتنوعها وجهاتها.. لكنها عرفت تلاعبا بمواردها، أفقدها القدرة على تطوير إنتاجها وتقنياتها وقدرات عمالها ومكانتها الدولية.. كما أنه كان يجب على الدولة أن تستثمر ال90 مليار التي تأتيها من أرباح "اسنيم" في مشاريع توفر العمل للمواطنين، بدل تبذيره واللعب به في الكازينوهات أو فتح البنوك الخصوصية.
وتحدث ولد العابد كذلك عن بطالة الشباب والبطالة بشكل عام بالبلد وقال إن النظام اعترف أخيرا بأنها وصلت إلى 30 في المائة وقال إنها تصل عمليا إلى أكثر من 60 في المائة إذا أضفنا إليها "البطالة المقنعة، التي تعني أن دخل صاحبها اليومي لا يتجاوز 500 أوقية وهو مبلغ قال إنه لا يسمن ولا يغني من جوع.
وشدد ولد العابد على أن تغيير الدستور، هو خط أحمر.
بعده تناول رئيس حزب اللقاء، ذ/ محفوظ ولد بتاح، حيث رحب بالمنخرطين الجدد في صفوف حزب اللقاء وأكد لهم أن الحزب، سيكون عند حسن ظنهم.
وتحدث أيضا عن خيار المعارضة وقال: إننا في حزب اللقاء لم نعارض لاننا طلبنا شيئا من النظام وحرمنا منه وليست بيننا وبين ولد عب عبد العزيز عداوة شخصية.. وإنما نحن غاضبون من أجل الشعب الموريتاني، الذي قال إنه نكب بهذا النظام، الذي سد عليه كل الآمال والأحلام بواقع أفضل.. فهو نظام – حسب الرئيس بتاح- لم يأت غيرة على الشعب الموريتاني وإنما انقلب على رئيس يجسد خيار الشعب الموريتاني، لا لشيء إلا لأنه أقاله من منصبه.. فهذا النظام نظام زور وفشل، فكك اللحمة الوطنية وسياساته الإقتصادية والإجتماعية فاشلة ومدمرة.. فنحن غاضبون عليه، لأنه غاضب على الشعب الموريتاني: "يحتقر مؤيديه ويحقد على معارضيه".
فالرؤساء في العالم- يقول بتاح- يجرون استطلاعات للرأي في بلدانهم لمعرفة رضى أوغضب الشعب وعلى ضوئها يعدلون سياساتهم من أجل كسب رضى شعوبهم.. عكس ولد عبد العزيز، الذي قال إنه يغضب على المجموعات والأفراد ويستهدفهم في أرزاقهم وفي الفرص داخل بلدهم... لذا نلاحظ الوجهاء والمجموعات القبلية، يعملون جاهدين من أجل إرضائه، اتقاء لشره.
وشدد ذ. بتاح على أن محمد ولد عبد العزيز لا يستحق مأمورية ثانية.. وسيضحي الشعب من أجل صيانة إرادته.. فالدستور هو خط أحمر، والديمقراطية تتمتع بميزة التناوب السلمي على السلطة وبالتالي عدم بقاء الرؤساء في الحكم مددا أطول.
وذكر الرئيس بتاح بقسم الرئيس، القاضي بعدم تغييره للدستور من أجل مأمورية جديدة، قائلا: نحن نرفض قبول شخص يقسم بالله، ثم يحنث.
واختتم رئيس حزب اللقاء مخاطبا الشباب المنضمين: الحقوق حقوقكموالرهانات رهاناتكم أيها الشباب والغد غدكم.. أما نحن في حزب اللقاء، فسنبقى في مقدمة الرافضين لتعديل الدستور.