أنهى ريال مدريد مسيرة استمرت 39 مباراة متتالية لم يتذوق فيها غريمه الأزلي برشلونة طعم الخسارة وذلك عبر الفوز على النادي الكتالوني في معقله كامب نو ووسط جماهيره بهدفين لواحد.
وتمكن مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان عبر طريقة تعامله مع المباراة من اظهار صورة أكثر ثباتا للفريق وسط تعاون وتضامن من كل عناصره في النواحي الدفاعية أكثر من وقت مضى وتألق من الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس ومجهود وافر من مارسيلو.
ويمكن تلخيص مفاتيح فوز ريال مدريد على برشلونة أمس في الجولة الـ31 من الليجا بالدوري الإسباني فيما يلي:
1- التضامن الدفاعي:
دون وجود ضغط عالي، شارك ثلاثي الـ"بي بي سي" في المهام الدفاعية حينما كان الفريق في حاجة لاحتواء الخصم، حيث شاهد الجميع على سبيل المثال الكرة التي تصارع فيها كريستيانو رونالدو مع الظهير الأيسر للبرسا جوردي ألبا لتبديد خطورة الهجمة، هذا بخلاف المساعدات التي قدمها الويلزي جاريث بيل لاجهاض محاولات نيمار وتغطية انطلاقات ظهيري البرسا.
2- تعامل زيدان مع المباراة:
تفوق الفرنسي على لويس إنريكي، فعلى الرغم من أن "زيزو" قال عشية المواجهة إنه لن يعدل فكرة لعب فريقه وسيسعى ليكون هو المتحكم في معطيات اللقاء، فإن طريقة تعامله مع معطيات المواجهة كانت شبيهة بأسلوب البرتغالي جوزيه مورينيو أكثر من الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
انتشر ريال مدريد بشكل جيد ووقف ثابتا في اللحظات التي دانت فيها السيطرة لبرشلونة وانتظر اللحظة المناسبة لتحجيم غريمه الأزلي مع استغلال المساحات واستخدام السرعات القاتلة للثلاثي الهجومي في النقل الخاطف للعب من الدفاع للهجوم.
3- الشخصية والثبات:
لم تشاهد الجماهير ريال مدريد من فترة يتمكن من العودة في مباراة بمثل هذا الحجم، حيث قلب الملكي تأخره لفوز بعد هدف جيرارد بيكيه، وهو الأمر الذي يظهر أن الفريق عادت له جزء من شخصيته وثباته وهذا يعني أنه على الطريق الصحيح، حتى ولو كانت هناك الكثير من الأمور التي يجب التعامل معها مستقبلا.
4- أخطبوط كوستاريكا:
تألق الكوستاريكي كيلور نافاس مع ريال مدريد منذ بداية الموسم ليس خبرا جديدا، خاصة وأنه دلل كثيرا على ثباته النفسي بعد فشل صفقة انتقال ديفيد دي خيا لريال مدريد ورحيله لمانشستر يونايتد الإنجليزي.
لم تكن مباراة أمس استثناء للمستوى الممتاز الذي يقدمه الحارس الكوستاريكي، لذا فإن تدخلاته أمس وبالأخص تصديه لفرصتي إيفان راكيتيتش وليونيل ميسي، بل وتحديدا تلك الأخيرة، لعبت دورا هام في انتهاء المباراة لصالح ريال مدريد.
5-اتزان مارسيلو:
يعد البرازيلي من أخطر الأظهرة على الصعيد العالمي حيث عاد ليثبت هذا مجددا على ملعب كامب نو؛ لم يشارك كثيرا في المهام الهجومية بالشوط الأول بتعليمات من زيدان ولكنه لعب دوره المفضل في احداث المفاجآة حينما احتاجه الفريق.
نجح البرازيلي في التحرر من أي رقابة حينما استدعى الأمر وكانت كل مرة يصعد فيها هجوميا تتسبب في زيادة الفوضى بخطوط برشلونة، وهو الأمر الذي يظهر كثيرا في لعبة هدف التعادل التي كانت بدايتها منه.
6- كاسيميرو:
اتفقت أغلب وسائل الاعلام العالمية على أن البرازيلي كاسيميرو كان له دور كبير في الفوز الذي حققه الريال. منذ فترة لم يكن هناك لاعب ارتكاز بمثل مواصفاته في ريال مدريد. بعد رحيل تشابي ألونسو لم تكن الأمور على ما يرام في هذه المنطقة ولم يقدر الألماني توني كروس على ملء الفراغ لأنه ليس مركزه.
مع لجوء زيدان لاجلاس الكولومبي خاميس رودريجز على الدكة واللعب بخط وسط مكون من لوكا مودريتش وتوني كروس وكاسيميرو، على أن يكون البرازيلي محور هذا الثلاثي بات واضحا أن هذا هو التشكيل الأمثل.
خلال مباراة أمس كانت مساهمات البرازيلي في افساد الهجمات الكتالونية قبل أن تبدأ جلية، خاصة مع الرقابة المبكرة التي فرضها على الأرجنتيني ليونيل ميسي وفي بعض الأحيان نيمار ولويس سواريز، هذا بخلاف المساندة الدفاعية البارزة التي قدمها عقب طرد سرخيو راموس.