نحن موريتانيون وموريتانيات ضحايا الانتهاكات الجسيمة وجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف تنظيم البوليساريو مابين 1975 و1991، ولأن مثل هذه الجرائم لا تعرف التقادم فقد راسلناكم عدة مرات بشأن ملفنا، كما بعثنا إليكم منذ شهر فقط بنداء عاجل يوثق لأسمائنا كضحايا ولجلادي البوليساريو ولأصناف التعذيب وأشكال الاختطاف التي تعرضنا لها لأكثر من عشر سنوات من فوق التراب الموريتاني وداخل مخيمات تندوف.
لقد راسلناكم من جديد بعد أن سمعنا بنيتكم تنظيم زيارة لمخيمات تندوف وللجزائر الدولة المضيفة للمخيمات ولموريتانيا والمغرب.
لقد كنا على يقين بأنكم ستطرحون مع مسؤولي تنظيم البوليساريو ملفات الانتهاكات والجرائم التي ارتكبوها في حق المئات من الضحايا الموريتانيين وفي حق المئات من الضحايا المنحدرين من جنسيات مختلفة.
لكن بعد مروركم من المخيمات ولقائكم بالمسؤولين عن التنظيم التوتاليتاري للبوليساريو، وبعد سماع تصريحاتكم التي لم تتضمن أي إشارة لملفنا ولا لملفات باقي الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بالمخيمات، اسمحوا لنا بأن نقول لكم لقد خاب ظننا بالكامل فيكم، ولم يعد لنا من أمل في ترقب أي شيء منكم كأمين عام منحاز، لا يحمل معه أمانة تبليغ شكاوى وملفات وخطاب حقوق الانسان لأبشع حركة مسلحة قامت على اختطاف الضحايا وإرغامهم بالعيش بالمخيمات كلاجئين والتحايل على العالم بكونها مخيمات للاجئين.
إنكم السيد الأمين العام، وأنتم تقبلون بزيارتكم لرموز الفساد وجرائم التعذيب والاختفاء القسري والذين يقبضون على المخيمات بيد من حديد منذ 40 عاما، دون طرحكم لهذه الملفات، قد وضعتم شخصكم في خانة المتواطئ مع الجلاد، والداعم لسياسة الإفلات من العقاب وقبر الحقيقة.
إن تنظيم البوليساريو منذ الأيام الأولى لتأسيسه، انزاح عن هدفه وتحول بسرعة من حركة مطالبة بتقرير المصير إلى حركة مسلحة تنهض على الاختطاف، ثم إلى تنظيم لا يبتعد كثيرا عن التنظيمات ذات النزوع الإرهابي المتطرف. أنظروا السيد الأمين العام، إلى لوائح بعض الشباب المنحدر من المخيمات والذي تم توقيفه بمالي وبليبيا... في إطار عضويته ببعض المجموعات الإرهابية، بالإضافة إلى المنخرطين في الجرائم العابرة للقارات.
السيد الأمين العام، إن أجسادنا وحتى اليوم ماتزال تحمل آثار كل تلك الجرائم فما عليكم إلا أن تعجلوا عبر الآليات المتاحة لحماية حقوق الانسان لدى الأمم المتحدة، للتوثيق لكل هذه الجرائم قبل فوات الأوان لأن الضحايا قد يقتلهم العمر والتعذيب، لكن اليأس والإهمال والنسيان الذي قد يسببه لهم شخص مثلكم لا يعير أي اهتمام لقضايا الظلم حين تتاح له فرصة ملاقاة الجلادين والمسؤولين عنهم، هو ما يقتلنا مرتين.
ذاكرة وعدالة