نجم الصلاح

اثنين, 03/07/2016 - 14:29

في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة رحل عنّا إلى جنّات الخلد بإذن الله تعالى الشيخ الصالح: محمد المختار ولد أحمد بلِّ علمًا الملقب: (ول الصالحين) رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته, وبهذه المناسبة الأليمة وتخليداً لذكره الكريم هاكمْ: هذه التهويمات في بعض مكارمه ومناقبه الجميلة والجليله.... ,

نجم الصلاح:

المَوْتُ يقطعُ درب الحاذق البطل..!

فلا تغرَّ بربع ناعم خضِل......

ولا تهِمْ جَزعاً لِصَرْم غانيةٍ

حَسناءَ ترفلُ في وشيٍ من الحُلل

نسيرُ في طربٍ والموتُ يرصدنا

والشمسُ تغربُ في بحبوحة الأمل

كأننا غرضٌ للموت تطلبه

بلا توانٍ ولا ضعفٍ ولا خجل

من عهد آدمَ كل الناس قد رحلوا

تَذري بهم عادياتُ الموت في مهل

ما ذا أقول وصَرف الدهر يحصدنا

والناسُ في فزع بالحُزن مُكتحل؟!

فكمْ تمددَ في الأصْقاع أجمعها

وكمْ تناثرَ في الأرجاء والسُّبُل..!

تسْبي المَنونُ كرامَ الناس قاطبة

وإنْ عَلواْ قممَ الجوزاء أوْ زحل!

فَجيعة عَصفتْ بالصبر إذ خطفتْ

رَمزَ السيادة والأخلاق والمُثل

شيخُ الشيوخ ونجلُ الصالحينَ ومنْ

يشفي السقيم من الأحزان والعلل...

أكرمْ به من وليٍ عابدٍ ورع...

ومن سخيٍّ كريم الكفِّ في المحل

يلقاكَ مُبتسماً والنفسُ راضية

والخطب عمَّ الورى في السهل والجبل!

فكمْ أثارَ فراقُ الشيخ من شجنٍ

ومن هُيام ومن عشقٍ ومن مَلَل...

عامٌ على موْته والحزنُ مُكتملٌ

والخطبُ في مدَدٍ والنفس في خبل!

عامٌ على مَوته والقومُ في وَلهٍ

من المخاوف والحرمان والجدل

عامٌ على مَوْته ما حلَّ رُتبته

شهمٌ ينيرُ طريقَ البائس الوجل

ما عادَ رَبْعكَ يا نجمَ الصلاح رؤىً

تسْقي الظماءَ رحيق الدين والمِلَل..!

ما عادَ رَبْعكَ بين العالمينَ سُدىً

يُنجي الغريقَ من الأمواج والوَحل

ما عادَ رَبْعكَ بين الناس قاطبة

نبْعَ المحبة والإخلاص والأمل..!

ما عادَ رَبْعك يا بدراً سما ألقاً

يَضيءُ في عرصاتِ التيه والدَّجل

ما عادَ رَبْعك يا حُزناً برى كبدي

يشفي الشجيَّ من الأنَّاتِ والخبل..!

نفسي تئِنُّ على منْ كان يرشدُها

دَرْبَ السعادة والأخلاق والجذل..,

هو الوليُّ وعينُ الله تحرسه

يصدُّ عن نَزواتِ البغي والزلل..

هو الحَييُّ وكل الناس يغبطه

على السماحةِ والإخلاص والعمل

هو الكريمُ الذي يعطي بلا عوض

ولا رياءٍ ولا كدٍ ولا مَلَل...!!

هو الحبيبُ وما في القوم من أحدٍ

إلاَّ بكاهُ بدمع الجفن والمقل..!

يا رب أنتَ الرحيمُ المستغاث به

فاكرمْ وفادَته بالعفو والنـــُّزل...

واسْبلْ عليه مع الرضوان عافية

تهمي عليه بلا حدٍ ولا مَهل...

وادْخله جنة عدنٍ آمِناً أبداً

بلا عناءٍ ولا هم ولا وَجل

واحْشره في زمرة الأبرار قاطبة

مع الأحبة والولدان والرسل...,

ثم الصلاة على المختار من مُضر

بدر التمام الأبيِّ القائد البطل...

والآل والصحب يوم الرَّوْع تعرفهمْ

بالبأس والصبر والإقدام والمُثل...!

 

 

كلمات: الشاعر/ المصطفى بن أمون