تعليق على خبر

أربعاء, 03/02/2016 - 14:24
إسلمو ولد سيدي أحمد كاتب وخبير لغوي وباحث في مجال الدراسات المعجمية والمصطلحية

ذكرت بعض وسائل الإعلام أنّ المملكة العربية السعودية الشقيقة (وربما دول عربية شقيقة أخرى)، أنهتْ-لأسباب سياسية-إقامات بعض اللبنانيين المقيمين على أراضيها.
ولَمَّا كان الخبر-بطبيعته-يحتمل الصدق والكذب، فإننا نأمل- في حال ما إذا كان الخبر صحيحا- إعادة النظر في هذا الإجراء، لأنّ العديد من المواطنين العرب- سواء أكانوا لبنانيين أم غير لبنانيين-لا يوافقون- بالضرورة- على مواقف حكوماتهم. وقد يكون من غير المناسب-والحالة هذه-أن يتعرض هؤلاء المواطنون الأبرياء المسالمين لعقاب جماعيّ، بسبب سوء تفاهم أو خلافات بين الحكومات العربية قد لا تدوم طويلا. 
ولَمّا كنا نأمل أن تكون الخلافات العربية سحابة صيف تنقشع بسرعة، فإنّ من الحكمة عدم إنهاء إقامة أيّ مواطن عربيّ يقيم على أرض بلد عربيّ غير بلده الأصليّ، ما دام يلتزم بقوانين البلد المضيف. 
ينبغي لنا أن نضع في الحسبان-وهذا هو المؤمل- أنّ المياه يمكن أن تعود إلى مجاريها بسرعة لم نكن نتوقعها، بحيث تعود العلاقات بين الدول المعنية إلى سابق عهدها، فما ذا سيكون وضع هؤلاء المواطنين وأسرهم وأبنائهم الذين كانوا يتابعون دراستهم  في البلدان المضيفة ؟
إننا أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة، يتطلع مواطنوها  إلى فتح الحدود بين الدول العربية التي تتشكل منها الأمة، وإلغاء تأشيرة الدخول  والسماح للمواطن العربيّ بحق الإقامة والعمل والتملّك-داخل الأرض العربية- حيثما حل وارتحل...
إنّ البشر، هو رأس المال الحقيقيّ، وينبغي للقادة العرب-من المحيط إلى الخليج-أن يستثمروا في أبناء الأمة، وأن يواكبوا تطلعات المواطن العربي في العيش الكريم على الأرض العربية.