
أشرف رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، في المركز الدولي للمؤتمرات "المرابطون" مساء اليوم على فعاليات حفل اختتام المؤتمر الوطني لتمكين الشباب، الذي شهد طرح مختلف الإشكالات المتعلقة بالشباب، واستعراض تطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية.
وقد ألقى رئيس الجمهورية، كلمة أمام أكثر من 1300 شاب، يشاركون في فعاليات حفل اختتام المؤتمر؛ أعلن خلالها جملة من القرارات المهمة لصالح الشباب من بينها إنشاء هيئة فنية تنتقل إليها صلاحيات المجلس الأعلى للشباب واكتتاب 3000 موظف وبناء 100 ملعب.
وهذا نص كلمة رئيس الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبيّنا الكريم
معالي الوزير الأول؛
السادة رؤساء الهيئات الدستورية؛
السادة والسيدات الوزراء؛
أصحاب السعادة السفراء وممثلي الهيئات الدبلوماسية؛
السادة القادة العسكريون والأمنيون؛
السيد الوالي؛
السيدة رئيسة جهة نواكشوط؛
أبنائي وبناتي، شباب هذا الوطن العظيم؛
أيها الحضور الكريم؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أشارككم، اليوم،،هذه اللحظة المحورية في المسار الوطني لتمكين الشباب، مجددا رهاننا عليكم، وقناعتنا بأن مستقبل البلد لا يبنى إلا بإرادتكم، و وعيكم، وحماستكم، واضطلاعكم بدوركم كاملا.
ويجسد قناعتي، هذه، ما أكدت عليه مرارا من كون هذه المأمورية مأموريتُكم؛ هي لأجلكم، وبكم تُبنى.
أيها الشباب،
لقد وجّهنا، منذ الوهلة الأولى، بوضعكم في قلب السياسات التنموية والاجتماعية، وباعتماد مقاربة وطنية شاملة، تحول الشباب من مُتلقٍّ للفرص… إلى صانعٍ لها.
وفي هذا الإطار، عملنا على تنفيذ إصلاحات جوهرية في التعليم– أساس النهضة– لنضمن فيه الجودة والإنصاف، وضاعفنا طاقة مؤسسات التعليم العالي، وأعدنا الاعتبار للبحث العلمي، ودعمنا التكوين المهني ليصير كل شاب قادرا على دخول سوق العمل بثقة وكفاءة.
كما بذلنا جهودا كبيرة في تحسين مختلف الخدمات العمومية، وعلى رأسها الخدمة الصحية، من حيث الجودة والشمول.
ولم يكن كل ذلك مجرد إصلاح إداري، بل كان استثماراً فيكم، أنتم، في مستقبلكم، في طموحاتكم، وفي قدرتكم على القيادة والإبداع.
وتعزيزا لترقيتكم كشباب حيوي مبدع، أطلقنا أكبر برنامج تشييد وتأهيل للبني التحتية الشبابية شمل الملاعب والقاعات الحديثة متعددة الرياضات، كما قمنا بإصلاح مؤسسي جعل من الاتحادات الرياضية والجمعيات الشبابية شريكا أساسيا في سياسات تمكين الشباب.
كما قمنا في مجال التشغيل، بتأهيل ودعم عشرات آلاف الشباب للولوج إلى سوق العمل من خلال تمويل المشاريع، وفتح الباب أمام الريادة الشبابية للأعمال، وأطلقنا خدمات خاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة.
ولا يسعني، في هذا المقام، إلا أن أجدد الدعوة إلى الإقبال على التعليم والتكوين والعمل لنستفيد من ألاف فرص العمل التي تتيحها البرامج والمشاريع التنموية، التي هي قيد التنفيذ.
يجب عليكم أن تتحرروا، كليا، من المفاهيم الخاطئة بخصوص قيمة العمل وألا تفوتوا فرصة عمل.
إن الفرص التي تخلقها الحركية الاقتصادية، في مختلف القطاعات، تفتح فضاء واسعا للإنتاج والابتكار وتطوير الأعمال، لكنها لا تنتظر أحداً. فاستعدوا، وغيّروا المفاهيم، وكونوا على قدر التحدي وفي كافة المجالات.
فنحن لسنا حريصين فقط على إدماجكم في الحياة المهنية، بل كذلك على ترقية مشاركتكم السياسية، وتعزيز حضوركم في مختلف دوائر تدبير الشأن العام.
وفي هذا الإطار، يندرج ما اتخذناه من قرار، سنة 2023، يقضي باعتماد لائحة شبابية في البرلمان، حتى يكون صوتكم ممثلاً، ورؤيتكم حاضرة حيث يُصنع القرار الوطني.
وإدراكا منا لأهمية الخدمة المدنية والإدماج الاجتماعي وتساوي الفرص، أنشأنا إطاراً تنظيميا يمكّن آلاف الشباب من الانخراط في نشاطات متنوعة، تخدم وطنهم وتُكسبهم خبرات حقيقية، تعززُ اعتمادهم على أنفسهم وتفتح لهم آفاق المستقبل. وقد خصصنا، في هذا السياق، جائزة رئاسية لأفضل المبادرات التطوعية تلبية لطلب متكرر من شبابنا.
وأما الإدماج الاجتماعي، فقد جعلنا منه ركيزة أساسية، من خلال العمل على محو الفوارق، وتنويع أليات الدعم لصالح الشباب الأكثر هشاشة، تعزيزا لصموده ولفرص مشاركته في بناء البلد.
فتكافؤ الفرص، بالنسبة لنا، ليس مجرد شعار، بل هو التزام نعمل على تجسيده يوما بعد يوم. كما هو واضح في قرارنا بتخصيص مقاعد في مدارس الامتياز لصالح أبناء الأسر الأكثر هشاشة مع التكفل بمنحهم من الإسناد التربوي ما يمكنهم من التفوق في هذه المدارس.
أيها الشباب،
لقد تابعتُ باهتمام ما تخلل جلساتكم من نقاشات وما استعرضتم من تحديات وما عبرتم عنه من أمل وطموحات. وقد قرأت علينا منذ قليل ابنتنا، ام أهلي محمد سيدي، ما تمخض عن هذه الجلسات من توصيات. ويسرني أن أعلن اليوم عن جملةً من القرارات، تستجيب لمطالبكم وتطلعاتكم:
أولا: إنشاء جهاز مؤسسي للتشاور الشبابي على المستوى المحلي
سيتم بحول الله، وقريبا، وضع إطار تشاوري دائم يمكنكم من المشاركة الفعلية في تطوير ولاياتكم ومقاطعاتكم ويضمن أن تكون أولوياتكم جزءاً من أولويات الدولة.
وستضمن هذه الألية، بفعل ما يصدر عنها من مقترحات، حضور البعد الشبابي في التنمية المحلية وتعزيز استفادة الشباب، من حيث فرص العمل، والدمج المهني، من مقدرات مناطقهم ومن البرامج المختلفة المنفذة بها.
وقد تقرر، في هذا السياق، إنشاء هيئة فنية تنتقل إليها صلاحيات المجلس الأعلى للشباب وتتولى مسؤولية التنسيق الوطني لأعمال آليات الإطار التشاوري.
ثانيا: تعزيز أثر برامج التشغيل وذلك برفع ميزانية صندوق التشغيل لدعم أكبر عدد من المشاريع الشبابية، وتكثيف وتعزيز التكامل بين القطاعات الحكومية، فيما بينها، ومع القطاع الخاص، حتى لا تضيع أية فرصة عمل.
وقد تقرر، في هذا الإطار، اكتتاب 3000 موظف بهدف توفير فرص عمل فورية للشباب المؤهلين وتعزيز القدرات البشرية للإدارات المركزية والمحلية.
كما سيتم العمل على رفع كفاءة ونجاعة أليات التنسيق على المستوين المركزي والجهوي بين قطاع التشغيل والقطاعات ذات الإمكانات التشغيلية العالية (الزراعة، الصيد، التنمية الحيوانية، التعدين والطاقة) لتوفير 30 ألف فرصة عمل خلال السنتين المقبلتين.
ينضاف إلى ذلك ما سيتم من تعزيز التنسيق العملي بين برامج التكوين الفني والمهني من جهة وأليات التمويل التي توفرها تأزر، من جهة أخرى، لزيادة فرص العمل الذاتي للشباب في المناطق الهشة.
ثالثا: توسيع الخدمة المدنية بفتح 7000 فرصة تطوع جديدة، تُخوّل شبابنا اكتساب الخبرات، وبناء السِيَر المهنية، مع خدمة وطنهم بطرق فعّالة.
رابعا: إطلاق مشاريع رياضية كبرى، من أبرزها إنشاء 100 ملعب صغير تقريبا للبنية التحتية الرياضية من الشباب في الأحياء والبلديات،
وستجرى دراسة مشروع مجمع رياضي يحوي ملعبا بمواصفات دولية يتسع لـ 25 ألف متفرج والشروع في تعبئة الموارد الضرورية لتشييده.
أيها الشباب،
أجدد لكم العهد الذي قطعته منذ البداية: لن أدّخر جهداً في سبيل تمكينكم.
والتمكين لا يُمنح. إنما يُصنع بالإرادة، بالعمل، وبأن يعتني كل واحدٍ منكم بشأن وطنه اعتناءه بشأنه الشخصي وطموحه.
إنكم أمل موريتانيا..
أنتم صانعو مستقبلها…وعليكم نعول في جعلها نموذجاً في التنمية، والأمن والازدهار.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.









.jpg)
.gif)


.gif)