بدء النظام منذ فجر اليوم عملية توزيع الأسماك في بعض الأحياء الشعبية بمقاطعات انواكشوط التسعة؛ وقد فتحت المحلات مكان التوزيع ابوابها وشوهدت امامها طوابير طويلة من النساء والرجال؛ الا ان المشرفين علي عملية التو يع ابلغوا الجماهير الفقيرة التي توافدت الي هذه الاماكن ببدد عملية التوزيع ابتداء من الرابعة من مساء اليوم؛ وتأتي هذه العملية في اليوم الذي حدده حزب تكتل القوي الديمقراطية أكبر أحزاب المعارضة الراديكالية لاقامة مهرجان"الوفاء والصمود"؛ وهو المهرجان الذي يقول منظموه انه سيرد علي مغالطات النظام وملفات الفساد الكبري؛ الرشوة؛ المخدرات؛ الزبونية في ممارسة السلطة؛ وغيرها من الملفات الشائكة؛ التي يعتبرها معظم المعارضين فوهة بركان يوشك ان ينفجر ليبتلع الدولة والمجتمع.
وقد دأبت السلطة منذ فترة علي الاعلان عن توزيعات غذائية علي الأحياء الفقيرة كلما كانت هناك مناسبة للتظاهر والتجمهر تنظمها المعارضة؛ لشغل اكبر عدد ممكن من سكنةهذه لأحياء عن المشاركة في مهرجانات تري فيها السلطة وداعموها خطرا علي استمرارهم في لعبة التهدئة التي يحكمون بها منذ توليهم لمقاليد السلطة.
ويري متتبعون للشأن السياسي ان النظام بدء يشعر بالحرج الشديد من تنامي قوة وشعبية المعارضة بشكل عام وحزب تكتل القوي الديمقراطية الذي يتزعمه الرئيس أحمد ولد داداه ذي الخمس والعشرين سنة في مقارعةالأنظمة العسكرية المتعاقبة علي البلاد؛ خصوصا بعد الحديث عن انتساب مجموعات وازنة وشخصيات نافذة اجتماعيا وعودة مجموعات كانت قد التحقت بصف النظام قبل فترة الي صفوف حزب التكتل؛ وتقول بعض المعلومات ان مهرجان التكتل سيحمل العديد من الانضمامات التي ستفاجئ الرأي العام.
لهذه الأسباب وغيرها بدء النظام حملة تعبئة موازية لافشال مهرجان التكتل واستخدم لهذا الغرض كل الأساليب بما فيها الزعامات الروحية ومشاييخ الصوفة ويقول البعض ان الندوة التي أعلن عنها الشيخ الرضا هذا المساء ودعا لها كل الاعلاميين علي خلاف ندواته السابقة تدخل في إطار الحراك المستميت من السلطة واعوانها لتقزيم مهرجان التكتل هذا المساء.