دعت هيئة دفاع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بوضع موكلها في حرية مؤقتة بسبب حالته الصحية المتدهورة "عملا بالمادة 142 من قانون الإجراءات الجنائية حتى يتسنى له الخروج من جحيم السجن الانفرادي وعذاباته، وتلقي الإسعافات الأولية، وينعم بعناية أسرته".
و قالت الهيئة فى بيان نشرته إن ما جرى خلال هذه المحاكمة، وخاصة يومي الاثنين الماضي ويوم أمس بأنه "يؤكد بجلاء لا لبس فيه.. أن ملف اتهام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ملف سياسي كيدي هدفه تصفية الرجل حتى يخلو الجو للمفسدين فينهبوا موريتانيا. وقد نهبوها فعلا".
وأضاف البيان أن "القضاء الموريتاني مختطف ومسخر لتنفيذ تعليمات السلطات و"يصرف النظر" عن القانون".
نص بيان هيئة دفاع الرئيس السابق :
إن ما جرى خلال هذه المحاكمة، وخاصة يومي الاثنين الماضي واليوم، يؤكد بجلاء لا لبس فيه صحة ما قلناه منذ بداية هذه الفتنة وهو:
1. أن ملف اتهام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ملف سياسي كيدي هدفه تصفية الرجل حتى يخلو الجو للمفسدين فينهبوا موريتانيا. وقد نهبوها فعلا.
2. أن القضاء الموريتاني مختطف ومسخر ينفذ تعليمات السلطات و”يصرف النظر” عن القانون!
تصوروا مثلا كيف استهدف بالباطل قادة خدموا وطنهم وبنوه وتنحوا طواعية عن السلطة، فأهينوا وسجنوا وعذبوا وحوكموا وأدينوا دون أدنى بينة. وكيف عطل الدستور، وخرقت القوانين الإجرائية والموضوعية، وأُصْدِرَ أزيد من مائة أمر وقرار من مختلف درجات التقاضي تخالف كلها وتحرف نصوص القانون الصريحة، وتتطابق كلها مع طلبات النيابة؟!
والمعاملة المزرية التي تستهدف تصفية رئيس الجمهورية السابق: مُنِع من جميع حقوقه؛ بما فيها حق العلاج! وحُرِم من الإعلام، ووسائل الاتصال، والرياضة، والتعرض لأشعة الشمس، ومن زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء، وأخضع للرقابة المشددة بالكاميرات ووسائل التسجيل، وتعرض لأجهزة وروائح كريهة تفتك بالصحة!
وحتى أمام محكمة الاستئناف الحالية. منعت برمجة الملف سنة كاملة وجهنا إليها خلالها أربعة طلبات جدولة لم نتلق الرد على أي منها. وامتنعت طيلة تلك السنة عن إصدار إذن واحد بزيارة سجينها حتى لبعض النواب، ورفضت منحه الحرية أزيد من ست مرات رغم وجود الشهادات الطبية الصريحة. ولم تقم بزيارته ولو مرة واحدة! وما تزال مصرة إلى يومنا هذا على منع دفاعه حتى من حق الكلام. وكان جميع ما اتخذته من قرارات من يوم انعقادها إلى يومنا هذا يقضي برفض جميع طلبات الدفاع المؤسسة تأسيسا قانونيا محكما، ويتماهى مع طلبات النيابة المخالفة للقانون. وأمعنت في تجاهل المادة 93 من الدستور، ورفضت الانصياع لقرار المجلس الدستوري رقم 09/ 2024! ومع ذلك كله فإنها تنعم بحماية مطلقة من وزارة العدل ومن المحكمة العليا! إذ لم يحول أي عضو من أعضائها من طرف المجلس الأعلى الأخير ورفضت بالباطل عريضة مخاصمتها قبل أن يتم تبليغها.
يضاف إلى ذلك ما فعلت يوم الاثنين الماضي حين حاولت إرغام موكلنا على متابعة الاستجواب وهو مريض؛ إمعانا في إهانته وخرق القانون في حقه. ولما رفضنا ذلك ورفضه هو ألقته في زنزانة انفرادية، ولم تحرك ساكنا من أجل علاجه وحمايته ومساعدته مدة أسبوع. وكررت الفعل نفسه اليوم؛ الشيء الذي تجرمه المادة 57 من القانون الجنائي، الفقرة الثانية!
إن ما قامت به الغرفة الجزائية الجنائية في محكمة الاستئناف اليوم ليس عملا قضائيا ولا عدلا؛ بل تنفيذ لأوامر عليا غرضها إطالة معاناة الرئيس السابق وتعريضه لمزيد من الخطر. ونحن نندد به. ونطلب من المحكمة إذا كانت لديها إرادة حقيقية في إصلاح ما أفسدته، أن تبادر من تلقاء نفسها بوضع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في حرية مؤقتة بسبب حالته الصحية المتدهورة؛ عملا بالمادة 142 من قانون الإجراءات الجنائية حتى يتسنى له الخروج من جحيم السجن الانفرادي وعذاباته، وتلقي الإسعافات الأولية، وينعم بعناية أسرته.
هيئة الدفاع
نواكشوط 30 /12/ 2024