يكمل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اليوم 31 عاما وهو لا يزال في أوج توهجه كلاعب كرة قدم، إلا أنه بجانب الساحرة المستديرة يرسم لنفسه طريقا خارج المستطيل الأخضر ويقتحم عالم رجال الأعمال مستغلا قيمته كصورة دعائية على مستوى عالمي.
ففي خلال شهور فقط تمكن اللاعب البرتغالي من تعزيز تواجده خارج المستطيل الأخضر بإطلاق خط إنتاج أحذية وبالتوقيع على تحالف مع سلسلة فنادق برتغالية شهيرة، ويضاف إلى هذا طرق ترويجية مميزة مثل تقديم فيلم عن قصة حياته أو إقامة متحف متنقل يضم "كنوزه" الثمينة.
ويعد هذا الاهتمام بعالم الأعمال أمرا غير شائع في الرياضة، وهو أكثر انتشارا بين نجوم قطاعات أخرى وفقا لتصريحات مدير مدرسة التسويق البرتغالية (IPAM) دانييل سا.
وبرر سا هذا الأمر قائلا "على الرغم من أن هذا ليس طبيعيا، إلا أنه يمثل اتجاها جديدا... كريستيانو رونالدو لم يعد منذ فترة طويلة مجرد لاعب كرة قدم فقد بات حاليا من المشاهير العالميين في نفس مستوى ممثلي السينما أو الفنانين أو الساسة".
ويرى سا أن الشهرة العالمية التي يتمتع بها مهاجم ريال مدريد وقائد المنتخب البرتغالي تسمح له بأن يغامر في عالم الأعمال.
وبهدف نشر صورته والتمتع بمزيد من الشعبية، قدم كريستيانو رونالدو في نوفمبر/تشرين ثان الماضي فيلما عن قصة حياته باسم "رونالدو"، أقيم عرضه الخاص بلندن.
ولنفس الهدف، دشن العام الماضي "متحفا متنقلا" يستعرض مشواره، حيث أنه زار لشبونة ومدريد وحاليا يتواجد في دبي.
وتقدر مدرسة (IPAM) استنادا إلى بيانات عام 2014 قيمة كريستيانو التجارية بـ54 مليون يورو، وهي القيمة التي يقول سا إنها لم تتوقف عن الارتفاع بسبب شهرته التي تتزايد يوما بعد يوم.
وقال في هذا الصدد "يزداد عدد متابعيه على يوتيوب بشكل مطرد وكذلك على فيس بوك وتويتر، تزداد الأخبار عنه، وكلما ظهر بشكل أكبر كلما زادت قيمة صورته الدعائية ولذا اعتقد أنها حاليا تفوق الـ54 مليون يورو".
وهناك أمور مشتركة في حياة كريستيانو لاعب كرة القدم وكريستيانو رجل الأعمال وخاصة على مستوى الإدارة، حيث أن وكيل أعماله كلاعب جورجي مينديز وشركته "Gestifute" وراء هذه الأعمال التجارية أيضا.
ويشغل مينديز مكانة "الأب" لدى كريستيانو الذي أعرب عن امتنانه لوكيل أعماله وباقي فريق مساعديه لدى تقديم التحالف مع مجموعة "بيستانا" السياحية.
ومن المقرر أن يثمر الاتفاق مع سلسلة الفنادق البرتغالية، التي تعد واحدة من أهم سلاسل الفنادق في البرتغال، عن افتتاح أربعة فنادق جديدة في فونشال عاصمة إقليم ماديرا مسقط رأس كريستيانو ولشبونة ومدريد ونيويورك.
ويمثل المشروع، الذي يشارك فيه كريستيانو بصفة شريك بدلا من مجرد صورة دعائية، استثمارا بقيمة 70 مليون يورو.
وخلال تقديم المشروع قال النجم البرتغالي "إنه أكبر مشروع في حياتي.. إنني أرسم مستقبلي ومستقبل أبنائي وأسرتي"، معترفا بأنه من الجيد الاهتمام بأشياء أخرى خارج كرة القدم.
وبالإضافة إلى شراكته مع مجموعة "بيستانا"، يهتم رونالدو بسوق العقارات حيث تأكد في البرتغال أنه اشترى شقة فاخرة بوسط لشبونة تقدر قيمتها بمليوني يورو.
ويهتم كريستيانو أيضا بالموضة، وهو ما يثبته إطلاقه لماركة أحذية "CR7 Footwear" التي جاءت نتيجة اتفاقية مع شركة في بلدية جيمارايش البرتغالية متخصصة في الأحذية وتتجه بشكل أساسي حاليا لأسواق الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، علما بأن متوسط سعر الحذاء 135 يورو.
وتتناقض ثروة كريستيانو الضخمة ووضعه كنجم عالمي وطموحه في عالم الأعمال مع الظروف التي ولد فيها مثل هذا اليوم قبل 31 عاما في ماديرا لأسرة متواضعة رأت فيه سريعا بذرة لاعب كرة قدم محترف أثبت نفسه حاليا في المستطيل الأخضر على المستوى العالمي ويسير أيضا بخطى ثابتة في عالم رجال الأعمال.