تنقسم المجتمعات في التعامل مع النفايات والأوساخ إلى ثلاثة أقسام، المجتمع البدوي وهو الذي يلوث البيئة ثم يرتحل عنها، والجميع يعرف قصة تحول رمال نواكشوط ورباه الشاطئية البيضاء النقية إلى رماد وغبار داكن كما حدث لباقي المدن من وسط المدينة إلى الأطراف والتوسع التدريجي الدائرة الرمادية. ثم المجتمع الأناني وهو الذي ينظف نفسه بتلويث محيطه وبيئته، والكل يعرف عن قصة رؤوس الأسماك وقشورها ودلاء الغسيل والصباغة في الشوارع والأزقة وعن أماكن إصلاح السيارات وعن حالة الأسواق. ثم أخيرا المجتمع المتحضر وهو المجتمع الذي يزيل النفايات والأوساخ والقمامة عنه وعن محيطه دون إضرار بالبيئة وربما أكثر من ذلك إذ يستفيد من النفايات وإعادة تدويرها.
إنها لا تلاحق المجتمع الموريتاني اليوم تهمتا البداوة والأنانية فقط بل وتلاحقه الأوساخ نفسها والتلوث والأمراض، والأمراض النفسية والأمراض العقلية والأمراض الروحية. ولكي ينجو المجتمع مما يلاحقه ويرتقي إلى مستوى التحضر وإلى البيئة النقية والصحية يتطلب الأمر بضع خطوات :
الصرف الصحي الشامل
إن إنشاء الصرف الصحي والمجاري الكبرى وتعميمه على جميع المدن الموريتانية يعتبر من البنى التحتية الأساسية التي لا غنى عنها في محاربة التلوث والمستنقعات، كما يعتبر مفيدا في إعادة تدوير المياه والاستفادة منها في الاستخدامات المختلفة.
شركة جمع وإعادة تدوير النفايات
إن إنشاء شركة وطنية عمومية أو تابعة القطاع الخاص ذات اشتراك شهري أو سنوي متخصصة في جمع النفايات وإعادة تدويرها وفي جمع بقايا الطعام وإنتاج الأعلاف يعد أساسيا في نظافة البيئة وتوفير فرص للعمل والاستفادة من العائد المادي وحل مشكلة تؤرق المواطنين، ويمكن للبلديات أن تساهم في إنشائها.
محاربة الأتربة والرمال المتحركة
تتم محاربة الأتربة والرمال المتحركة التي تملأ الشوارع والطرق بطرق عديدة ويعتبر الصرف الصحي والصيانة من سبل محاربتها كما تتم محاربتها عن طريق التبليط والتصريح والترصيف، ويعتبر التشجير من أنجع سبل القضاء عليها كما يعتبر أساسيا للبيئة بشكل عام.
تفعيل عمل البلديات
مع كل الإجراءات الأساسية والمشاريع الكبرى يبقى عمل البلديات أساسيا دائما ويبقى دورها محوريا دائما في نظافة المدن والمحافظة على البيئة من اهتمام بالشوارع والطرق والأزقة والساحات العمومية والأسواق الأماكن العمومية وتوفيرها لحاويات القمامة وعملها المستمر.
تشجيع العمل التطوعي للنظافة
تعتبر الأعمال الخيرية والتطوعية المتعلقة بالنظافة والبيئة أساسية ولا غنى عنها ومكملة للأعمال الأخرى كما تعتبر من أفضل الخدمات للدولة وللمجتمع ويعتبر التشجيع عليها كفعلها فالمؤمن والشخص السوي لا يألف الفوضى ولا يألف الأوساخ وإماطة الأذى عن الطريق صدقة والنظافة من الإيمان والإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق.
إن نظافة البيئة والإجراءات الناجعة التي تخدم البيئة والمشاريع الكبرى للنظافة هي السبيل إلى البيئة الصحية النقية وإلى بيئة الإنتاج وإلى بيئة الإبداع وبيئة العلم والعمل وهي السبيل إلى الأمن والأمان وإلى السلوك المدني وخدمة المواطنين واحترامهم وتقديرهم واحترام الآخرين وهي السبيل إلى احترام الدولة لذاتها ومن شعبها ومن المجتمع ومن الغير وإبراز مظهرها السياحي والجذاب للذات وللغير وهي السبيل إلى المجتمع الراقي والمتحضر والنظيف المقدر والمحترم.