تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية ، نبأ ضبط السلطات الأمنية ، إحدى أكبر وأخطر عمليات تهريب المخدرات عبر الأراضي الموريتانية قبل أيام ، وبقدر ما نثمن هذا الخبر باعتباره نجاحا لأجهزتنا الأمنية ، فإننا نعتبره مؤشرا خطيرا على مستوى وجدية التهديد الذي تواجهه بلادنا ؛ حيث أصبحت وجهة رئيسية للجريمة المنظمة وممرا أساسيا للاتجار بالمخدرات بالنظر إلى حجم العملية وطبيعتها . وتطرح هذه القضية أهمية التساؤل حول المتورطين الحقيقيين فيها ؟؟
إن الإجابة على هذا التساؤل ستمكن من فهم أسباب الثقة التي جعلت أباطرة المخدرات يختارون بلادنا ، لتكون معبرا لتجارتهم ومأمنا لملياراتهم ، إلى حد إقامة المخيمات على سواحلنا واستخدام عشرات العمال والسيارات في عمليات التفريغ والنقل ... ؟!
ربما لاحظ هؤلاء تجاهل الحكومة لتحذيرات الأمم المتحدة المتكررة لدول الساحل وغرب افريقيا من خطر الاستهداف من طرف كرتيلات المخدرات في أمريكا اللاتينية ؟!
أو ربما انتبهوا إلى أن الحكومة ليست لديها مقاربات أمنية وإستراتيجية أو برامج تحسيسية لحماية مواطنيها وخاصة الشباب والأطفال من الوقوع في شراك هذه العصابات التي تترصدهم للاستدراج نحو عالم الانحراف والجريمة ؟؟ أو ربما هنالك أسباب أخرى ، من حق الشعب الموريتاني أن يجد إجابات شافية بشأنها ، كما أن من حقه الاطمئنان على أن مصير هذه القضية لن يكون كمصير سابقاتها (طائرة انواذيبو 2007 المحملة بنحو 600 كلغ من الكوكايين ، باص انواكشوط 2007 المحمل بنحو 600 كلغ من الكوكايين ، قافلة لمزرب 2011 المحملة بستة أطنان من الحشيش و 21 مرافقا)
كما أن من حق الشعب الموريتاني أن يتأكد هذه المرة ، أن العدالة ستأخذ مجراها وأن القضية لن تدفن تحت التعتيم والغموض بعد إجهاض المتابعة وإخلاء سبل المتهمين ، من خلال التلاعب بالتحقيق الابتدائي كما كان يحدث دائما ، مما يمكن محكمة الجنايات من إبطال المتابعة القضائية وإطلاق سراح المتهمين حتى ولو تم ضبطهم متلبسين !!
إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة :
- نطالب السلطة بكشف تفاصيل هذه القضية للرأي العام بكل شفافية ، وتوضيح موقفها بشأن التساؤلات المثارة أعلاه ؛
- نطالب بتحقيق جاد في ملابسات القضية وتقديم كل المشمولين فيها إلى القضاء ، الذي نرجو أن بتحمل مسؤولياته في الموضوع وأن يلعب دوره في إحقاق الحق وإنصاف الشعب؛
- ندعو إلى وضع برامج توعوية حول مخاطر المخدرات وخطط استراتيجية لحماية بلدنا من هذه العصابات قبل فوات الأوان .
انواكشوط؛ 02- 02- 2016
اللجنة الإعلامية