اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية..

اثنين, 08/05/2024 - 01:09

منذ عقود و كيان الاحتلال يستهدف القيادات الفلسطينية من سياسيين وباحثين وجامعيين و مفكرين وشعراء ومنذ عقود  والاحتلال يراهن على ان يدفع اغتيال القيادات الى اغتيال القضية وتبخيرها وتخلي الشعب الفلسطيني عن احلامه .. في الساعات القليلة الماضية جاء الدور على القيادي في حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية و قبله استهدف الاحتلال جيلين  من ابناءه و احفاده . ..جريمة اخرى بالتزامن مع استهداف  القيادي في حزب الله فؤاد شكر ..جراب الاحتلال ثقيل بدماء و اشلاء الشهداء من كل الاجيال و الانتماءات …جربوا كل انواع السلاح جندوا العالم لدعمهم و الاعلام العالمي لخدمتهم و لم تسقط القضية و لم تختفي فلسطيني و بقيت ارضها المحاصرة التي تعاني العطش و تواجه كل انواع التنكيل ولادة تقدم ولا تزال تقدم مزيد الابطال و كلما وقع شهيد و ارتقى الا وولد بطل جديد يواصل حمل المشعل .. وكلما امعن الاحتلال في جرائمه كلما اصر الشعب الفلسطيني على كسب معركته و الصمود في وجه كل القوى  الاقليمية و الدولية التي اجتمعت عليه لتهجيره و تجويعه و ابادته ..و الاكيد ان اغتيال اسماعيل هنية لن يكون اخر الاغتيالات في مخططات الاحتلال الذي لا يمكنه باي حل من الاحوال اغتيال القضية ..ناتنياهو و عصابته لا يخفون ان هدفهم استهداف الضيف و السنوار ..

قبل اسماعيل هنية  اغتال الاحتلال القسام و الوسيط السويدي برنادون في تفجير فندق داوود في القدس و قصفوا الشيخ ياسين المقعد على كرسي متحرك و هو يتجه لصلاة الفجر و حاصروا عرفات و سمموه وقتلوا ابونضال و ابوجهاد و القائمة تطول و لم يتغير موقف الشعب الفلسطيني من قضيته .. و لم تتراجع الشعوب عن دعمها للشعب الفلسطيني الابي ..

 نعم يوم أسود  امس الذي  عاش على وقعه الفلسطينيون و معهم كل العالم بين اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية في طهران و اغتيال الصحفي اسماعيل الغول و المصور رامي الريفي على المباشر في غزة وهما  يغطيان  الاحداث في غزة و بين استمرار مسلسل اغتيال عشرات الاطفال والنساء و المدنيين و المصابين و المرضى في غزة ..مشاهد الموت القادم من غزة لا تتوقف على مدار الساعة ..

تبت يد الاحتلال التي لا رادع لها والتي لا تتوقف عند حد و تبت يد كل ما يدعم هذا الكيان المارق بالمال و السلاح و كل انواع الدعم ..

اكيد أن هناك حلقة مفقودة في جريمة الاغتيال الارهابية التي اقدم عليها الاحتلال في طهران  ..صحيح ان المشهد حتى الان على درجة من الغموض و ليس من الواضح كيف امكن للاستخبارات الاسرائيلية ان تصل الى مكان هنية الذي نزل ضيفا على طهران و هو في حمايتها ..اهانة مضاعفة لايران التي تتلقى صفعة قوية في عقر دارها بعد استهداف سفارتها في سوريا ..ليس من الواضح ايضا كيف سترد ايران وهل ستدفع اسرائيل بكل المنطقة الى حرب تاتي على الاخضر و اليابس ..و قناعتنا أن اسرائيل ما كانت لتتورط و تقدم على مثل هذه العملية الاجرامية الارهابية  دون ضوء اخضر امريكي ..و مهما نفى وزير الخارجية الامريكي بلنكن علم واشنطن بالجريمة فكل المؤشرات تؤكد العكس..بدءا من رقصة ناتنياهو المثمول  في الكونغرس الامريكي على اشلاء الاطفال والنساء و الضحايا  واصرار البيت الابيض على تزويده بمزيد  السلاح والقنابل  الحارقة لابادة الفلسطينيين ..تواطؤ ادارة بايدن الشريك في هذه الحرب امر لا يخفى على مراقب ..و محاولات الضغط على ايران و مطالبتها بعدم الرد على الجريمة تشجيع لهذا الكيان للمضي قدما في استراتيجية الدعم و الحقد و التدمير و الابادة ..و قد وجب الاشارة ان اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية و ابناءه و احفاده تكذيب لما دأب بعضهم على ترويجه من ان قادة المقاومة يعيشون في قصور مؤثثة محميون من كل عدوان ..

في انتظار ما سيكون عليه الرد الايراني لقد عمت كيان الاحتلال نشوةٌ عارمةٌ بعد اغتيال اسماعيل هنية  في العاصمة الايرانية طهران ..نشوة هزت الرأي العام الاسرائلي وفي مقدمته جنرالاته المتطرفين الذين يتباهون بما تحقق لهم من قتل للاطفال والنساء والشيوخ والمرضى … وسائل الإعلام العبريّة، المرئية، المسموعة والمكتوبة،  بدورها هللت بالعملية وأعربت عن فرحتها الشديدة لاغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال زيارة رسمية الى ايران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد وقبل ذلك اغتيال القيادي في حزب الله  فؤاد شكر , نشوة تعكس عقلية  المجتمع الاسرائيلي الذي يبحث عن انتصار مزيف على اكداس الجثث ..انتصار بتوقيع مجرم الحرب ناتنياهو الذي يحاول اخفاء فشله الذريع قبل طوفان الاقصى وفشله بعد ذلك في تحقيق اهدافه في القضاء على قيادات حماس واستعادة الاسرى ..

كل المقابرالجماعية و قوافل الشهداء وحجم الخراب والدمار لم يمنع كيان الاحتلال من الاحتفال والتباهي باجرامه تحت انظارالعالم وهوالذي تعود ومنذ نشأته على سياسة الاغتيالات واستهداف القيادات الفلسطينية من كل الفصائل وحيثما يكونون بين اهاليهم على ارض فلسطين المستباحة أوفي العواصم العربية أو الغربية فالة القتل الاسرائيلية المدعومة من الغرب لا تقف عند حد و قرارالاغتيالات دوما على مكتب مختلف رؤساء الحكومات الاسرائيلية المتواترة ..لا خلاف ان الرد الايراني هذه المرة غير كل المرات السابقة وسيكون فارقا في تحديد البوصلة ..ايران في مرمى الاحتلال و تم اختراق أرضها وسيادتها وأجواءها وأمنها واراقة دم ضيفها  اسماعيل هنية الذي كان في حمايتها..

 

آسيا العتروس  كاتبة تونسية