أدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك فوق أنقاض مساجد وبجانب منازلهم التي دمرتها القوة الحربية الصهيونية خلال حرب متواصلة على القطاع منذ 9 أشهر.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن مئات الآلاف أدوا صلاة العيد فوق أنقاض وركام المساجد والمنازل التي دمرها الجيش الصهيوني في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأدى السكان الصلاة وسط أصوات التكبيرات، وتبادلوا التهاني رغم الحرب والآلام التي حلت بهم على مدار الشهور الماضية.
لكن في هذا العيد غابت مظاهر توزيع الحلويات والهدايا على الأطفال أمام المساجد وفي الساحات العامة كما هو معتاد في الأعياد السابقة.
وقال المسن الفلسطيني نظام النجار (70 عاما): “في كل عيد اعتدنا النحر والصلاة في الساحات العامة، لكن هذا العيد تختفي الأجواء بسبب الحرب”.
وأضاف للأناضول: “اليوم لا يوجد أضاحي إلا عند قلة من الناس بسبب الحصار ومنع دخول الأضاحي واستمرار الحرب على القطاع”.
وتابع: “الأوضاع في غزة صعبة، السكان يسكنون في خيام وفقدوا منازلهم بسبب تدميرها من قبل الاحتلال”.
ولفت إلى أن “سكان غزة يريدون حياة كريمة بعزة وليس بذل”، وأن الفرج “سيأتي ويزول الكرب قريباً”.
من جانبها، قالت الفلسطينية ظريفة عشور (55 عاما): “بيوتنا دُمرت بفعل الحرب، ونقيم صلاة عيد الأضحى أمامها رغم تدميرها”.
وأضافت: “لا يوجد عيد في قطاع غزة بسبب القتل والدمار الذي حل به”.
وتابعت: “نقول للعالم إننا منصورون رغم الألم والجراح”.
في الضفة الغربية أدى 40 ألف فلسطينيي صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، رغم تضييقات الصهاينة ومنعها لأعداد كبيرة من الشبان من الدخول.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس (تابعة للأردن) في بيان مقتضب، إن “أكثر من 40 ألف مصل أدوا صلاة العيد بالأقصى، رغم الإغلاق المشدد على المصلين، ومنع الآلاف من الدخول”.
وأضافت دائرة الأوقاف، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، أن “قوات الاحتلال الصهيوني اعتدت بالضرب على الشيوخ والرجال والنساء والأطفال على الأبواب، وتم منع آلاف المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى”.
بدورها، أشارت محافظة القدس في بيان، إلى أن الشرطة الصهيونية “قمعت الأهالي في البلدة القديمة بالقدس بعدما منعتهم من الصلاة في الأقصى، ما اضطر الآلاف منهم إلى الصلاة أمام أبواب المسجد وفي محيطه”.
وأكد البيان أن “قوات كبيرة من جيش العدو الصهيوني ومركبة عسكرية اقتحمت المسجد الأقصى”.
فيما قال شهود عيان للأناضول إن قوات صهيونية كبيرة، اقتحمت باحات المسجد الأقصى في ساعات مبكرة صباح الأحد، وعرقلت دخول المصلين ومنعت دخول أعداد كبيرة من الشبان، ما دفعهم إلى الصلاة خارج أبوابه.
وأكد الشهود أن الشرطة الصهيونية اعتدت على عدد من الشبان بالضرب قبيل صلاة عيد الأضحى، ومنعتهم من دخول المسجد، بينما ردد الشبان تكبيرات العيد أمام باب السلسلة بعد منعهم من الدخول.
وبحسب وسائل إعلام مقدسية، جرى توزيع حلوى العيد في باحات المسجد الأقصى، وعليها ملصقات حملت عبارة “غزة حرة”.
وتركزت خطبة العيد في الأقصى على الحرب المتواصلة التي تشنها القوات الصهيونية على قطاع غزة ومعاناة المواطنين فيه، وتدمير آلة الحرب لكل مناحي الحياة.