نُظمَ بقصر المؤتمرات في نواكشوط، الخميس ، حفل أعلن خلاله الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود إطلاق مسار إعداد المخطط الوطني للاستصلاح الترابي في موريتانيا.
ويهدف هذا المخطط العمراني، الأول من نوعه في البلاد، إلى تعزيز الوحدة الوطنية والمواطنة، وضمان الولوج العادل للخدمات الاجتماعية الأساسية أمام كافة المواطنين، ودعم وإنشاء أقطاب جهوية للتنمية؛ فضلا عن دوره في التسيير المستدام للموارد الطبيعية وتعزيز الصمود في مواجهة التحديات الكبرى الراهنة.
ويوفر المخطط الوطني للاستصلاح الترابي على المستوى الوطني إطارا مرجعيا لجميع سياسات الاستصلاح الترابي، من خلال تحديد التوجهات الاستراتيجية والأهداف على المدى الطويل للبلد عموما، مع مراعاة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يضمن التناسق والتكامل بين مختلف التدخلات في مجال الاستصلاح الترابي.
ويأخذ المخطط في الاعتبار على المستوين المحلي والجهوي خصوصيات وإمكانيات كل منطقة في البلاد، ويتيح تحديد استراتيجيات تتناسب مع احتياجات كل منطقة وتحدياتها، ويعزز التنمية الاقليمية المتوازنة المستدامة، إضافة إلى كونه يوفر مراجع للسلطات المحلية (الجهات والبلديات) لصياغة الخطط الخاصة بها في مجال الاستصلاح الترابي يضمن التناسق بين مختلف مستويات التنسيق الاقليمي.
ومن شأن هذا المخطط أن يتيح، في نهاية مراحله الثلاث، إنجاز حصيلة قطاعية وترابية تشمل جمع المعلومات، وتحديد التوجهات الكبرى للاستصلاح الترابي واقتراح الخيارات المستقبلية الممكنة والمأمولة، ووضع مخططات وخرائط وأنظمة معلومات ترابية وأقطاب نمو، والمصادقة عليه بقانون ملزم، يستمر العمل به 20 عاما على الأقل مع قابليته للتعديل عند الضرورة.
وأوضح وزير الاسكان والعمران والاستصلاح الترابي؛ سيد أحمد ولد محمد، في كلمة ألقاها خلال حفل اانطلاقة،، أن هذا البرنامج يعد من صميم التوجهات الكبرى لبرنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني (تعهداتي)، "الذي يمكن من تحقيق الإنصاف والقضاء على الاختلالات من خلال إشاعة التنمية على مستوى كافة ربوع التراب الوطني خاصة تلك التي عرفت التهميش لأي سبب، وفي أي مكان".
وقال إن قطاعه "نجح في وضع مخطط وطني للاستصلاح الترابي، حيث تم توقيع إطار تعاقدي بين وزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي ووزارة الدفاع الوطني لإنجاز هذا العمل المهم، الذي حظي بمشاركة الجميع، مسؤولين في مختلف القطاعات، وخبراء في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ومختلف المجالات الفنية والتقنية الأخرى، والمنتخبين المحليين، مذكرا في هذا الإطار بالقيام بعدة محاولات سابقة لإعداد هذا المخطط إلا أنها لم تكلل بالنجاح".
وانعقدت، على هامش حفل انطلاق المخطط الوطني للاستصلاح الترابي، الجلسات الوطنية التشاورية المتضمنة لسياق ومسار إعداد المخطط الوطني للاستصلاح الترابي، وتقديم عروض تبرز المخطط وأهدافه ومبادئه والتوقعات والرهانات، وآليات تنفيذه ومتابعته، والدلائل المرجعية المعدة للخطط ومنهجية عمله.