قدم محمد جميل منصوررئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية ذي المرجعية الإسلامية أمس لوحة قاتمة للأوضاع التي تمر بها موريتانيا على جميع الأصعدة.
جاء ذلك خلال ندوة صحافية نظمها الحزب وشن فيها رئيسه هجوما لاذعا على نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وتحدث جميل منصور مطولا عن «إخفاق سياسات النظام الموريتاني في مجال التسيير الاقتصادي وفي مجال الحريات العامة محذرا من تردي الأوضاع نحو الأسوأ».
وأكد «أن الوقود ومشتقاته شهدت ارتفاعا كبيرا في ظل انخفاضه في العالم، بدون استغلال النظام الموريتاني للطفرة في تحسن صادرات موريتانيا من الحديد لتعويض العجز في مجال المحروقات».
وقال «إن كل موريتاني يتحمل 190 أوقية زيادة على ثمن اللتر الواحد من الوقود، بينما ينخفض النفط عالميا من 120 دولار للبرميل إلى أقل من 37 دولار بدون أن ينعكس ذلك على أسعار النفط محليا».
وأوضح «أن الأسعار المواد الأساسية شهدت ارتفاعا بلغ 30% كما تجاوزت الضرائب حدود المعقول حيث بلغت 20%»، مؤكدا «أن كل هذا ناجم عن سياسات حكومية غير رشيدة ومجحفة بالمواطنين».
وأوضح في أرقام استعرضها خلال الندوة الصحافية «أن نسبة البطالة وصلت إلى أكثر من 27٪ وهو أمر خطير إذا انضاف لغلاء المعيشة والارتفاع المذهل في الأسعار الذي لا تبرره الأوضاع الاقتصادية و بقاء ارتفاع أسعار المحروقات رغم انخفاضها الكبير عالميا مما يؤدى لاستنزاف جيب المواطن المستنزف أصلا بسبب البطالة المنتشرة وضعف القوة الشرائية ورخاوة المحيط الاجتماعي لأغلبية المواطنين الذين يدفعون ضريبة ارتفاع أسعار مواد ضرورية وكذلك دفع فاتورة مجحفة نتيجة استمرار ارتفاع أسعار الوقود محليا»، حسب تعبيره. وتحدث ولد منصور عن الزيادة في الضغط الضريبي مرجحا استمرارها، كما تناول «التزايد المستمر في معدل البطالة والتسريح المتواصل للعمال من طرف شركات كبيرة».
وتطرق كذلك «للتراجع المسجل في احتياطات موريتانيا من العملة الصعبة وهشاشة القطاع المصرفي حيث بلغت البنوك المتعثرة حوالي 20 ٪ من مجموعها».
وأوضح «أن كل هذا ينضاف لتراجع معدلات النمو وتردي الخدمات الصحية إضافة إلى ضعف وتراجع خدمتي المياه والكهرباء سواء من حيث التوسع أو الجودة».
وتناول رئيس حزب التجمع قضية إغلاق بعض المحاظر والمعاهد الدينية، معتبرا «أنه أمر تم بطريقة موغلة في الاستفزاز لشعب معتز بدينه وبقيمه».
وأكد «انه ينبغى على السلطات الأمنية أن تقوم بعملها في كافة الأماكن، وتبقى المحاظر هي أقل تلك الأماكن مظنة لتهديد الأمن»، معربا «عن بالغ أسفه لاستمرار إغلاق بعض المعاهد» ومطالبا «بالتراجع الفوري عن إغلاقها والتوبة منه التي تتمثل في الندم عليه والنية أن لا يعاد لمثله».
وخصص محمد جميل منصور جانبا كبيرا من تصريحاته للحوار السياسي بين النظام والمعارضة فأكد «أن موقف حزبه هو موقف منتدى المعارضة المتمسك بضرورة الحصول على رد مكتوب من الحكومة على الممهدات».
وقال «إن الكرة توجد حاليا في مرمى النظام وأن عليه أن يرد كتابيا على ممهدات المعارضة ليبدأ الحوار».
وفي القضايا الخارجية أكد «وقوف حزبه الدائم مع انتفاضة فلسطين و دعمه المستمر للمقاومين في بيت المقدس وساحاته»، كما جدد «دعم حزبه لجميع الشعوب المنتفضة في سبيل الحرية والكرامة»، مؤكدا «رفضه القاطع لتغيير الدساتير لزيادة المأموريات».
هذا وتزامنت الندوة مع معركة يخوضها إسلاميو موريتانيا دفاعا عن العلامة الشيخ محمد الحسن الددو الذي يوصف بأنه «مرشد إخوان موريتانيا»، بعد أن هاجمه الصحافي سيد أحمد ولد ابه المعدود من أنصار القذافي في مقال مثير.
وتحت عنوان ددو.. كو. لمتد» وصف الصحافي ولد ابه الشيخ الددو بأنه «شركة استثمار بمواصفات عالمية؛ تتاجر في التجزئة: الحكم والأحكام ب 35 أوقية فقط، والرقى الشرعية بخمسة آلاف، وتستثمر في الاتصال، والإعلان، والتلفزيون، والمعرفة الدينية، والدنيوية، وخطب الجمعة، والمحاضرات،والاستشارات الشرعية، وتفسير الأحلام، وتنظيم الحفلات والأعراس».
وقد تنادى أنصار الشيخ الددو على صفحات التواصل حيث قاموا بالرد شعرا ونثرا عن الشيخ في حملة لم تهدأ بعد، وصفت الكاتب المهاجم بأنه «يتيم بائس من أيتام القذافي».
عبد الله مولود-نواكشوط-« القدس العربي»