الرئاسيات القادمة و السؤال أين البديل ؟

جمعة, 05/03/2024 - 23:24

موجودون بالعشرات ، مخلصون  ، صادقون , مستعدون لقيادة البلد و الدفع به الي الأمام في رقي و نماء و أمان , لكن اعلانكم أخي فخامة الرئيس , عن ترشحكم ، أفسد كل شيء و سد الطريق وأفقد الأمل في حصول التغيير و أغلق الأبواب في وجه أي  رئيس بديل  , فقد تعود الموريتانيون أن المخزن لا يبارى ، و أن أي شخص ترشح ضد الرئيس فجهده في مهب الريح .

 

أخي فخامة الرئيس ، لقد شعر الشعب الموريتاني بالإحباط ، فقد أحس الكل , أنهم ماضون في نفس الطريق ، طريق الحزب الجمهوري " الحزب الظاهرة " ، الكارثة ، يسميه بعضهم ، موريتانيا الاعماق ، و لكنه : موريتانيا الإغراق  ، موريتانيا نفس الوجوه ، نفس الوزراء ، نفس الطاقم ،  تحلقوا حول الرئيس السابق ، وحول الرئيس الذي قبله ، و ها هم اليوم يتحلقون  .

 

أخي فخامة الرئيس ، لقد ترك الرئيس السابق المرحوم اعل ول محمد فال أثرا قيما في نفوس الموريتانيين بتخليه عن الرئاسة وتسليمها للرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله ، رحم الله الجميع.

 

فلعلها فرصة لكم  و لا تزال ، فتسحبوا ترشحكم و تعلنونها شوري ، احياءا  لسنة الخليفة عمر التي هي سنة المصطفي صلي الله عليه و سلم ، فتكتب في ميزان حسناتكم ، وتوقفوا بها ديمقراطية الغرب الزائفة و دعوتهم الاجرامية لمساواة أصوات الناس  و مساواة النوع بين الرجال والنساء فكما للرجل في الاسلام الحق في التعدد ، فيكون للمرأة حق في تعدد الأزواج ، هكذا يريدون ، مسرحية ينقاد لها العالم تحت شعار الديمقراطية ، ديننا براء منها ، و قد أنار لنا الطريق فلنتمسك بديننا فهو خير طريق .

 

أخي فخامة الرئيس ،من فنون القيادة و انتم أدرى بذلك  ، الإبداع الذاتي وكيفية التعامل مع الأزمات و المعضلات وقد وجدتم أمامكم  كوارث كبرى و معضلات  منها  : كارثة المسيئ علي نفسه الذي هاجر او هجر الي الخارج مقابل صفقة ، و كارثة الشيخ الرضى التي راح ضحيتها آلاف الاسر، و كارثة بيرامه اعبيدي  الذي تحدي الشريعة و القانون و ترشح بكل وقاحة لرئاسة البلاد ، صفقة أخرى مع الغرب , ثمنها الاعتراف بدمقراطية موريتانيا و بنتائج انتخاباتها , نفاق و خداع  و تحدي  لمشاعر الشعب ، مهزلة ,  و يبدو أنها قد تكرر .

 

أخي فخامة الرئيس، لقد توقع الشعب مخرجا من تلك الكوارث طيلة حكمكم ، لكنه تفاجأ أن لا حراك ، و لا تغيير ، بل زادت الإساءة في الشارع و في البرلمان و ظهرت مسيئة او مسيئ جديد .

 

وعودة الي ماضي قريب , فقد عرفكما الشعب الموريتاني صديقان , رفيقا درب , رئيسان , مجتمعان فكان القرار بإضافة خطين أحمرين علي الراية ، كلفا ميزانية الدولة ستة مليارات اوقية،  خطوة تافهة خرج الوزراء في الاعلام , يدافعون عنها و عن أهمية الخطوط الحمراء و عن علاقتها بدم شهداء المقاومة و الوطن ، مهزلة شارك فيها الجميع .

 

فخامة الرئيس ، نعم البديل موجود ، فلا خوف علي أهل موريتانيا و لا هم يحزنون  ان شاء الله ،  فقط ، خلصوا  البلاد من أصحاب الحزب  الجمهوري , الحزب " الظاهرة " ،  حزب الرجل الحرباء متغير الألوان و الطباع ،الحزب الجمهوري, ملة واحدة  في  كل بلاد ،  هتافاتهم ، شعاراتهم ، موالاتهم  هي نفسها مع هذا الرئيس و مع ذاك و  ذاك , قالوا للرئيس معاوية أنه اذا لم يترشح فسيشتكون الي الله منه ،  وقالوا للرئيس عزيز ، أنه يطعم  ويسقي من جوع ، وطالبوا  بتحويلها الي مملكة ، و الله أعلم ما قالوا لكم و ما سيقولون ، فهم  هم , ومنهجهم نفس المنهج و نفس الطريق ، ولن يحصل معه تغيير , و لذا فالصواب هو سحب ترشحكم و دعمكم لمرشح جديد .

 

واما التنافس في الانتخابات في موريتانيا فأمره محسوم ،  فالرئيس عندنا يظل دائما هو الرئيس فلا داعي لظهور مرشحين جدد , فالسباق محسوم , ولا داعي لاستنزاف الاموال في الحملات ، بل الاولي توفيرها علي أصحابها و علي  خزينة الدولة.

 

أخي فخامة الرئيس، لقد لوحظ منذ أيام  توزيع اراضي غالية الثمن جهة دوار البراد , طريق المطار ، علي النواب و كبار الشخصيات ،و إنها لعطاءات في وجه الانتخابات و مجاهرة و دعوة بواح لشراء الذمم و الولاءات ، الشيء الذي يتعارض مع تعاليم ديننا ويخالف قانون الغرب جالب الدمقراطية , مقدمات واضحة لحسم الانتخابات و تفصيلها علي مقاسات ... و لكن , مهما كانت المقاصد , فيظل الأولى يا فخامة الرئيس هو توزيع تلك الأراضي علي الجنود و الأطباء و المعلمين ، فهم أحوج لها من النواب وكبار الشخصيات , وذلك لكي يبيعوها ويستفيدوا من ثمنها المرتفع  .

 

أخي فخامة الرئيس ، الشعب الموريتاني لا يشك في اخلاصكم و مؤهلاتكم و قدراتكم , و لكنه واقع البلاد المعقد الان الذي لم يعد يحتمل نفس النمط , نفس السيناريو , رئيس منتخب , فمأمورية ثانية و ثالثة و رابعة , لماذا ؟ يقول مناصري الرئيس الذين هم نفسهم مناصري الرئيس السابق و الرئيس الذي قبله, لكي يكتمل ما انجز من إصلاحات , طرح تبناه الجميع , فأبقي البلاد علي ما هي عليه .

 

ختاما , أخي فخامة الرئيس ليس عيبا سحب ترشحكم , العيب في التمادي في الخطأ و أما التراجع عنه فيعد فضيلة .

 

 

·       البشير ولد بيا ولد سليمان /  ضابط طيار سابق

Email : [email protected]