اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم.
الموضوع: رسالة عتاب للأخوة أصحاب الردود
لعل أهم مايميز الوجود الإنساني هو علاقته الخاصة بالتاريخ عبر محاولة حفظه لإمكانية استعادته في الحاضر لبناء الهوية وللإستفادة من دروسه في تأسيس الحاضر والإنفتاح على المستقبل. هكذا كان من المفروض أن نسلم بهذه الغاية كرسالة حملتها برامج من هذا النوع لتبث على قنوات موريتانية تغذية للوعي الجمعي. ونجحت في ايصال رسالتها مشكورة. لتطيب مسامعنا بالحديث عن أبطال سطروا تاريخ موريتانيا الإسلامية، أمجاد فطنها الطفل الموريتاني قبل أن ينجح في التمييز بين الألف والياء.
فالأمر هنا يرتبط بمحاولات إدماجه عبر التعريف بتاريخ الأرض والوطن وعظمة جود أهلها في التضحية حتى تصان الهوية وتسلم من متطاول قل شأن الجذور، فتوهم قدرة النفخ في حدث منحتموه بردودكم امكانية التوهم في صحة ما قيل. فالأمجاد دونت ورويت بين الداني والقاصي لتتجاوز حدود موريتانيا، بعيدا عن أشكال الكتابة الأيديولوجية التي تعمل على تكيفه خدمة لمصالح الحاضر. بعدما أيقنوا أن تاريخهم غابت فيه السطور، أو كانوا بالأحرى تابعين، بعيدين عن شرف القبول بالحقيقة الموضوعية للتاريخ. بدل ارتداء مايليق بمكانتهم، تماما بقدر ما سطر في صفحات التاريخ. وليس في ذلك مساس بمكانتهم أبدا.
طيب خاطري مستهل حديث الأستاذ محمد لمين لحكمته حين قال وأقتبس: :" لم أكن لأسمح لنفسي بالكتابه في موضوع كهذا ". كم تمنيت لو تمتنع نفسيكما عن ما يطيب لها. كي لا نطرد من دائرة الحكمة والتعقل.
معذرة، افسحوا لي مساحة تليق بعتاب الأحبة:
صمتكم عمن يتطلع إلى اشباع رغبته اللاشعورية إرضاءا لمركب نقص مس الجذور لديهم. أمر فيه مساس بهويتكم وتبيان لموت غيرتكم على تاريخ لم يكتب مجانا. كان ذلك هو الدافع وراء الرغبة في الرد صونا للأمجاد، و أيضا حتى لاتتاح الفرصة ( بعد صمتكم ) ليسود الخطاب الواحد. لسنا مختلفين من حيث المبدأ، لكن، أليس الأولى من باب الحكمة الإعراض عن قول الجاهلين؟ أليس من المضحكات أن يستدعي حديث جاهل كل هذا الشد والرد في شيء مردود أصلا؟ أليست ردودكم كمن يشكك في معدن الجذور وأساس الهوية؟
وفي الأخير، سأكون ممن قالوا سلاما بعدما سمعوا قول الجاهلين، ويستقر عتابي على هذا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.