في تطور جديد لأزمة جماعة الإخوان المسلمين، أعلنت أربع قيادات إخوانية رفضها ما وصفته بـ "العمل غير المؤسسي المخالف للوائح الجماعة وأعرافها"، رافضة "جميع صور البيانات التي تسحب المشهد إلى مزيد من الانقسام، ولا تعبر عن واقع صف غاضب ورافض لتصدير الخلاف بهذه الصورة". مطالبين بأن "ينأى الجميع بنفسه عن الخلاف وينشغلوا بالعمل لخدمة الثورة".
وأعلنوا – في بيان لهم السبت وجهوه إلى جميع الأطراف بالإخوان - استقالتهم من مكتب إدارة الأزمة بالخارج، والذي أطلق عليه إعلاميا "مكتب الإخوان المصريين بالخارج".
وأشاروا إلى أنهم تقدموا باستقالة إلى جهة الإدارة التي كلفتهم بالمسؤولية، وعلى رأسها رئيس اللجنة الإدارية العليا (محمد عبد الرحمن)، وإلى كل من انتخبهم من الإخوان بالخارج، مضيفين: "نضع بين أيديهم الاستقالة وأسبابها، مستمرين جنودا في دعوتنا، داعمين لحراك موجة 25 يناير ودعم ثورة الداخل".
وقالوا إنهم يسعوا "جاهدين" لرأب الصدع من خلال السعي إلى "تعظيم المشترك، والتعاون مع كل من يسعى لوحدة الصف تحت راية "جماعتنا وقيادتنا"، ولا تنسو الفضل بينكم".
وأضافوا: "نوجه رسالة إلى الإخوان قيادة وصفا، إن التزامنا القيمي والأخلاقي هو سبب نزول نصر الله علينا، وانشغالنا بما يغضب الله من غيبة ونميمة وسوء ظن فيه إزكاء للخلاف لا يجلب علينا إلا مزيدا من تأخر النصر".
وتابع البيان: "لا معنى لجماعة بحجم وأثر وتاريخ الإخوان المسلمين دونما تنوع واختلاف، والطبيعي في الاختلاف أن تحسمه المؤسسات والمجالس الشورية، ونتيجة لما تعانيه بيئة العمل في مصر من اعتقالات ومطاردات تعذر أن تعمل المجالس الشورية بالشكل الطبيعي معها أو خلالها، وبالتالي يصعب تداول وإدارة الاختلاف ودراسة الأفكار حتى تحسم الأمور بشكل صحيح، وعليه تأخر حسم "الاختلاف" وظهر بهذا الشكل، فكان من أعظم البلاء".
وأردف البيان: "شبابنا الحر الثائر وحرائرنا الثائرات، توحدنا المطالب والأهداف، وتجمعنا الثورة والميادين، فتوقفوا عما يفرق ولا يجمع، واجعلوا الدعوة إلى الله هدفكم، والثورة نصب أعينكم، لانلتفت لسواها مهما كانت الصوارف، لا تضيعوا الأوقات والجهود فيما يثبط من عزيمتكم ويفرق شملكم ويسعد عدوكم، ولنفعل فقط ما يرضي ربنا، ويقيم ديننا، ويغيظ عدونا".
ووجهوا رسالة إلى كل مسؤول في الإخوان، قائلين: "التزاما بديننا، ووفاء ببيعتنا وعهدنا؛ وحماية لثورتنا، وقصاصا لدماء شهدائنا، فلنعاهد الله ألا نكون سببا في حجب النصر عن أسرى غيبوا خلف أسوار السجون، أو جرحى يعانون الآلام، أو مهجرين في الداخل والخارج، وذوي شهدائنا الأبرار، بحق أولئك جميعا، فلنلتزم بقول ربنا جل في علاه "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"، وأبشروا "ألا إن نصر الله قريب".
ووقع على البيان المهندس محمد البشلاوي، وعبد الحافظ الصاوي، والمهندس أيمن عبد الغني، وطاهر عبد المحسن.
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب، وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
واشتعلت تلك الخلافات يوم الاثنين الماضي، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته بصفة متحدثا إعلاميا باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا منه هو طلعت فهمي، وفق بيان، وذلك في أعقاب خروج مشرف لجنة الإدارة محمد عبد الرحمن بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان محمود عزت، والتي تقضي بإعفاء وتجميد عضوية بعض حاملي الملفات المهمة، وأبرزهم المتحدث الإعلامي محمد منتصر.
وأعلن 11 مكتبا إداريا تابعا لجماعة الإخوان رفضه لقرار إعفاء المتحدث الإعلامي محمد منتصر، أو تجميد عضويته.