ملاحظات سريعة على خطاب الاستقلال

أربعاء, 11/30/2022 - 00:53

 كان خطاب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الذكرى الـ62 لعيد الاستقلال الوطني مختلفا، هذه المرة،  المسلحة ونضالات المقاومة يبقى ناقصا، فقد حرص رئيس الجمهورية على الاستهلال بالتنويه بهذا الدور، مشيدا بالمقاومة بشقيها المسلح والثقافي، مضيفا- في لمسة وفاء وإنصاف لمن سبقوه- توجيه التحية إلى الأجيال التي "تعاقبت على تأسيس، وتشييد، الدولة الموريتانية الحديثة".
***
ولأن الرائد لا يكذب أهله، يقول رئيس الجمهورية في مكاشفة مع مواطنيه؛ إن البناء لم يكتمل، لكنه يؤكد أن جهودا بُذلت خلال السنوات الثلاث الماضية، اثمرت تقدما كبيرا في تشييد هذا الصرح، وفي مقدمتها تكريس دولة القانون، وفصل السلطات وعصرنة النظام القضائي، و"محاربة الصور الاجتماعية النمطية السلبية"، هذا مع تبني الحوار والتشاور نهجا ثابتا في مقاربة الشأن العام،(حوار الداخلية والأحزاب السياسية نموذجا).
***
وتعزيزا لهذا المسار جاء إطلاق مشروع المدرسة الجمهورية، تجسيدا لرؤية رئيس الجمهورية، لتوفر للجميع تعليما نوعيا، يتلاءم ومتطلبات العصر، على الرغم من التحديات التي تواجه هذا المشروع، "على مستوى البنى التحتية المدرسية، والدعامات التربوية، وسد النقص في الطواقم التربوية". وعدد الخطاب المكاسب التي تحققت في هذا المجال، من اكتتابات في سلك التعليم وإنشاء مجلس أعلى للتهذيب... إلخ
***
ورغم التحديات التي تواجه العالم حرص رئيس الجمهورية على التأكيد لمواطنيه على أن تمكينهم من العيش الكريم فوق هذه الأرض يبقى الهدف المحوري لكل الجهود والسياسات العمومية، مع الوعد بأننا سنجتاز "كل الأزمات الدولية الراهنة ونحن أكثر قوة وأقوى عزيمة على استكمال بناء الوطن الذي ننشده جميعا، وطن الأمن، والحرية، والنماء، وطن الشرف، والإخاء، والعدل".
***
وعن الحصيلة المشرفة، في مجالات الصحة، والتعليم، والبنى التحية، والماء والكهرباء... تحدث الخطاب بمعطيات وأرقام دقيقة، بعيدا عن الأساليب الإنشائية الديماغوجية، الدهماوية؛ الغوغائية؛ التي اعتاد عليها القادة السياسيون، لدغدغة العواطف، وبث روح أمل زائف، سرعان ما يتبدد كخيط دخان رفيع؛ بعد انتهاء الخطابات بدقائق. وإذا تحدثت لغة الأرقام، تدخل كل مفردات التعبير في إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر..
سيدي محمد ولد ابه- كاتب صحفي