قصة ولد أجاي أكبر من كل الكلمات.. أكبر من كل العبارات .. أكبر من خيال كل الشعراء و بلاغة كل المتكلمين..
سيظل وجه ولد أجاي صورة شؤم محفورة في الذاكرة و الوجدان، للفساد و الانحطاط و التملق و الانحراف الزمني ..
كنت سأتفهم القضاء الموريتاني و أحترمه أكثر، لو أطلق سراح ولد أجاي بحجة أن جرائمه أكبر من كل العقوبات ..
كنت سأحترم القضاء الموريتاني أكثر، لو أطلق سراح ولد أجاي بدعوى تداخل الاختصاصات و أسبقية ممارسات المخافر (...) ، في حق الثأر لكرامة البلد و أهله قبل حقوقهم..
كنت سأحترم القضاء الموريتاني أكثر ، لو أطلق سراح ولد أجاي بدعوى أن سجنه (مدى الحياة) لا ينبغي أن يتطلب حكما قضائيا لأنه يدين نفسه (في كل تسجيلاته الوقحة) ، بأن عزيز أهم من موريتانيا و فساده تصرف المالك في ملكه و الحديث عنه إساءة إلى كل حظوا بعناية قداسته..
كنت سأتفهم القضاء الموريتاني أكثر ، لو أطلق سراح ولد أجاي بحجة أنه مرفوض الشهادة ، حتى على نفسه لأنه مجبول على الكذب .. لأنه يعيش على النصب و الاحتيال.. لأنه مريض بالتملق و التزلف و النفاق...
كل ما أقوله عن "فارس شلخة الحمير" ، سيظل دون ما تئن به صوتياته المرئية و المسموعة التي تحتل جل الفضاء المحلي الأزرق؛ التي أصبحت موضع تندر الجميع و سخرية الجميع و شفقة الجميع..
نعم، كنت سأحترم القضاء الموريتاني أكثر ، لو أطلق سراح ولد أجاي بدعوى عدم وجود قاض من الشياطين ، لأن نصف جرائمه لم يسبقه لها إنس و نصفها لم يسبقه لها جان ..
لكن، على الجميع اليوم، أن يتذكر أن القضاء الموريتاني لم يبرئ ولد أجاي و إنما قال أن "لا وجه لمتابعته" : فأي وجوه ولد أجاي تريدون من القضاء الموريتاني أن يحاكمه؟
أي وجوه ولد أجاي تريدون القضاء اعتماده؟
أي وجوه ولد أجاي ، سيكون القضاء عادلا ، إذا اعتبره وجهه الحقيقي؟
لم يكن القضاء الموريتاني ساخرا في تعبيره، بل كان دقيقا و منصفا و عادلا..
شكرا للقضاء الموريتاني على تسريح ولد أجاي لأن جرائمه أكبر من كل العقوبات.. لأن "لا وجه لمتابعته".. لأن القضاء سيحتاج ألف عام لتحديد نصف جرائمه ..
سيظل ولد أجاي الوجه الآخر لولد عبد العزيز في فساده .. في سخافته.. في احتقاره للمجتمع .. في نسيانه لأمر ربه..
لا يحتاج ولد أجاي اليوم، إلى حكم بسجنه، لأن أكبر سجن ، سيظل حكم المجتمع عليه .. سيظل بغض المجتمع له.. سيظل احتقار المجتمع له أينما حل أو ارتحل ..
أقولها تقربا إلى الله لأن الإساءة إلى أمثاله عبادة.
أقولها إكراما للوطن لأن من واجبنا إهانة كل من أهانه..
أقولها وفاء لشعبنا الطيب ليفهم الجميع مرارة ثمن الازدراء به..
أما عودة ولد أجاي إلى الواجهة و رد الاعتبار له ، فتلك ستكون معركة أوكرانيا ، سواء كان المسؤول عنها زيلنسكي أو كان حلف الناتو و سواء أرادوها حربا تقليدية لا منتصر فيها غير الكذب أو حربا نووية لا تبقي و لا تذر ..
نقلا عن صفحة الكاتب سيدى علي بلعمش