تابعت مؤخرا حديثا مصورا للنائب البرلماني والحقوقي البارز والصديق الوفي برام ولد الداه ولد اعبيد يتحدث فيه عن طموحات سياسية لم تعد سرا؛ ولفت انتباهي زعمه في جملة اعتراضية بأنه "عبد"
رغم استيعابي بأنه يريد استحضار جانبها القدحي لاستفزاز شانئيه لكني وجدتها شعوبية بامتياز. فبيرام لم يكن يوما عبدا ولكنه دافع عن العبيد وابناء العبيد واحفادهم.
معركتنا المجتمعية الحقيقية ساسة ومسوسين هي في الفوز في سباق المواطَنة؛ في الفوز في أينا يحب الوطن أكثر في الفوز في أينا يقويه أكثر؛ وليست في الضغط على مواجعه واستدعاء قفار لحظاته.
موريتانيا بلد لاعبد فيه ولا عبدة وليس سوقا للعبيد فالكل سواسية أمام القانون والوطن يسع الجميع؛ يلفحهم دون استثناء بطء التنمية والحكامة المتعثرة في العقود الستة الماضية والسفه في تطهير الموروث.
مرة أخبرتني صديقتي البريطانية من أصل كاميروني أنها طالعت في الجرائد البريطانية أن لدينا سوقا للعبيد تماما مثل سوق الحبوب أو سوق الخضروات؛ فأجبتها بأن الأمر كله كذب وإن شاءت قدمت إلى البلاد بنفسها لترى بأم عينيها حقيقة هذا النشاط التجاري الإجرامي المزعوم.
أعرف أحياء وعائلات في انواكشوط وبتلميت وأماكن كثيرة من الوطن يرزح أفرادها تحت البطالة والمرض وسوء الكِبَر؛ وليس من بينهم حفيد للعبيد السابقين.
وأعرف أحفادا للعبيد السابقين أغنياء وعلماء ومسؤولين سامين في الدولة وفي غير الدولة وفاعلين جمعويين.
ليس معنى هذا أن أحفاد العبيد السابقين في مجتمعنا بخير ولاينقصهم شيء بل يعانون من أشياء كثيرة تترنح بين عدم المساواة وعدم الولوج للمرفق العمومي.
لكن استثمار المظلمة التي نريد جميعا إبادتها وإبادة آثارها في التقرب من نفوس شعب بأكمله ليس لبقا خصوصا أنه ليس صحيحا. فما كان أغنانا و أغنى صديقي بيرام وهو زعيم عامة عن ذلك الاستدعاء.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا