قد تلاحقت تصريحات ونشاطات السيد بيرام ولد الداه اعبيدي في الفترة الأخيرة ليتبين للرأي العام أن نياته بدت مخالفة لما كان متوقعا وما كان مظنونا به من دعم للتوجه التصالحي العام، وخاصة العمل على إنجاح التشاور الوطني الذي تشارك فيه أغلب المكونات السياسية حيث تراه سبيلا واعدا لحوار وطني جاد وشامل سيفضي إلى استصلاح التربة السياسية في البلاد وزرع بذور توافق يثمر عائدة كبيرة من العمل البناء الواصل إلى كل الأحزاب وهيئات المجتمع المدني والشرائح وغير….
لقد استغل بيرام جو التصالح والتقارب والهدوء السياسي الذي شهدته الساحة منذ استلام السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة، فعمل على بناء علاقات متشعبة مهد لها بخطاب هادئ ومتزن ومضاد لأسلوبه المعتاد، كما استغل سياسة الرئيس في إشراك الجميع وفتح الباب أمام الكافة على الحصول على ترخيص ايرا، هذا فضلا عن تحصيله أموالا ضخمة من أكثر من جهة، ليتبين أن عزمه معقود على العمل على مآرب أخرى أهمها منهجه الذي يسلك الآن بتصريحاته ونشاطاته الحالية التي لا يخفى أنها بداية حملة رئاسية سابقة لأوانها، تعتمد على العزف على وتر الغبن الاجتماعي، لإفشال الحوار والظهور بمستوى ازدواج "الضحية والبطل" وذلك في الوقت الذي يستغل فيه شبكة العلاقات التي نسج والأموال التي جمع لتمهيد وتعبيد الطريق التي سيسلكها لمبتغاه.
إن رهان بيرام اليوم يقوم على إفشال الحوار، والوقوف دون أي حوار، ليبقى بيرامه في نظر المنخدعين به "مناضلا عن حقوق شريحة" والحقيقة عكس ذلك.
إذا كان بيرام صادقا في تصريحاته التي كان يغازل بها عموم الناس في الفترة الأخيرة فعليه أن يعمل كغيره على إنجاح الحوار والتأني حتى نهاية الحوار وبيان نتائجه.
وإذا كان عكس ذلك - وهو ما يبدو - فعلى النظام أن يدرك حقيقته قبل فوات الآن ولات حين مناص.
*احمد خطري
خبير في التمويل التشاركي*
مدير عام مساعد لوكالة ترقية الإستثمارات في موريتانيا