انطلقت يوم السبت الماضي أعمال اللجنة التحضيرية للتشاور الوطنيي بعد شهور من التجاذبات التي أثارتها المعارضة الراديكالية بمطالبها، وتشكيكها في نوايا الأغلبية. من تلك المطالب تعيين شخصية مستقلة لرئاسة التشاور، وقد كان. وأكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في أكثر من مناسبة، حرصه على إطلاق تشاور وطني شامل لا يقصى منه أحد، وتطرح فيه كافة القضايا الوطنية… كل ذلك لم يمنع المعارضة الراديكالية، في شخص برامْ هذه المرة، من إطلاق حملته الانتخابية قبل أوانها، للتشويش على التشاور!! فما الذي يجعل بيرام يستبق مخرجات التشاور بإطلاق حملته سوى إيصال رسالة بعدم اهتمامه بالتشاور وما يترتب عليه!
منذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني راوح برام بين الاعتدال في الخطاب حد (الطابيقْ)، وهو المشهور بخطبه النارية، وعباراته النابية، وبين الراديكالية في طرحه "الحقوقي" الذي يضرب عرض الحائط بمرتكزات الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي (IL souffle le chaud et le froid ). فقد أكد في أكثر من خرجة (اجبرت صاحبي)، ليعود في خرجته الأخيرة ويجمل (صاحبُ) في تقييمه السلبي للأحكام المنبثقة من حركة العاشر من يوليو!!
إنها رسالة واضحة لنا معشر الأغلبية بأن المعارضة رغم كل التوافقات من أجل مناخ سياسي يخدم المصلحة الوطنية، ويتيح للفاعلين السياسيين جوا هادئا يسمح لهم بمزاولة أنشطتهم المعارضة والموالية دون ضغوط، أو شيطنة وتخوين.. رسالة تفيد أن الراديكاليين، وأصحاب الأجندات الأجنبية لن يستطيعوا تغيير جلودهم.. يعطيك من طرف اللسان حلاوة…
دشن برامْ الحملة، ولن يتأخر تواصل في دخول الحلبة، والحبل على الجرار…
من صفحة د.محمد اسحاق الكنتي