يكتم الشعب الموريتاني أنفاسه منذ فترة ، في انتظار ظهور لائحة الحكومة الجديدة التي يعتبرها الجميع الحكومة المعبرة عن توجه الرئيس ولد الغزواني ، بعد الانتهاء من غربلة مشاكل المرحلة الأولى من مخلفات عشرية الشؤم التي طالت كل شيء بشكل كارثي..
و حين يكتم الشعب أنفاسه ، يعني أنه في انتظار قرارات مهمة . و أهم قرار ينتظره الجميع اليوم هو أن يرى حكومة كفاءات ، خالية من المحاصصة القبلية و الجهوية و اللونية و الجنسية : و تظهر المحاصصة حصريا من خلال تعيين شخص غير كفء لرأب تصدع توازنات مرضية هي ما يدمر هذا البلد منذ نشأته ..
نريد الرئيس اليوم أن يجرب أن يعتمد نظام كفاءات ، ضاربا عرض الحائط بكل ما سواه ليرى أننا قادرون على الدفاع عن هذا التوجه حتى لو أفرز لنا حكومة كاملة من مدينة واحدة أو جهة واحدة..
لكننا نريد أن تنزل ذراع الرئيس إلى ما هو أهم بكثير من الوزراء : الأمناء العامون و المدراء و الولاة و الحكام و السفراء و القناصلة . و أن تشمل التدابير في مراحل لاحقة ، العمد و النواب، من خلال فرض شروط تلزم حدا أدنى من الأهلية ..
هذه هي أرضية أي انطلاقة جادة للنهوض و من دونها يظل كل عمل آخر تمثيلا سياسيا رديئا تنقصه النزاهة و الجدية و الإقناع ..
نريد وطنا بلا جهات .. وطنا بلا قبائل .. وطنا بلا حساسيات .. وطنا بلا وقت لنبش جيفة القبيلة و العشيرة و الشريحة .. بلا وقت لتفاهات بيرام و صامبا تيام .. وطنا بلا مكان لترهات العلمانية و النسوية و السفسطائية .. وطنا بعزة الإسلام و مجد العروبة و فخر تمازج الأعراق و التنوع الحضاري .. وطنا أحادي الخلية و الفصيلة و المصير .. وطنا يسمو بدينه على كل انتماء .. يمحو بدينه كل الفوارق .. يحل بدينه كل الاختلالات البشرية السخيفة .. وطنا ينعم الجميع بظل صباحه .. يستريح الجميع في ظل قيلولته .. و ينتقل الجميع إلى ظلال مسائه .. وطنا يتمتع الجميع فيه بخصائص كل جهاته و فوائد كل تنوعاته..