طيرطوگل: الخطوط الحمراء

خميس, 11/18/2021 - 14:43

كثر القيل والقال مؤخرا في قضية باتت تعرف ب "ازريبة طيرطوگل " وهي في الواقع فبركة سيئة لنزاع عقاري غير موجود أصلا تم إقحامها في مشروع تنموي شامل تنفذه وزارة الزراعة لحماية الأراضي الزراعية ويستفيد منه 10 سدود في مقاطعة مال عن طريق تسييجها، ومن ضمنهم سد طيرطوگل. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يتم التركيز على سد طيرطوگل دون غيره من السدود؟ صحيح أن هذا السد معروف بأهميته الاقتصادية والاجتماعية من حيث مساحة الأراضي الزراعية (250 هكتار تقريبا) وعدد المزارعين (200 أسرة تقريبا) المقيمين بسلم وسلام على تخوم وادي طيرطوگل ولكن ذلك الأمر بالضبط هو ما يجعل الجهود الحثيثة لتوقيف مشروع حمايته أكثر من مريبة كما أنها ظلم بين وتحامل على المزارعين البسطاء وعلى مجموعة تركز خصوصا.

وللأمانة التاريخية فقد ذاع صيت سد طيرطوگل كمشروع تنموي نموذجي في مجال مكافحة الفقر والغبن والتهميش حيث كان للمجموعة المحلية ورموزها الكرام دور رائد في اقلاع المنطقة وتطوير الانسان والرفع من المستويات المعيشية ودعم العيش المشترك بعيدا عن الأنانية والانتهازية السياسية.
طيرطوگل لمن لا يعرفه، وَفَاتُو بَعْدْ شِي، جوهرة مقاطعة مال كما أن مقاطعة مال نفسها جوهرة ولاية لبراكنة، شاء من شاء وأبى من أبى. بالنسبة للذين لا يعرفون تاريخ المنطقة فطيرطوگل باختصار شديد وسد طيرطوگل قضية قديمة حديثة، أَحْوَارَهْ في عيون البعض، كان محط أطماعهم وما زال على ما يبدو وقد حاولوا الاستيلاء عليه أكثر من مرة دون فائدة، فالحيلة والخداع والكذب والضغوط والابتزاز لا تجدي نفعا أمام واقع دامغ يستند إلى قوة القانون في دولة القانون والعدل والمساواة. مخطئ من ظن يوما أن انتزاع الأرض لعبة عيال أو أن مجموعة تركز لقمة سائغة. 
أما اليوم فإن "ازريبة طيرطوگل " هذه لا تتعدى كونها زوبعة في فنجان تمت إثارتها بكل وقاحة من طرف عسكري بعينه بالتعاون مع موظفة حكومية لا مكان لها من الإعراب في المنطقة إلا بالتعدي ربما، طمعا بمكاسب سياسية واهية ولم يتورعوا، ولا غرو، لا عن الكذب ولا التدليس ولا الخداع كما استغلوا وظائفهم ونفوذهم لممارسة مختلف أنواع الضغوط المكشوفة والابتزاز لإشاعة البلبلة وخلق أزمة من العدم ولا يخفى على اَذْوَيْبْ الذي تَلْ ولاته أن تزامن هذه القضية مع مراجعة التخطيط الإداري الأخيرة التي استُحدثت فيها مقاطعة مال ليس اعتباطيا.
أما الذليل الذي تم دفعه دفعا للقيام بخرجة إعلامية سخيفة ليتطاول في البنيان على سيد الأسياد اسماعيل ولد أعمر أكرم كرماء أبناء عقبة ابن نافع وينعته بالنعوت ليأصل لقضية لا أصل لها ولا فرع فلا يستحق أكثر من الصمت ولذلك فلن أضيع وقتي في الرد على نوعه من الأغبياء والسفهاء… من أنت يا حبيب الشيطان؟ 
إلى متى ستسمح الدولة لمحور الشر المعروف في لبراكنة بافتعال الأزمات وإحياء النعرات وإشاعة الفوضى في المناطق الهشة التي تحتاج إلى الطمأنينة والسكينة والعمل الدؤوب وليس إلى فبركة ملفات تحولها إلى فضاءات للألاعيب والدسائس السياسية القذرة؟ إلى متى ستسمح الدولة لموظفيها وعسكرييها بلعب دور البشمركة وتقويض الجهود التنموية لحكومة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؟ لقد طفح الكيل والله. 
نحن أبناء المنطقة وأهلها وقومها نعلن رفضنا لهذه الألاعيب وللضغوط والابتزاز الذي تتم ممارسته على الادارة الاقليمية والجهوية وللتدليس في قضية طيرطوكل وأي قضية مشروعة أخرى تخص ممتلكاتنا وأراضينا وموطن آبائنا وأجدادنا.
حذاري فتحت الرماد اللهيب … ومن يزرع الشوك يجني الجراح…
والسلام

سيدي أحمد محمد