في العام الماضي تم تداول صورة لصاحب النتيجة الثانية في الباكالوريا شعبة الآداب وهو فوق عربة يجرها حمار، وقد نال من الجوائز والتكريمات ما لم ينل صاحب الرتبة الأولى...يومها لم نسمع عن تمييز لوني ممن يتحدث اليوم عن تمييز لوني، وذلك على الرغم من أن المنطق السليم يقول بتكريم الأول قبل الثاني بغض النظر عن أي أسباب أخرى.
تم تكريم الطالب الثاني لأنه من شريحة ما زال الكثير من أبنائها يتسرب من الدراسة في أوقات مبكرة بسبب صعوبة الحياة...تكريم ذلك الشاب يعد تشجيعا لشباب مكونة معينة للاهتمام بمواصلة التعليم رغم صعوبة الظروف ..بنفس المنطق تم تكريم شيخ من مكونة أخرى يعرف الكثير من كبار السن فيها وحتى من الشباب بالتكبر ونبذ العمل رغم انتشار الفقر ...تكريم هذا الشيخ هو تشجيع لممارسة العمل لدى مكونة يعد نبذ العمل فيها من الأمراض التي يعاني منها الكثير من أبناء تلك المكونة...هكذا يجب أن تنظروا إلى تكريم الشيخ صاحب عربة البيع اليدوية.
إن تشجيع التعليم قد يجعلك تتجاهل الأول وتكرم الثاني، وإن تشجيع العمل قد يجعلك تكرم شيخ يمارس عملا يمارسه الكثير من شيوخ مكونة أخرى..
لو توقفنا دائما مع اللون لتساءلنا عن سبب وقوف الرئيس مع مستفيدين من لون واحد ...ألا يوجد فقراء ليسوا من هذا اللون؟
ترفعوا قليلا عن هذا الخطاب اللوني الساذج يرحمكم الله.
من صفحة الكاتب محمد الامين ولد الفاضل