طبقات كثيفة من غبار عشرية الشؤم تختلط برماد ثلاثينية البؤس ، هي ما يغطي حقيقة ثورة "افلام الشمال" المخجلة ، المطالبة بشرخ على مقاس الفساد المؤسس على أياديهم الآثمة منذ أكثر من 30 سنة ، هي عمر الاستباحة و الابتذال المقرف في هذا البلد سيئ الحظ..
أصوات مبحوحة تتخبط في أخطاء الجهل بكل مفاهيم الدولة و أخلاق التعايش و خطايا التأقلم بكل أريحية مع منطق الانحطاط بأقل شعور بالذنب ، يتبجح أصحابها بما كان يجب أن يخجلهم بالضبط..
35 سنة من الفساد و الإفساد و الانحطاط الأخلاقي المقرف و التبجح بالجهل و الابتذال ، تحولها ثورة "افلام الشمال" المضحكة المبكية ، إلى شرعية بلا شعور و شعارات بلا شرعية..
حين حكموا (أكثر من ثلاثين عاما) ، ذهبت كل خيرات الشمال شمالا جهة القلب، بين الانتماء القبلي الضيق و الأسري الأضيق .
و حين خرجوا الحكم صغارا أذلة بما اقترفت أياديهم الآثمة من جرائم لا تكفي كل مياه البحر لغسل أدرانها ، رفعوا عقيرة الصغار بتقى دراويش الثعاليب و عويل النساء ، كأننا لم نكن هنا .. كأن المرحومة "سمار" قصة شعبية لإلهاء الأطفال .. كأن قصة الطوابع الجبائية نسخة قديمة من حكايات "أطويله" المكذوبة ..
لا يختلف اثنان اليوم على أن ولد الطائع كان مؤسس الفساد و الانحطاط الأخلاقي في هذا البلد الطاهر و قد كان ولد عبد العزيز ابن الشمال الوفي لإرث ولد الطائع الذي أوصلته خطاياه إلى دفة الحكم بمعجزة ما زالت تحير الجميع؛ فبماذا يمكن أن تفتخر افلام الشمال و من ماذا يمكن أن تشتكي اليوم؟؟
35 سنة من حكم افلام الشمال ظل فيها وادان منسيا و شنقيط منسيا و افديرك و شوم و بئر أم اقرين و أوجفت و العين الصفرة و تجگجة و امحيرث و يقرف و أگجوجت و بنشاب و بو لنوار ، فعن أي شمال تتحدث اليوم افلام الشمال؟ و متى استفاقت افلام الشمال على خريطة شمال الثورة المرتهنة في قبضة المسحيل؟
غريب جدا أن تقزم افلام الشمال خريطة الشمال بالأمس، إلى خط وردي بين عين اهل الطائع و سوق أطار لنصحو عليها اليوم في خريطة ثورتها المضحكة، من آخر حدود تگانت إلى آخر حدود تيرس و داخلة نواذيبو !!؟
على من أسسوا أذرعهم التجارية الضخمة على مقاس و عقلية الهيمنة على مشاريع الدولة ، أن ينتظروا دورة التاريخ التي لم يساهموا يوما في اتخاذها الاتجاه الصحيح ..
و على من تخلفوا عن شرف معارضة المعتوه ولد الطائع و المجرم (مثله) ولد عبد العزيز ، أن يفهموا أن الله لم يختر لهم الجهاد في سبيل إعلاء كلمته و لا شرف الدفاع عن أعراضهم و شرفهم المزعوم و "الله أعلم حيث يضع رسالته"
الغريب في هذا البلد العجيب ، أن جميع منظري إعادة تأسيسه اليوم و إعادة بنائه و إعادة النظر في مصيره ، كلهم اليوم من الأميين و أنصاف و أعشار الأميين أبجديًا و حضاريا و إنسانيا ؛ تلك هي مشكلة هذا البلد اليوم الذي أصبح أرض رأي من لا رأي له ..
و لله ما أخذ وله ما أبقى.
من صفحة الكاتب سيدي علي بلعمش