ما تزال أصداء جريمة قتل الشاب محمد ولد محمد يحظيه الذي قضى على يد الجراح شيخاني ولد اجدود في عيادته "دار الصحة" تدوي في أرجاء البلاد كافة، وسط حيرة من المراقبين للشأن العام من عدم توقيف هذا الجراح أو مساءلته على الأقل..
ومحاولة منا في كشف اللبس عن ما جرى وإطلاع الرأي العام الوطني على تفاصيل ما حدث، وكيف حدث؟ وموقف ذوي القتيل مما جرى، وإلى أين وصلت جهود "التسوية" إن كانت ثمة جهود..
قمنا باستضافة السيدة سكينه بنت محمد يحظيه شقيقة الشاب المرحوم محمد ولد محمد يحظيه وأجرينا معها الحوار التالي:
س : من هي السيدة سكينة ؟
ج: انا سكينه بنت محمد يحظيه شقيقة المرحوم محمد ولد محمد يحظيه ننتمي لأسرة متواضعة الحال كغالبية الأسرالموريتانية تتكون بالإضافة الينا من اخوة غير اشقاء والوالد أطال الله بقاءه.
أما عن المرحوم محمد ولد محمد يحظيه فهو من مواليد 1980 في انواكشوط تلقي جزءا من التعليمين المحظري والنظامي في طفولته متزوج وله طفل وحيد وكان كغالبية الشباب يمارس بعض الأعمال غير المصنفة .
س : هل كان يعاني شقيقك من بعض الأمراض المزمنة ؟
ج : لم يكن شقيقي المرحوم محمد ولد محمد يحظيه يعاني من أية امراض أيا كانت طبيعتها بل علي العكس من ذلك فقد كان شابا مكتمل البنية الجسمية لله الحمد , وقد احس ببعض الآلام في جانبه الأيسر خلال الأشهر الماضية , وعلي الفور في بداية شهر مايو 2015 توجه الي السينغال واجري هناك فحوصات شاملة , وتبين ان به حصاتين احداهما في الحالب وقد وصف له الأطباء السينغاليون العلاج وتخلص منها عن طريق التبول يوما واحدا بعد تناوله الدواء والأخري في الكلية وهذا مثبت بالوثائق الطبية مع توصية بعدم الإستعجال .
وفي 23 من شهر مايو عاد الي انواكشوط وهو بصحة جيدة وقد اختفت الآلام التي كان يعاني منها .
ومن باب الصدف اني التقطت للمرحوم صورة مع وحيده في المنزل ساعات قبل مغادرته الي عيادة "دار الصحة" سأطلعكم عليها ومن خلالكم الرأي العام الوطني .
س : مالذي جري حتي توجه شقيقك الي عيادة دار الصحة ؟
ج : قبل ذهاب أخي الي السينغال كان قد اجري استشارات طبية في عيادة "دار الصحة" قابل خلالها "الجراح" شيخاني ولد اجدود وبعد عودته من السينغال ارتأي ان يعرض عليه نتائج فحوصه هناك وقابل "الجزار" شيخاني مساء 24 مايو في نفس العيادة أي بعد يوم واد من عودته من السينغال وعلي الفور نصحه "شيخاني " بإجراء عملية جراحية مستعجلة .
نزل شقيقي المرحوم عند رأي "الجراح" شيخاني ولد اجدود ودفع تكاليف العملية للعيادة و قابل المخدر في نفس اليوم وطلب منه اجراء تخطيط للقلب وفحص الفصيلة الدموية فقط .
س : متي اجريت العملية وكيف؟
ج : مساء الإثنين 25 مايو 2015 وفي حدود الساعة السادسة أدخل "الجراح " شيخاني ولد أجدود مع مخدر فقط شقيقي إلي غرفة العمليات بعيادة "دار الصحة" وابلغنا "الجراح" ان العملية تستغرق ساعة ونصف علي الأكثر واغلق الباب .
جلسنا في باحة العيادة ننتظر خروج مريضنا من غرفة العمليات وبقينا ساعة وساعتين وثلاثة ساعات واربع ساعات ولم يخرج الينا أحد من غرفة العمليات عندها بلغت القلوب الحناجر وعرفنا ان شيئا ما غير طبيعي قد وقع.
في حدود العاشرة ليلا خرج الينا "الجراح" شيخاني وبيده كيس ابلاستيكي شفاف بداخله ماقال انها كلية شقيقي اضطر لإنتزاعها أثناء العملية وكانت الصاعقة التي لم يتوقعها احد وعلا الصراخ والبكاء بين الأخوات والعمات والخالات ومن حضر من القريبات وبدء والدنا وبعض الأقارب الحاضرون بتهدئة الوضع ومحاولة تسيير المرحلة لإنقاذ حياة شقيقي .
عاد "الجزار" الي غرفة العمليات وفي حدود منتصف الليل أخرجو شقيقي الي غرفة في العيادة لايميزها عن سواها من غرف البيوت العادية سوي نوعية السرير ورافعة الحقنة.
دخل "الجزار" شيخاني الي مكتبه في العيادة ودخل معه بعض الأقارب للإستفسار منه عن ماحدث وطلبوا منه نقل شقيقي الي المستشفي والإستعانة بخبرات اخري لإنقاذ حياته الا انه رفض مكتفيا بالقول " ان اردتم نقله فعلي مسؤوليتكم ".
في حدود الواحدة صباحا ارتدي الجراح "الجزار" ملابسه وغادر العيادة الي منزله تاركا شقيقي بمعية ممرض واحد .
س : مالذي حدث بعد ذلك ؟
ج : في حدود الساعة الرابعة ليلا تقيئ شقيقي الدم , طلبنا الجراح " الجزار" علي الهاتف دون جدوي , استفسرنا من الممرض وحارس العيادة عن منزل شيخاني فردا بعدم معرفتهما لمكان اقامتة .
استنفذ الممرض المداوم كيسين من الدم كان محصل العيادة قد استجلبهما بعد خروج شقيقي من غرفة العمليات .
في حدود الساعة الثامنة صباح الثلاثاء 26 مايو 2015 لفظ شقيقي انفاسه الأخيرة .
س : متي عاد الجراح شيخاني الي العيادة؟
في حدود التاسعة صباحا وصل الجراح "الجزار" اثناء اخراج جثة اخي من العيادة بعد اصرار الوالد وبعض المشاييخ علي امتثال السنة والإسراع بالدفن .
س : هل صحيح ان الجراح شيخاني مع بعض أعيان عشيرته زاروكم في نفس اليوم الذي توفي فيه شقيقك ؟
ج : صحيح في مساء نفس اليوم الذي توفي فيه شقيقي الوحيد وصل شيخاني رفقة مجموعة من أعيان عشيرته اذكر منهم محمد الحافظ ولد انحوي واحمد حيدارا ولد الباه مع غيرهم الي قريتنا التي تبعد 55كلم شرق العاصمة انواكشوط بعد اتصالات اجروها مع فاعليين من اقاربنا لمعرفة ما اذا كانت الحالة النفسية العامة تسمح لهم بزيارة ذوي الضحية .
وكان هدف الزيارة هو استباق اية اجراءات قد تقود الي فتح تحقيق شامل في الحادثة وبالتالي تحييد ملف القضية التي هزت المجتمع عن مسارات التحقيق والقضاء وابقائها في اطار التسويات الإجتماعية بعيدا عن الأضواء .
س : هل تم طي الملف بشكل نهائ وهل تتهمون الجراح بالتقصير والتسبب في وفاة ابنكم ؟
ج : بالنسبة لي ولغيري من افراد الأسرة لايمكن ان نسكت علي ما نعتبره جريمة راح ضحيتها ابن غال من ابنائنا بدم بارد وبالتالي فنحن بصدد مقاضاة "الجراح" والمصحة وحتي الوزارة الوصية التي رخصت لمثل هذه المصحات بالعمل .
هذا عن طي الملف ,وعن تقصير "الجراح" وتسببه في وفاة شقيقي فالمتابع لمسار العملية من بداية مقابلة الطبيب الي دخول غرفة العمليات الي مغادرة الجراح للعيادة يجد ان الطبيب تعمد التقصير والإهمال وبالتالي عرض حياة مريض للخطر المحقق .
- هل سمعتم في عالم الطب ان جراحا اجري عملية بسيطة من دون فريق متكامل من المخدر الي الممرضين العارفين باستخدام الأدوات الي فني عالي في نفس التخصص بالإضافة الي عمال مناولين .
- والذي حدث ان "الجراح " شيخاني ادخل شقيقي الي غرفة العمليات مع مخدرفقط .
- في الحالات الطارئة داخل غرفة العمليات علي الجراح ان يستنفر اصحاب الإختصاص لمساعدته .
- وفي حالة شقيقي ظل الجراح في غرفة العمليات بمفرده الي آخر اللحظات.
- وفي حالة تعقد وضع المريض الصحي يجب توفير وسائل الإنعاش ووضع الطاقم الطبي في حالة استنفار.
- وفي حالة شقيقي ظل في غرفة بها سرير ورافعة حقنة بـ"دار الصحة" بمعية ممرض واحد الي ان لفظ انفاسه في الوقت الذي ينام فيه الجراح الذي أوصله لهذا الوضع في منزله.
- انتزاع أي عضو اوجسم من مريض يجب علي الجراح ان يحيط علما المريض وذيه بذلك ويأخذ موافقتهم .
- وفي حالة شقيقي دخل غرفة العمليات لإنتزاع حصا صغيرة من كليته فأنتزعت كليته - وانتزاع الكلية وزراعتها حسب اصحاب الإختصاص لايتم الا بطاقم طبي خاص مكون من عدد من الجراحيين والجراحيين المساعدين وفي غرف عمليات معدة لهذا النوع من العمليات وبها غرف انعاش .
ولم نخذا علما بإنتزاع كلية ابننا الابعد اربع ساعات من بدء العملية.
س : هل استلمتم كلية ابنكم لدفنها وهل اجريت عليها التحاليل اللازمة؟
ج : لا لم نستلمها لحد الساعة ولانعرف اين هي الآن وقد اتصل بعض ابناء عمومتنا بالعيادة لإستلام كلية المرحوم محمد ولد محمد يحظيه مع الملف الطبي الا ان الطبيب كان يتلكأ دائما ويتذرع بعدم استكمال التقرير الطبي واليوم وبعد مضي اكثر من شهرين علي الحادثة مازلنا نعيش تحت الصدمة وقد تدهورت حالة والدنا الصحية بسبب الحسرة التي يعيشها علي من كان بالنسبة له المعيل والمعين .
س : ماهي مطالبكم الآن ؟
ج : اتوجه الي السلطات القضائية والصحية من وزارة وهيئة لسلك الأطباء والصيادلة ان تفتح تحقيقا في حادثة "مقتل" شقيقي محمد ولد محمد يحظيه في عيادة "دار الصحة" جراء عملية هيأت لها أسباب الفشل بسبب التقصير والإهمال المتعمدين والتي تتجاوز اضرارها وتداعياتها اسرة واحدة الي المجتمع بأسره وانزال اقصي العقوبات بالمقصرين في حقوق المرضي بسبب الجشع المادي .