تشهد منطقة العبور في مدينة روصو بين ضفتي النهر السنغالي حركة يومية نشطة وتبادلا تجاريا مكثفا كل في اتجاه الأخرى.ففي كل صباح باكر يتوافد مئات من صغار الباعة،
والمتسوقين وأصحاب الأعمال البسيطة إلى منطقة العبور بين الضفتين بحثا عن فرصة جديدة قد تسعهم بها إشراقة يوم جديد يتمنون أن يحمل،
في ثناياه بشارة ربح ينسيهم أتعاب الكد وهموم التسويق، فجل هؤلاء الباعة يعتمدون في معاشهم اليومي بشكل كامل على ما تجود به فرص الضفتين من دخل متواضع.
تجارة وبضائع متواضعة..
يقول المراقبون والمهتمون بشأن حركة العبور والتبادل التجاري بين نقطتي العبور في مدينتي روصو الموريتانية والسنغالية إن أغلب المتسوقين العابرين يوميا هم من صغار الباعة وأصحاب رؤوس الأموال المتواضعة،
كما يجمعون على أن ما يصدره الجانب الموريتاني إلى الضفة اليسرى أضعاف ما يستورده منها، وربما يعود هذا التباين في التبادل التجاري إلى الفرق الكبير والشاسع بين عدد سكان البلدين.
عيشة بنت المختار (بائعة سمك موريتانية) تعبر النهر جيئة وذهابا وهي تحمل بضاعتها السمكية المتواضعة، من مدينة روصو السنغالية إلى روصو الموريتانية.
وتقول بنت المختار إنها منذ فترة وهي تزاول مهنتها هذه، معتمدة على ما تدره عليها من دخل يساعدها في تحمل أعباء الأسرة ونفقاتها اليومية.
أما الشيخ أفال (بائع ثياب سنغالي متجول) فيؤكد أنه يعتمد بشكل تام في توفير حاجياته اليومية على البضائع التي يجلبها من مدينة روصو الموريتانية.
ويقول أفال إنه يأتي من مدينة ريشارتول السنغالية لشراء الثياب التي يتجول بها ويسوقها في أغلب المناطق المحاذية للضفة اليسرى، وكل يومين يعود من السنغال بعد نفاد بضاعته.
نقـل وعبور ..
نتيجة للحركة النشطة بين الضفتين وكثرة العابرين يوميا لم تعد عبارة روصو قادرة وحدها على استيعاب جميع العابرين والسيطرة على النقل بين الضفتين ـ خصوصا أن لها أوقاتا محددة للعبور ـ رغم تواضع تذكرتها الرمزية، الأمر أتاح فرصة ثمينة لعشرات من مالكي حياض النقل الذين ينتهزون الفرصة فينقلون البضائع البسيطة والأفراد المستعجلين.
"لكوارب" رافقت محمد ولد إبراهيم (مالك حوض) في رحلة نقل إلى الضفة السنغالية فأكد أنه منذ قرابة عشر سنين وهو يزاول مهنة النقل بين الضفتين إلى جانب العشرات من زملاء المهنة.
ورغم أن ولد إبراهيم يبدو مرتاحا لما يجنيه من دخل من مهنة النقل النهري إلا أنه يتحفظ على ذكر دخله اليومي من هذا العمل، "خوفا من العين وأصحاب النيات السيئة".
عراقيل لا تنتهي ..
يشكو كثير من صغار الباعة الذين يعبرون النهر السنغالي بشكل يومي من الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجانب الموريتاني عند نقطة العبور، ويصفون تلك الإجراءات بالمعقدة والصعبة.
وتقول عيشة بنت المختار إن الإجراءات على الحدود معقدة للغاية، مضيفة أنها عندما تهم بالعبور إلى السنغال من أجل زيارة والديها القاطنين هناك وجلب البضاعة يكلفها ذلك كثيرا من الوقت، نتيجة لطول الطابور الذي يلزم العابرون بالمرور به.
وتؤكد بائعة نعناع سنغالية رفضت الكشف عن اسمها أن الإجراءات الأمنية الأخيرة كلفتها الكثير من الوقت والمال وجعلتها تفكر جديا في التخلي عن مهنتها التي تعودت عليها منذ زمن بعيد.
يشار إلى أن عبارة نهرية تربط الآن بين روصو موريتانيا وروصو سنغال، حيث تنقل يوميا مئات الركاب والسيارات وأطنان الأمتعة والبضائع.
ويرى البعض أن إنشاء جسر بري بين الضفتين قد تكون له نتائج عكسية على صغار الباعة و ما يتوفر لهم من فرص سانحة.
وكالة أنباء لكوارب