من حق الفقراء الجوعى أن يطالبوا بلقمة من شعير أوشربة من ماء خصوصا وأنهم يشاهدون المتخمين ممن لا عمل لهم غير التزلف والكذب يسدون الأفق بسياراتهم الفارهة ودوابهم السائمة ، من حقهم ومن المفروض أن تصدر عنهم ردات فعل غير محسوبة بل وقفزات فى الظلام فهم لا يخافون المجهول فقد سدت أمامهم الأبواب وفقدوا البوصلة يمكنهم -- دون أن يكون ذلك محببا -- أن يعتدوا على ممتلكات الغير وأعراض الغير بل وحتي على أنفسهم وأموالهم فهم فى وضعية انتحار جماعية .
الذين يتحدثون عن ماهو ضروري من السلمية والمسؤولية يتجاهلون حالة الإحباط والجوع والمرض التي تفتك بالكل ، حديث التعقل والتبصر والحكمة حديث مهم ومطلوب لكنه حديث ينتمي لوضعية السلم والارتياح التي يعيش هؤلاء المقهورون نقيضها تماما .
إن لديهم خطابا مختلفا ويلزم أيضا أن يخاطبو بخطاب مختلف بعيد عن التخوين والتقريع والتسفيه.
المؤكد أن مهاجمة القوة العمومية وتخريب الممتلكات العامة جرم غير مقبول ولن يحل المشكلة لكن تصامم الهيئات المعنية بالنهوض بالاعباء الإجتماعية كالتآزر وغيرها وعدم استماعها لمطالب الناس وانشغالها بتوزيع الصفقات على الأثرياء والمتخمين لن يدفع الا الى مزيد من التأزيم وقد يفتح الباب واسعا أمام زلازل قد تعصف بهذا الكيان الهش.
سيدي الرئيس كل أبناء هذا البلد جوعى ومتسولون؛ المثقفون والوجهاء والسياسيون من مختلف الأعمار لا عمل لهم غير البحث عن الصفقات والاعطيات وحتي الاكرميات .
لقد افلس الشيخ الرضى رغم الهبات والهدايا التي تأتيه من كل أرجاء الدنيا ورغم قلة عياله ممن تجب عليه نفقتهم فقط لأن كل أبناء البلد متسولون وكانوا يتحلقون حوله ولأنه شهم أصيل أعطاهم مافي يده وعندما نفد ما عنده استدان واستدان واستدان فأعطاهم و واعطاهم واعطاهم واخيرا عجز وحاصرته الديون.
الشيخ الدهاه الذي سيستقبلكم فى روصو كان يوزع كل يوم 6 مليون قديمة منذ ثلاثة عقود وكان يعيل 100 الف اسرة لكنه توقف فى عهدكم عن التوزيع لأنه لم يعد يجد ما يكفي لسداد نفقة عياله .
سيدي الرئيس الدولة مستقيلة لا توفر اي شيء ورغم المقدرات الهائلة والبرامج التنموية الطموحة إلا أن ثمة جيوشا من المخربين الذين يجهضون كل الخطط ويشربون دماء المساكين فلا تستغرب إن هم خرجوا أو احتجوا إنهم جوعى إنهم تعبانون إنهم مهمشون وفقراء.
عبد الفتاح ولد بابا