رُبَّ يومٍ بكيتُ منهُ فلما :: صرتُ في غيره بكيتُ عليه
لو أتيح لخبير نفسي أو اجتماعي أن يحلل ظاهرة تقاطر الناس على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، (معزّين بأعيانهم ونخبهم ، ومسايرين في ما يشبه المسيرة من السوقة والدهماء في غدوّه ورَواحه إلى إدارة الأمن) لو درسها أحدهم لعللها بيأس الناس وفرط إحباطهم من النظام القائم الذي راهنوا عليه فخيّب آمالهم.
كان الناس في عهد عزير يشكون الجوع فأصبحوا في عهد خلفه يشكون الجوع والخوف.
ومن أهم عوامل استقرار المجتمعات أن (يطعمهم الله من جوع ويأمنهم من خوف).
كانت الدولة مركزا لنهب رجل واحد فتداعى عليه الجنرالات كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، لكل جنرال إقطاعياته.
لم يسجن مفسد واحد بل تمت إعادة تدوير المفسدين.
تولى الرئيس إلى الظل وصادرت الدولة تدار من طرف السيدة الأولى وفريقها وبعض المتنفذين.
استشرت الزبونية وصفقات التراضي وساء الوضع الاقتصادي عما كان عليه سابقا خصوصا في قطاعي الصيد والمعادن.
وقّع اتفاق جديد بين موريتانيا وكينروس وصفه الخبراء بالمجحف والظالم.
عاثت شركات الصيد الصينية والتركية فسادا ونهبا لثروتنا السمكية دون رقيب أو حسيب.
منحت رُخص صيد الأعماق دون وجه شرعي للشركات الصينية
وقدرت الكميات الخيالية المصطادة من طرف البواخر التركية بحوالي 400 طن كل يومين، مأخوذة أساساً من الصيد في المناطق المحظورة وبشباك محرمة.
ضف إلى ذلك إهدارهم للثروة السمكية فإنتاج طن واحد من دقيق السمك يتطلب من 4 إلى 5 أطنان من الأسماك.!!
يصول الأجنبي ويجول ولسان حال الشركات الوطنية:
أحرامٌ على بلابـله الدّوحُ :: حلالٌ للطير من كلِ جنس؟
في عهد عزيز كان ينهب هو ودائرته الضيقة واليوم أصبحت الدولة مركزا للنهب والفساد
أبسط صور الفساد التي ترى بالعين المجردة ويدركها كل مواطن هي صندوق كورونا فقد وصلت حصيلة ما تم جمعه من المتبرعين ما يقارب 64 مليار أوقية.
ولم يبق في الصندوق وفق تقرير صندوق كورونا الصادر عن وزارة المالية الخاص بشهري مارس وابريل 2021، لم يبق سوى 21.35 مليار أوقية.
فأين ذهب أكثر من 42 مليار أوقية؟!
يقول تقرير الصندوق إنها صُرفت في المجالات التي يغطيها الصندوق، وهي (الصحة، المياه، مقتنيات عينية).!!
وليُقس مالم يقل..
عزيز كان موجودا وكان يضر على الأقل
إِذا أَنتَ لَم تَنفَع فَضُرَّ فَإِنَما :: يُرَجَّى الفَتَى كَيما يَضُرُّ ويَنفَعُ.
غزواني لم يضر أما النفع فغسل الناس أيديهم منه من (تعهداتي) إلى بقية تفعلاتي..
والأدهى والأمر أن الشعب يعتقد ضعف الرئيس وذلك شعور يولد فراغا نفسيا في نفوس الناس إذا تضافر مع اليأس والإحباط فتوقع أي نتيجة..
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم
كامل الغياب
نقلا عن صفحة الكاتب