الحاج سليمان المل، لبناني عمره 117 عاما، ما زال ينجب رغم أنه تجاوز القرن. فأصغر أبنائه في الخامسة، ويقول "لولا خوفي من الاسترزاق، وصعوبة إطعام وإكساء الولد الجديد، لأقدمت مجدداً على الإنجاب".
فرغم بلوغ الحاج سليمان من العمر عتياً، ورسم الزمن خطوطه على وجهه، فإن قلبه ظل نابضا بحيوية الشباب، فنظرته للحياة تزداد تفاؤلا وتمسكا، إذ يتخذ من العائلة السند، ومن الأبناء العضد.
ويتحدر الحاج سليمان محمد المل من بلدة "حكر جنين" في عكار، شمالي لبنان، وله من الأولاد من زوجته الأولى المتوفاة: ثمانية، ثلاث بنات وخمسة أبناء، أكبرهم في السادسة والثمانين؛ ومن زوجته الثانية: خمسة، ابنتان وثلاثة أبناء، أصغرهم في الخامسة.
"المل" يختلف عن غيره في النظرة إلى الحياة والعائلة، وهو بالأمس القريب فقط توقف عن إنجاب الأطفال بسبب فقدان زوجته لجنينها، بعد أن وقعت أرضا منذ أربع سنوات.
عرف الحاج "المل" مع شريكة حياته الأولى "سميرة" -التي توفيت قبل سنوات إثر مرض عضال- معنى الوفاء والالتزام لهذه الزوجة التي كانت "مثالاً يُحتذى به في تربية الأبناء، ومواجهة شظف العيش".
لكن القدر خطف منه ومن أبنائه الزوجة والأم، ليجد نفسه وحيدا عاجزا عن تربية أطفاله، الأمر الذي دفعه -وبإرادة ربانية- للزواج من الشريكة الثانية، التي تحمل الاسم نفسه، مما جعله يعتقد أن اسم سميرة كـ"القديسين"، ويعني له النعم والهناء والوفاء والتضحية، على حد تعبيره.
ولا يحدد العم المّل زمناً لولادته، كون العائلات لم تكن في الماضي تسجل مواليدها فوراً في دائرة النفوس، لكنه يقول إن عمره يتراوح بين 115 و117 عاما.
ويُفاخر الحاج بهمته وقوته وصموده وصبره، قائلا "الهمة طيبة إلى الآن والحمد الله. السر هو في الأكل ونوعيته.. لا آكل كيفما اتفق أو ما يقع عليه ناظري، لا آكل أي شيء لا أعرفه، والشيء الذي أعرف أن ليس فيه فائدة للصحة أتجنبه كليا".
المصدر : وكالة الأناضول