العلاقات الموريتانية الجزائرية ... شرخ جديد في جدار المغرب العربي
السبت, 02 مايو 2015 12:21

altaltتعيش العلاقات الموريتانية الجزائرية حالة من التوتر غير المسبوق بفعل قرار الحكومة القاضي بطرد المستشار الأول بالسفارة الجزائرية في موريتانيا بتهمة القيام بأعمال تتنافي والمهام الدبلوماسية الموكلة إليه.

وقد تسبب مقال نشره موقع محلي موريتاني في توتير العلاقات بين نواكشوط والجزائر، حيث يتضمن الخبر معلومات مفادها أن موريتانيا تقدمت رسميا بشكوى إلى الأمم المتحدة من الحكومة المغربية تتهمها بإغراق الحدود بين البلدين بالمخدرات التي يتم تهريبها إلى الجماعات الإرهابية في شمال مالي.

قرار بالحبس والطرد

 

قرر السلطات الموريتانية الرد على الاتهامات الجزائرية باعتقال الصحفي الموريتاني مولاي إبراهيم ولد مولاي أمحمد مدير صحيفة "البيان" الإلكترونية الذي نشر الخبر للتحقيق معه حول أسباب نشره للمقال للتحقيق معه، إلا أنها قررت بعد يومين إطلاق سراحه وإبلاغه بتسجيل الحضور بشكل يومي لدى الشرطة. ولم ينتهي تصرف السلطات الموريتانية عند هذا الحد بل قامت بطرد المستشار الأول بالسفارة الجزائرية بلقاسم الشرواطي بعد اتهامه بتوصيل معلومات كاذبة من أجل تعكير صفو العلاقات مع الجارة الرباط، والتدخل في الشأن المحلي، والخروج عن المألوف الدبلوماسي الذي يقتضي الالتزام بالحياد.

 

رد مماثل

 

لم يتأخر الرد الجزائري كثيرا بطرد المستشار الأمني لدى السفارة الموريتانية بالعاصمة الجزائر، وإن كان قد سبقته تصريحات وتلويح بالتصعيد والنظر في العلاقات مع نواكشوط وتم تمرير ذلك عن طريق عدد من وسائل الإعلام التلفزيونية والإلكترونية. لكن الجزائر بعد النظر في الموضوع كثيرا ردت بشكل مماثل وأعلنت طردها لمستشار السفارة الموريتانية وهو ما فهم منه نوع من الاحتجاج والرفض للاتهامات السابقة للدبلوماسي الجزائري من قبل موريتانيا.

مآلات الأزمة

 

ويرى المحلل السياسي محمد ولد البكاي أن طرد الدبلوماسي الجزائري يدخل ضمن مبدأ موريتانيا القاضي برفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، معتبرا أن تصرفات الدبلوماسي الجزائري كانت كفيلة بطرد أي ممثل آخر من أي بلد له تواجد دبلوماسي في نواكشوط.

وبرر ولد البكاي في تصريح لمصر العربية حديثه بأن موريتانيا سبق وأن طردت صحفيا مغربيا من أراضيها بتهمة التجسس، وربط علاقة ببعض الصحفيين الموريتانيين من أجل نشر أخبار مسيئة لعلاقاتها الخارجية.

واعتبر مختار ولد سيداتي أن تبادل طرد الدبلوماسيين بين الجزائر وموريتانيا قد لا يتسبب في تصدع العلاقات بين البلدين ما لم تبادر الجزائر بالتحرك نحو تأزمها، لأن نواكشوط قامت بفعل تميله الظروف وتؤكده الأعراف الدبلوماسية.

وقال ولد سيداتي لمصر العربية إن موريتانيا لا تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية وهي من ترسم سياساتها بنفسها، وعلى الجزائر أن تحترم لنواكشوط موقفها المحايد من القضية الصحراوية ومحافظتها على علاقات ممتازة بالمغرب والجزائر على حد سواء.

وخلص ولد سيداتي بالقول إن التنافس المغربي الجزائري على القضية الصحراوية هو أمر لا يهم موريتانيا في شيء، وإن ما يهمها وتركز عليه هو التعاون والتنسيق الأخوي مع جيرانها والعمل على الرفع من التبادل التجاري ومحاربة الإرهاب.

وكانت بداية الأزمة حينما قررت السلطات الموريتانية طردت المستشار الأول بالسفارة الجزائرية في نواكشوط بلقاسم الشرواطي بعد اتهامه بالوقوف وراء مقال نشر في إحدى الصحف الإلكترونية الموريتانية، يسيء إلى علاقات موريتانيا الخارجية، وتحديدا مع المغرب.

وقالت السلطات الموريتانية في حينها إن الشرواطي يقف وراء مقال نشر في موقع موريتاني "يسعى للنيل من علاقات موريتانيا الخارجية، ويشكل تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد، كما أنه يتنافى مع الوضع الدبلوماسي لهذا الشخص".

وكان موقع "البيان" الإلكتروني الموريتاني قد نشر خبرا عن شكوى مزعومة تقدمت بها موريتانيا إلى الأمم المتحدة تتهم فيها المغرب بـ"إغراق حدودها الشمالية بمخدرات الحشيش".

وسارعت السلطات الموريتانية إلى نفي الخبر نفيا قاطعا واعتبرت نشره "محاولة لزعزعة علاقاتها بالرباط". وأعلنت السلطات براءة موريتانيا من مضمون الخبر الذي نشرته الصحيفة الجزائرية جملة وتفصيلا.

 

نقلا عن موقع مصر العربية