مدير ديوان الوزير الأول في مقابلة عن مشواره السياسي
الثلاثاء, 25 نوفمبر 2014 17:46

 عالي ولد عيسى المدير السابق لديوان الوزير الأول ورئيس جماعة الإصلاح والتجديد بمال عالي ولد عيسى المدير السابق لديوان الوزير الأول ورئيس جماعة الإصلاح والتجديد بمال تحدث المدير السابق لديوان الوزير الأول ورئيس جماعة الإصلاح والتجديد بمركز مال الإداري عالي ولد عيسى عن مشواره السياسي .

وتطرق ولد عيسى في مقابلة مع مدونة ألاك كوم لتجربته المهنية ؛ ورأيه حول الساحة السياسية في البلاد .

نص المقابلة :

س: حبذا لو عرفتم القارئ عليكم من خلال تقديم سريع لسيرتكم الذاتية – دراستكم وتجربتكم المهنية والوظيفية ومشواركم السياسي...

ج: يطيب لي في مستهل هذه المقابلة أن أشكركم عليها وأن أنبه إلي أن المدونة هي من اتصل بجماعة الإصلاح والتجديد لطلب تنظيمها.

وردا علي سؤالكم، لقد تلقيت ككل الموريتانيين تعليما محظريا، ثم تعليما نظاميا بمونكل وكيهيدي، ثم المغرب للمرحلة الجامعية وعدت لأعمل في مجال التنمية القاعدية (المنظمات غير الحكومية)، حيث تقلدت فيها مناصب مهمة من أهمها:

رئيس مشروع، في عدة مجالات تنموية، من 1995 لغاية 2004 ثم مديرا لمنظمة (AEDM) وهو المنصب الذي شغلته حتى عينت مديرا لديوان الوزير الأول.

وموازاة مع عملي في المنظمات غير الحكومية، اشتغلت كخبير باحث وأعددت وفقا لذلك عدة دراسات لمنظمات غير حكومية دولية ووكالات الأمم المتحدة في موريتانيا وحظيت بالعديد من التكوينات المهمة حول إعداد وإدارة وتقييم المشاريع وتسيير المصادر البشرية وكانت علاقاتي جيدة في هذا الوسط، وهو ما يفسر انتخابي سنة 2007 عضوا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حيث كنت مقررا بها.

وفيما يخص مشواري السياسي فهو متواضع للغاية، وقد بدأ سنة 2000 لرفض واقع ينفي الآخر ويختزل بلديتنا -والتي أفخر بانتمائي إليها- في رأي واحد، فقررت أن أبذل ما في وسعي خدمة لهذه البلدية ورأيت أن السبيل الأنجع لذلك هو التنوير عبر ممارسة السياسية لصنع التغيير وإشعار كل فرد فيها أن له دورا يجب أن يلعبه وأن التغيير يخلق بالإرادة والعزيمة وما ضاع حق وراءه طالب.

فكنت أول من اتصل بالعمدة، الذي انتخب فيما بعد أي سنة 2001، لأعرض عليه فكرة الترشح سبيلا لتغيير واقع لم يعد السكوت عليه ممكنا -حصل التغيير- وكنت نائبا للعمدة..

لقد حصل التغيير المذكور بفضل تضافر جهود شخصيات وازنة وتحالف مجموعات كبيرة وتشكل ما سمي "بالحلف"، وجاءت التسمية من كونه تحالف ضم عدة مجموعات قبلية كبيرة و شخصيات وازنة. ومع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية سنة 2003 حاد الفريق عن الخط الذي تم التوافق عليه فدب الخلاف بيننا، حاولت خلال هذه الفترة تشكيل حلف سياسي من الشباب لنتميز عن القطبين المسيطرين علي المشهد السياسي، لكن المحاولة لم توفق فقررت المغامرة وترشحت من خلال حزب حاتم وأحدثت مع آخرين التغيير وكنت ثانية نائبا للعمدة.

س 1-: بدأتم حياتكم السياسية في حلف أهل أحمد الهادي وسيدي أعمر قبل أن تخرجوا من الحلف في انتخابات 2006 وتترشحون باسم حزب "حاتم" وحصلتم ساعتها على مستشار بلدي واحد ثم عاودتم الكرة في انتخابات 2013 ورشحتم غيركم وفاز بعمدة البلدية ماهي أسباب هذه النقلة النوعية برأيكم؟

ج: كان من الأجدر بكم التحري والاستقصاء لمعرفة التاريخ السياسي للبلدية قبل الجزم بأمور لا أصل لها علي الإطلاق لم أكن يوما ضمن حلف يتسمي باسم شخص وما كان لي ذلك، "أنا" وأعوذ بالله من كلمة "أنا" كنت من بين الشخصيات المؤسسة لما سمي بالحلف ولم يكن حلفا لأحد وكانت معي شخصيات عديدة أذكر منها علي سبيل المثال: العمدة الحالي لبلدية مال السيد عبد الرحمن ولد الرݤاد، العمدة السابق للبلدية السيد أحمد ولد البيب وغيرهم كثيرون وقد غادروا جميعهم هذا الحلف.

بل إن من تذكرون أسماءهم لم يكنوا موجودين في البلدية وقتها، و عند ما حاد الحلف عن الخط الذي رسم له قررت مغادرته غير آبه بما سيحصل ودفعت مقابل ذلك ثمنا غاليا ولم أأسف علي ما حصل لأن قناعتي أهم عندي من كل ذلك.

إن أسباب هذه النقلة متعددة ولعل أبرزها يتلخص في العوامل التالية:

* سعيي الدؤوب منذ سنة 2000 تاريخ بداية مشواري السياسي و إيماني العميق بضرورة إحداث تغيير جذري في آليات العمل السياسي في البلدية

* التعاطي مع العمل السياسي بروح جديدة لا تقوم علي اختزال الجماعة السياسية في شخص واحد هو القائد الملهم والسياسي المحنك.

* العمل علي إشراك الجميع في العملية السياسية، فمرشح البلدية لم يكن من محيطي الضيق ولم يكن لهذا الأخير نصيب الأسد من المستشارين، مع أن مجموعتي الضيقة أكثر من صوت للعمدة وهذه ظاهرة جديدة.

* علاقة القرب والصدق مع كل التجمعات السكانية والعمل علي حل المشاكل التنموية لهذه التجمعات حتى وإن كانت محسوبة سياسيا علي خصومنا.

* الإحجام عن مضايقة المجوعات التي اختارت دعم الفاعلين السياسيين المناوئين لجماعة الإصلاح والتجديد

* تقديم خطاب سياسي جديد يأخذ بعين الاعتبار هموم المواطنين ويلامس انشغالاتهم اليومية.

س 2-: بلديتكم كانت من أكثر البلديات تنافسا واستقطابا خلال الحملة الأخيرة واتهمكم خصومكم أكثر من مرة باستغلال المال العام دون أن نرى منكم ردا على تلك الاتهامات فهل استغلال المال العام هو السبب فعلا في هذه النقلة علما بأن جماعتكم (الإصلاح والتجديد) تحدثت في رسالة نشرناها سابقا عن تكاليف مادية معتبرة دفعتموها مقابل نقل الناخبين وتأجير السيارات والإنفاق على المكاتب؟

ج: الرسالة التي تحدثتم عنها تخص الانتخابات الرئاسية وليست البلدية والنيابية، وهي رد علي خبر عار عن الصحة نشر في مدونتكم الكريمة وتحدث عن مقاطعتنا للانتخابات الرئاسية، فأردنا من خلال الرسالة المذكورة تصحيح معلوماتكم المغلوطة. وعلي العموم، فخصومنا السياسيين، بمن فيهم مدير حملة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، اتهمونا بتشييد سدود وحظائر حيوانات وتوزيع آلاف أمتار السياج وعشرات أطنان القمح.

إن ردنا عليهم بسيط،: الدعاوي، كما قال الإمام الشافعي رحمه الله، ما لم تقم عليها بيّنات أبناؤها أدعياء. المال العام إذا لم يكن بأيدي خصومنا فأين تراه يكون؟ أنا لست مديرا لشركة عملاقة ولا وجيها تقليديا عاش في كنف الأنظمة السابقة ولم أسير قط ميزانية للدولة، فأين يا تري مصدر المال العام؟

الهزيمة لا بد لها من تبرير ونحن نتفهم الظروف النفسية للطرف الآخر والتي دفعته لنعتنا بكل الأوصاف، فقد هزم رغم ما لقي من دعم و لم يشفع له ذلك الدعم لدي الناخب الذي خبره ولم يعد يثق فيه.

س 3 ما هي المآخذ التي دفعتكم إلى اتخاذ قرار بمغادرة حلف سيد أعمر وأهل أحمد الهادي؟

ج 3 : أنا لم أكن في حلف لأحد لأغادره وقد أجبت بما فيه الكفاية عن هذا السؤال من قبل.

س4- : البعض يقول إنكم تستمدون قوتكم من الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد الأغظف وأنكم تمسكتم بمنصبكم طيلة السنوات التي قضاها في الوزارة ثم غادرتم المنصب بمجرد أن غاب الرجل ويرى هذا دليلا ملموسا على تلك الفرضية فما هو تعليقكم؟

ج 4: أولا القوة لله وحده وثانيا أنا أتشرف بعلاقتي بهذا الرجل.

س 5 – : ما هو سر علاقتكم بالوزير الأول السابق مولاي ولد محمد الاغظف؟

ج : يمكن تلخيص سر هذه العلاقة في ثلاثة عناصر هي: الإخلاص والثقة المتبادلة والاحترام العميق، لقد عبر كثيرون عن احترامهم لهذا الرجل وقت مغادرته للوزارة الأولي وهم لا يعرفون حتما جميع خصاله وأخلاقه الفاضلة، فكيف بي أنا الذي خبرته لما يقارب العشرين سنة وكنت معاونه الأول في الوزارة الأولي مدة ست سنوات متتالية كان خلالها بالنسبة لي بمثابة الأخ الأكبر.

س 6 : برزتم في الانتخابات الأخيرة كأحد أهم قادة حلف المغاضبين الذي نازل الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية والتشريعية هل كان تحالفكم مع قادة الحلف تحالفا استيراتيجيا أم مجرد خيار عابر فرضته إكراهات اللحظة؟

ج 6 : أنا لم أكن ضمن حلف المغاضبين إن كان هنالك من حلف للمغاضبين، لأن الحلف يقتضي التفاهم علي أساسيات العمل المشترك وهذا لم يحدث علي الإطلاق -جماعة الإصلاح والتجديد تصرفت وفق مصلحتها الآنية وترشحت لتثبت مكانتها السياسية. كل ما حصل من وجهة نظري هو أن بعثة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ارتكبت أخطاء كانت لها تداعيات سياسية علي مستوي الجماعات الحزبية في هذه المقاطعة، وهذا الأمر حصل في مقاطعات عديدة وكانت له نفس النتيجة، ولعلمكم الشخصي فقد بذلت كل ما في وسعي من أجل تماسك قواعد الحزب ولا أزال أبذل نفس الجهد لقناعتي بهذا الحزب.

س 7- : مدير حملة الرئيس محمد المختار ولد إياهي تجاهلكم في تقريره الذي سربه الإعلام وقزم جماعتكم في التقرير الذي أرسله إلى قيادة الحزب يصنف فيه التحالفات السياسية إبان مرحلة اختيار المرشحين، هل ترون أن ثمة جهة سياسية محلية تقف خلف هذا وإذا كان الجواب نعم فما هي تلك الجهة؟

ج 7: أعتقد أن جواب السؤال السابق تضمن ردا علي سؤالكم وإن كنت أري أن السؤال يجب أن يوجه لمحمد المختار ولد اياهي، فهو أدري بالجواب منا، والحمد لله أن نتائج الانتخابات أثبتت عكس ما ذكر التقرير.

س 8- :ترشحتم في انتخابات 2006 باسم حزب حاتم وترشحتم في انتخابات 2013 باسم حزب الوحدة والتنمية هل مازلتم متمسكين بالأخير علما بأنه حزب من أحزاب الأغلبية الداعمة للرئيس؟

ج 8: لعلمكم أنا لم أترشح في هذا الحزب الأخير لأتمسك به أو أتخلي عنه، فالذي ترشح هو عمدة مال الحالي -جماعة الإصلاح والتجديد قالت في نشاطها الأخير والمنظم في مال، بمناسبة انضمام ثلاث جماعات سياسية جديدة من قرية الجديدة وبورات، إنها لم تنسحب من حزب الإتحاد من أجل الجمهورية وأن ما أقدمت عليه كان ردة فعل علي الضيم الذي تعرضت له وهي باقية في هذا الأخير وجماعة الإصلاح والتجديد هي صاحبة القرار الأخير والنهائي.

س 9- : من هي الجماعة السياسية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأكثر قربا منكم؟

ج9 : نحن علي مسافة واحدة من الجميع ونكن الاحترام والتقدير للجميع وحسبنا أن ننجح في تجاوز أخطاء الماضي وأن يقبل الجميع بالتعايش واحترام الآخر وتطبيق قواعد العمل السياسي النزيه.

س 10– : وعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتحويل مركز مال إلى مقاطعة في العام 2009 ولم يف بوعده وسبق لأنظمة سابقة أن قدمت نفس الوعد وأخلفت كلها كيف تفسرون الأمر؟

ج 10: لا علم لي علي الإطلاق بهذا الوعد وعلي العموم، فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو أول رئيس موريتاني تجشم مشقة السفر ليطلع علي أحوال المواطنين القاطنين بين مونڮل ومال وهو من أمر بتشييد الطريق المعبد الرابط بين الصواطة وشكار، في حين كان أقصي حلم الساكنة بناء جسر علي "وادي كتي" لفك العزلة عن البلدية.

وتم كذلك بناء المرافق العمومية في تجمع بورات ويتم جلب المياه الصالحة للشرب لمدينة مال وساكنة امبرمص من "ولد بوكصيص" ولباقي البلدية من "فم لكليتة" في إطار مشروع آفطوط الشرقي وتم إنجاز مشاريع أخري كثيرة، إذن ما أعرفه هو أن بلدية مال كغيرها من مناطق آفطوط الواقعة في مثلث الأمل صنفت كأفقر منطقة في البلد وأن النظام الحالي أعطاها عناية خاصة سيكون لها بالغ الأثر الإيجابي علي حياة المواطنين اليومية، فله الشكر باسم مناضلي جماعة الإصلاح والتجديد علي ما أنجز لصالح ساكنة مال ولجميع ساكني مثلث الأمل وفي ما يخص قضية المقاطعة فهي مطلب جماهيري تمليه عوامل عديدة، و نحن نري أن حل المشاكل التنموية في مركز مال الإداري يبقي مرهونا بتحقيق هذا المطلب.

س 11 – مركز مال شهد خلال الفترة الماضية حراكا احتجاجيا وقطع عشرات الشبان فيه طريق أكثر من عضو في الحكومة وقالوا إن تهميش المنطقة هو ما دفعهم لذلك هل ترون أن المدينة مهمشة فعلا أم أن الحراك الشبابي له أجندات أخرى؟

ج 11: السؤال يجب أن يوجه لأهل المدينة عموما أو للشباب خصوصا.

س 12- كيف قرأتم إعفاءكم من منصبكم دون أن تسند لكم مهمة جيدة؟

ج 12 ع و ع: أولا أنا لم يتم إعفائي وإنما تم الاستغناء عن خدماتي، وعلي العموم فأنا موظف للدولة والأخيرة حرة في إسناد وظائفها لمن تشاء ولها كامل السلطة التقديرية في ذلك.

س: سنذكر لكم بعض الأسماء السياسية المعروفة في المقاطعة وحبذا لو علقتم عليها بجملة واحدة؟ - اتحادي الحزب محمد ولد اجهلول؟

- رئيس قسم المقاطعة المصطفى ولد أوداعه؟ - النائب الأسبق الحسين ولد أحمد الهادي؟ - سيدآمين ولد أحمد شلا؟ - الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ عبد الله؟

ج، / عفوا أنا لست مستعدا لمحاكمة الأشخاص ولا الغوص في أعراض الناس لا إيجابا ولا سلبا، طوبي لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس (تجاوزا هذه النقطة).

س: هل من كلمة أخيرة؟

ج ع وع: يطيب لي باسم جماعة الإصلاح والتجديد أن أشكر لكم اهتمامكم بجميع قضايا المقاطعة وبجماعة الإصلاح والتجديد والذي تجسد في مبادرتكم لتنظيم هذه المقابلة، و نحن نرجو أن تساعد الرأي العام في مقاطعة ألاك وعلي عموم التراب الوطني، في فهم الواقع السياسي لبلدية مال. شكرا لكم مجددا