منسق حراك لمعلمين نجحنا في فضح حقد وتآمر المجتمع علي أبناء شريحتنا
الاثنين, 13 أكتوبر 2014 15:12

احمودي ولد الصديق منسق حراك لمعلمييناحمودي ولد الصديق منسق حراك لمعلميينقال منسق حراك ما بات يعرف بحراك :لمعلمين" احمودي ولد الصديق، إن من بين الأهداف التي رسموها لمسيرتهم النضالية هو إزالة العقدة التي صاحبت أفراد شريحة الصناع التقليديين في موريتانيا وفضح حقد وتآمر المجتمع علي أبناء تلك الشريحة، مبينا بأنهم نجحوا في ذلك إلى حد كبير..

وأضاف ولد الصديق في مقابلة مع "السفير" أن حراك لمعلمين هو حراك اجتماعي حقوقي يسعى القائمون عليه إلى رفع الظلم والإقصاء عن شريحة مهمة من هذا المجتمع عانت التهميش والنظرة الدونية لعقود، عن طريق النضال بالطرق السلمية المتاحة.

ودعا المنسق إلى ضرورة وعي نخب المجتمع بمطالبهم المشروعة والمساهمة الفاعلة في تغيير العقليات بغية الوصول إلي ثقافة المعايشة السلمية والمساواة والاحترام المتبادل بين كافة مكونات المجتمع..

موضحا أن مطالبهم أعمق من أن يتسنى حلها بين عشية وضحاها إن لم تجد دفعا قويا من طرف السلطات وتفهما كبيرا من قبل المجتمع، مشيرا في ذات الوقت إلى أن أيًا من مطالب الحراك لم تتحقق لحد الساعة، بحسب تعبيره.

وهذا نص المقابلة:

 

س: بوصفكم منسقا عاما لما بات يعرف بحراك لمعلمين؛ هل لكم أن تعرفوا الرأي العام على طبيعة نشاطكم وما هي أهدافه؟

ج: بادئ ذي بدء اشكر موقع  السفير المحترم علي اهتمامه المشهود بقضايا المواطن عامة وخاصة الشرائح المهمشة .

 

أما ما يتعلق بسؤالكم عن الحراك؛ فحراك لمعلمين حراك اجتماعي حقوقي يهدف إلي إنصاف شريحة مهمة عانت من الدونية لعقود والمطالبة بحقوقها والسعي إلى رفع الظلم والتهميش و الإقصاء الممارس عليها بالطرق السلمية المتاحة والنضال السلمي المتحضر الذي يضمن الحق لصاحبه ويحترم رأي الأخر فإننا نعتقد في حراكنا بأنه أمر يستحق الإشادة.

س: يتحدث البعض عَنْ أن حراك لمعلمين بعد مرور اكثر من سنتين على ظهوره لم يستطع لحد الساعة أن يكون إطارا جامعا رغم مطالبكم التي تصفونها بـ"العادلة" بإنصاف الشريحة التي تنحدرون منها، بل كثرت المبادرات والجمعيات وتفرق القوم كما يقولون؛ هل أنتم حقا غير قادرون على توحيد جهودكم، وما هي الأسباب؟

ج: للتصحيح الإرهاصات الفعلية لحراك لمعلمين بدأت منذ أكثر من خمس سنوات عندما ظهرت حركة "ﻻ لتهميش لمعلمين" سنة 2009 التي أسمعت صوتنا ولم تكن تسعى لتأسيس إطار موحد بقدر ما كانت تهدف إلى إزالة العقدة التي صاحبت ( لمعلم ) وتفضح زيف وحقد وتآمر المجتمع علي أبناء هذه الشريحة المسالمة الطيبة ونجحت في ذلك حد كبير ..

 

صحيح أن مطالبنا عادلة وان نضالنا سلمي، اﻻ أن طبيعة البشر ليست بالضرورة متأقلمة مع بعضها البعض؛ من هنا كان اختلاف الطرق وتفاوت الرؤى سببا في تعدد التوجهات وهذه ظاهرة صحية ومؤشرا ايجابيا بالنسبة لنا.

 

أما جهودنا فهي موحدة دائما مثل أهدافنا وغاياتنا ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال أنشطتنا التي نقوم بها دائما فهي منسقة مع الجميع والكل ممثل فيها.

 

س: كانت انطلاقة "الحراك" مع مجموعة من أُطر الشريحة يقال بأنها محسوبة على حزب تواصل الاسلامي أي أن الحراك كان مسيسا بأمتياز، ثم خرج من رحمه مغاضبون لوحظ قربهم من النظام الحالي حتى انهم تلقوا دعوة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز، هل هذا صحيح وإن كان الجواب بنعم ماذا دار بين ناشطيهم وفخامة الرئيس؟

ج: هنا انتهز الفرصة لأبين للرأي العام أن المجموعة التي ظهرت باسم الحراك لم تكن ولن تكون واجهة لحزب تواصل وﻻ أي حزب آخر والدليل على ذلك أني كنت شخصيا منسقها وأحد النشطاء الفاعلين فيه ولم تكن تربطني أية علاقة بتواصل والحال ذاته مع الآخرين.

 

أما ما يخص تسيًيس الحراك فأنبه إلى مسالة ضرورية يتفق عليها كل المناضلون "ما يجمعنا هو الحقوق وما يفرقنا هي القبيلة والسياسة".. نحن متفقون في منسقية حراك لمعلمين وفي كل المنظمات والمبادرات علي خطوطنا العريضة وأهدافنا النبيلة كما أشير في هذا الصدد وأفند قصة "المغاضبين" التي تحدثتم عنها والحراك كمنظمة لم ينسحب منه اﻻ شخصي ولأسباب يعرفها الجميع وليست مغاضبة وﻻ انحياز؛ ثم دخلت من الباب الواسع أي المنسقية العامة التي أصبحت فيما بعد منسقاً لها.

وفي ما يخص دعوة السيد الرئيس كانت قبل إعلان المنسقية وهى بالأساس وجهت إلي منظمة من منظمات الحراك العام ودار اللقاء بالطبع حول قضية لمعلمين أساسا.

س: حدث تحوُل في طريقة تعاطيكم مع قضية لمعلمين، بحيث كان الحراك يركز في خرجاته الإعلامية على الظُلم الذي مورس على أبناء شريحة لمعلمين؛ والتنديد بإقصائهم من المناصب السامية في الدولة، الى محاولة للفت الانتباه الى معاناة لمعلمين من خلال ندوات دينية وثقافية؛ وكأنكم أكتفيتم في نضالكم بتعيينات محدودة جعلتكم تبتعدون عن انتقاد السلطات والإلقاء باللائمة على المجتمع،.. هل يعني هذا أن نظام ولد عبد العزيز أنصف شريحة لمعلمين بما فيه الكفاية؟

 

ج: ما زلنا علي نفس الوتيرة النضالية التى بدأنا بها هذا العمل ولم يطرأ أي تحول علي نهجنا وﻻ طريقة تعاملنا لكن المراحل تختلف ومتطلبات اللحظة لها مواقفها. غير أن خطابنا يحمل أساساً رسالتين إحداهما إلى النظام بوصفه المسؤول الفعلي عن العدالة اﻻجتماعية وهموم المواطنين والقادر بقوة السلطة والقانون علي تطبيقها .

 

والثاني إلى نخبة المجتمع للمساهمة في تغيير العقليات والتأثير اﻻيجابي علي توجيه المجتمع لنصل إلي ثقافة المعايشة السلمية والمساواة والاحترام المتبادل.. مطالبنا أكثر وأعمق من أن يتسنى حلها بين عشية وضحاها، أما إنصافنا فلم يرى النور حتى الساعة ولم يتحقق أي من أهدافنا المعلنة.  

س: بعد تعيين سيدة من شريحة لمعلمين في منصب وزاري قيل أن المعنية حاولت احتواء حراككم، هل هذا صحيح؟ وما ذَا حدث في اللقاء الذي جمعكم بالسيدة الوزيرة؟

 

ج: السيدة الوزيرة طبعا من بنات هذه الشريحة المحترمة وهى شخص مميز اﻻ أنها جزء من النظام الذي ﻻيمكنه احتواء هذا الحراك حتى وان حاولت ، والدليل أن اللقاءات التي جمعتنا بالسيدة الوزيرة لم تكن موفقة كلها.

 

س: الرئيس في خطابه بمناسبة تنصيبهم لمأمورية ثانية أكد بأن الدولة لن تتساهل مع من يعزفون على الفئوية وتفكيك النسيج الاجتماعي، هل أنتم معنيون بهذا التهديد؟

 

ج: نحن لم نسمي أنفسنا ( لمعلمين ) والمجتمع هو من أطلق علينا هذه التسمية وكل ما في اﻻمر أننا اليوم تجاوزنا حاجز الصمت وطالبنا بحقوقنا عبر هذه التسمية وداخل هذا المجتمع ولن نتخلى عن ذلك اﻻ بتحقيق تلك المطالب، مع أننا ﻻ نعتبر أن ما ذهب إليه الرئيس في ما يخص الشرائح تهديدا لنا.

 

س: هل من سقف لمطالب شريحة لمعلمين يضع حدا لحراككم؟ ج: سقف مطالبنا هو المشاركة الفعلية في تسيير شؤون بلدنا وليس ذر الرماد في أعيننا كما هو متبع حاليا.