الدكتور نور الدين : اتخذنا قرار الإنشقاق بعدما انحرفت قيادة الفكر الجديد عن اهدافنا
الثلاثاء, 08 أبريل 2014 04:19

في الوسط رئيس تيار اعادة البناء محمد ولد محمديحي ولد المبارك وعن يمينه الدكتور نور الدينفي الوسط رئيس تيار اعادة البناء محمد ولد محمديحي ولد المبارك وعن يمينه الدكتور نور الدينتياراعادة البناء مجموعة شبابية من بينها مؤسسين لمابعرف بتيارالفكر الجديد الذي شهد موجة انسحابات ، وإسهاما منها في إطلاع الرأي العام الوطني على ما يجري داخل هذا الحزب ألتقى موقع "الغد" بالسيد الدكتور نور الدين ولد محمدو استاذ جامعي ورئيس سابق لرابطة الدكاترة العلميين عضو مؤسس في تيار الفكر الجديد والناطق الرسمي بإسم المجموعة المنشقة  والتي اطلقت علي نفسها  "تيار اعادة البناء" وأجرى معه الحوار التالي :

س : في البداية بودنا لو قدمتم لمحة عن مشروع "الفكر الجديد" وكيف نشأ ومن المؤسسون الحقيقيون ؟

ج: بعد تفكير عميق  و تمحيص لتاريخ و حاضر و مستقبل الجمهورية الإسلامية الموريتانية الحالية، تبين لنا من خلالهما ان أغلب مؤهلات قيامالدولة الموريتانية الحديثة يمكن عدّها ضمن المفقودة، و غالبية المتبقي منها في حالة يُرثى لها من الانحطاط المادي و المعنوي. لهذه الاسباب، قررت مجموعة من الأطر الموريتانيين –من أطباّء و دكاترة و باحثين أكاديميين و أساتذة و قانونيين وصحفيين و منتخبين و مهندسين، إلخ-  من غير الانتماءات المتواجدة في الساحةالسياسية، تشكيل نادي فكري يهتم بالشأن العام، أطلقت عليه اسم: نادي إعادة البناء. يخضع إطاره للأسس و المساطر الدستورية و القانونيةالمعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية. يعمل النادي بكل شفافية في إطار الشرعية القانونية و الدستورية، إذ تم ترخيصه من قبل وزارة الداخلية في إبريل من سنة 2011. ارتبط بعض مؤسسي هذا النادي بفكرة "تيار الفكر الجديد" الذي تحول لاحقاً إلى "مشروع الفكر الجديد"، لينسحبوا من هذا الاخير في أواسط 2013. و ربما تجدر الإشارة هنا ان لنادينا –و بعد ثلاث سنوات من التفكير و العمل  الجاد- فكرة إعادة بناء شاملة تطال التربية و التعليم و الصحة و النظام الاقتصادي و المنظومة الدفاعية و الدبلوماسية ...للبلاد، و ذلك ما نرجو أن يخرج البلاد من براثن التقهقر و الانتكاس بحول الله و قوته.

س: قررتم الانسحاب مؤخرا عن قيادة مشروع  "الفكر الجديد" متى راودتكم هذه الفكرة ؟ وهل لنا أن نعرف السبب؟

ج: لقد كان السيناتور محمد ولد غدة –رئيس مشروع الفكر الجديد- عضواً مؤسسا في نادينا قبل إنشاء "الفكر الجديد"، و قد شاركه أغلبنا في تأسيس و توطيد دعائم المشروع خلال فترات متلاحقة من نشأة التيار ثم تحوله إلى مشروع. لكن و بعد مضي فترة من الزمن، و خصوصا خلال إرهاصات الانتخابات التشريعية الماضية لعام 2013، تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن مشروع الفكر الجديد لم يعد ينحو منحى رسالتنا و لا يسلك سبيل فكرتنا.

عندها قررنا الانسحاب منه بكل هدوء، فلم نُعلنها للإعلام و لا في الساحةآنذاك خوفا على إخوتنا في المشروع من انعكاساته الانتخابية و هزات المرحلة حيث كان مشروع الفكر الجديد يخوض غمار تلك الانتخابات التشريعية، التي لم يخرج منها بشيء للأسف، و هو ما لم نتفاجأ به للأسباب المذكورة أعلاه.

س: سبق وان حدثت انشقاقات في المشروع، ماهي اسبابها ولماذا اخترتم البقاء في صف الرئيس "ولد غدة"؟

ج: في الواقع، حدثت تلك الانشقاقات التي تُشيرون إليها في المراحل الأولى لإنشاء ما كان يسمي ب"تيار الفكر الجديد" حين لم نكن موجودين في صفوفه، و بالتالي فإننا نتحفظ على الرد على هذا السؤال تجنباً للخوض في ما لم نشهد. و هنا تجدر الإشارة أننا لم نختر "البقاء" في صف أحد، بل اخترنا ببساطة "الانضمام" مؤازرة لقيادة مشروع الفكر الجديد الذي كان يرأسه زميلنا في نادي إعادة البناء آنذاك السيد محمد ولد غده.

س: قيل إن من بينكم مؤسسين لهذا المشروع، على أي أسس تم تأسيسه ولماذا لم تستعيضوا عنه بالانخراط في صفوف أحد الأحزاب الأخرى؟

ج: صحيح أن ما يُناهز العشرة من قياديي النادي كانوا مؤسسين و قياديين في مشروع الفكر الجديد.

و قد استجابوا لذلك بعد ما رأوا فيه أملا في نشر و تطبيق مبادئ النادي المبينة في الجواب على سؤالكم الأول. و بما اننا لم نكن نجد ضالتنا في المعارضة و لا في الموالاة، فإننا كنا نري في مشروع كهذا نُقلة نوعية جديدة و تحمساً شبابياً كبيراً يمكن أن يُشكل الأرضية الصالحة و النواة الصلبة البشرية لحمل و تطبيق نواتنا الصلبة الفكرية، التي أنتجتها عُصارة أفكار نادي إعادة البناء.

س:هل كان مشروع الفكر الجديد تيارا مؤسساتيا كما كنتم تطمحون أم كان تيارأشخاص كما هو الحال مع بعض الأحزاب السياسية ؟

ج: بكل صراحة، لم يكن التيار و لا المشروع بعده مؤسسة و لا مؤسساتياً. و لكننا كنا نلتمس العذر له و لأنفسنا بحجة المرحلية و قلة التجربة و غلبة العقليات السائدة، و لكن الأمد طال بنا و تبين أن العلة مستديمة، بل و متجذرة، فضقنا به ذرعاً و ذلك رغم المجهودات المضنية التي بذلها الكثير من أعضاء المشروع للتغلب على ذلك الخلل القاتل بمحاولة إرساء المؤسسية، لكن عقلية اللاَّمؤسسية كانت أقوى و أعم، فكانت المفاصلة، بعد صبر مرير و أمل مخلف.

س: لماذا اخترتم الانسحاب بدل الدعوة لإصلاح الخلل وتقويم المسار؟

ج: لم ننسحب إلاَّ بعد دعوات كثيرة و محاولات مضنية لتقويم المسار و إصلاح الخلل، كما أسلفنا في الجواب السالف.

س:بتم الآن خارج التيار علي الأقل من الناحية التنظيمية هل لنا أن نعرف وجهتكم القادمة؟

ج: الحقيقة أن وجهتنا الحقيقية هي "إعادة بناء" مشروع الدولة الموريتانية الحديثة. فأينما رأينا بارقة أمل لتحقيق ذلك المأرب، بل الحُلم الجميل، و العزيز على قلوبنا، نحونا نحوه و سلكنا سبيله.

و بما أننا لم نتخندق من قبل في المنظومة الثنائية التقليدية (موالاة و معارضة) فإننا لا نجد حرجا في الحوار و تبادل الأفكار و المقاربات، و لم لا: الانضمام لفريق نرى فيه القوامة و الإصلاح و لو مرحلياًّ.

و هنا لن نخفيكم أننا، خلال الأسابيع الماضية، لم نجد غضاضة في التفاوض للانضمام لأحد حزبين من أحزاب الأغلبية الحالية، في نفس الوقت الذي كنا نتباحث و نتدارس فيه مع بعض الشخصيات المهمة–شابة و غير شابة- من شتى أنواع المعارضة (منسقية كانت أم مُعاهدة).

س: في رأيكم لماذا تتعاظم ظاهرة الترحال السياسي؟ وهل العيب في السياسيين أم الأحزاب؟

ج: قد لا يتأتى جواب علىمثل هذا السؤال إلاّ في كتاب و تأليف. و لكن و بإيجاز شديد، يمكن القول أن انعدام منظومة مُثل عليا وطنية و غياب أي مدرسة للفكر السياسي و ضبابية الرؤية و الغياب التام لمفهوم المؤسسة في الأحزاب بل و في كيان الدولة من الأسباب التي جعلتنا ننتقل من بلاد السيبة "الجغرافية" إلى بلاد السيبة "السياسية"، و بالتالي فإن العيب هنا ليس في ما لا نعرف له تعريفاً دقيقاً في بلدنا: الحزب أو السياسي، و إنما في العوامل الكينونية الأصلية لمشروع الدولة التي ندعو للاعتراف أولاً بهشاشتها إن لم نقل بغيابها تمهيدا لعملية "إعادة البناء" الشاملة للجمهورية الإسلامية الثالثة.

س: البلد مقبل علي انتخابات رئاسية خلال اشهر قليلة هل لنا ان نعرف ملامح مرشحكم المفضل ؟

ملامح مرشحنا المفضل ستكون تابعة مباشرة لمدى تماشي برنامجه مع فكرة إعادة البناء التي نتشبث بها. و من هنا، فإننا و إياكم سنكون في الموعد إن شاء الله، في انتظار إطلالة ذلك المرشح المفضل.

و في الأخير و بسم جميع أعضاء "نادي إعادة البناء"، نتقدم لكم بالشكر الجزيل و لموقعكم (صحيفتكم) المحترم على الاهتمام.