بييجل ولد هميد يكشف المستور " مقابلة مثيرة"
السبت, 05 أبريل 2014 15:35

altبيجل ولد هميد أحد ألأوجه السياسية البارزة على المستوى الوطني بشكل عام  وفي مقاطعة كرمسين بشكل خاص التي على شاطئها وعلى طول خط النهر وعلى الضفتين التقط  أولى صور الحياة، كأحد الأبناء المرموقين لهميد الذي كان وجيها وزعيما قبليا، وعشائريا بين مجموعات أهل "كبلة ساحل".وبين الضفتين عاش بيجل بين ربا كرمسين وضفاف نهره،

وبين" اندر" وحواضره انتصفت فتوة الشاب الطويل جدا مثل بقية أفراد أسرته، والمعتز أيضا بأرضه وساكنته ومجده الذي قام منذ سنوات طويلة على استقلال ذاتي بفعل الثروة المعتبرة التي حققها ذوو الرجل من خلال الزراعة وتنمية المواشي وكذا الاتجار في السنغال.

 

ظل محتفظا بمنصب نائب المقاطعة في البرلمان، وفي كل حكومة منذ 1992 كان بيجل يترك  مقعده البرلماني لصالح خلفه، قبل أن ينتقل إلى منصب وزاري دار دائما بين وزير المالية أو الشؤون الاقتصادية بفعل تكوينه الاقتصادي ودوره الأساسي في قطاع الضرائب لسنوات طويلة، وعلاقته الوطيدة بالرئيس السابق معاوية ولد الطايع التي بدأت مع السنوات الأولى عندما كان ولد الطايع رفقة الجنرال المتقاعد مولاي ولد بوخريص لمفاوضة حركة الحر حول دورها في انتخابات اتحاد العمال الموريتانيين، حيث حصل ولدهميد على منصب نائب الأمين العام لذلك الاتحاد الذي تقاسمته الحركات السياسية حينئذ.

تحتل كرمسين جزء أساسيا من تفكير ولد هميد، فالأرض السمراء  التي نيطت بها عليه التمائم، وفيها سبح وغاص في أدغال النهر لا تزال بالغة التأثير في مواقف الرجل وقراراته، ولا يزال ولد هميد يستعد منذ ست سنوات لاستعادة كرمسين التى سقطت من يده 2006 عندما استطاع حزب تكتل القوى الديمقراطية حينها تسديد هزيمة ساحقة له.

موقع كرمسين التقى بالرئيس بيجل ولد هميد واجرى معه مقابلة شاملة تحدث فيها عن مواضع حساسة تتعلق بالسياسية المحلية الوطنية؛ فضلا عن نضاله مع حركة "الحر" وقضية المبلغ الذي اتهم باختلاسه وأرجعه لخازنة الدولة؛ ومواضع أخرى.

نص المقابلة:

كرمسين: انتخبتم مؤخرا عمدة لبلدية "انجاكو"؛ ما هي أولويات العمل البلدي - حاليا - لديكم؟

ولد هميد: بلدية انجاكو - كما تعلمون - لم أكن يوما من الأيام بعيدا عنها؛ فمنذ إنشاء البلديات عام 1992 لم ينتخب عمدة لها إلا وأنا من اقترحه؛ وهذا يعني أني اعرف مشاكل سكانها؛ بالنسبة لأولويات العمل عندنا حاليا هي الماء وقد بدأنا في إيجاد حل أولي له استفادت منه "انجاكو" و"برت" وستستفيد منه قريبا "الزيرة" و"بوحجرة" كما أن هناك تمديد آخر ستستفيد منه قرى "اميدينه" أما قرى "دار السلام" و"القاهرة" فسنوفر صهريج يوفر لهم الماء في انتظار أن نجد حلا نهائيا لمشكل الماء هناك؛ أيضا مشكل الكهرباء وهو مشكل حقيقي نرجوا أن نجد له حلا سريعا وهناك أيضا مشكل الطريق ونحن عاكفون عليه.

من أولوياتنا كذالك إنشاء ميناء للصيد التقليدي؛ فمدينة انجاكو مدينة مطلة على المحيط؛ والصيادون التقليديون يعتمون بشكل كبير على هذا المحيط؛ ويصطادون السمك بكميات كبيرة؛ لكن الكثير منه يموت بسبب عدم وجود مكيفات كبيرة؛ وما بقي منه ينقل عبر السيارات إلى مدينة "اندر" بالسنغال؛ وكذلك العاصمة انواكشوط؛ فإذا ما أنشأت الدولة ميناء تقليدي للصيادين وفرضت على الصياديين السنغاليين تفريغ حمولة بواخرهم في هذا الميناء فإن ذلك سيوفر الكثير من فرص عمل؛ كما سيجعل استفادة الصيادين من عملهم أكبر.

من برنامجنا كذالك؛ الاستفادة من القدرات السياحية التي تتمتع بها جزيرة "امبيوه" السياحية هذه الجزيرة مهمة من الناحية التاريخية والسياحية؛ فقد تغني بها الشعراء والأدباء؛ ولها خصائص كثيرة؛ منها أنها لم تدخلها سيارة قط؛ وهي جزيرة سياحية بامتياز؛ فنرجوا أن نحولها إلى قطب سياحي كبير في المنطقة فأنا سبق وأن ذهبت مع الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطائع في زيارة رسمية إلى الصين وذهبوا بنا إلى جزيرة هناك لم تدخلها السيارات قط؛ وهذا ما نريده نحن؛ أن تكون جزيرة سياحية مماثلة؛ هذا باختصار هو برنامجي منه ما هو اقتصادي ومنه ما هو سياحي.

كرمسين: لم تتطرقوا في عرضكم لبرنامجكم هذا؛ للزراعة والتنمية الحيوانية؟

ولد هميد: صحيح؛ الزراعة في تلك المنطقة ليست لها الأولية لأننا أصحاب تنمية وتعرفون الحساسية بين المنمي والمزارع كما أن كل أراضي البلدية الصالحة للزراعة أصبحت داخلة في حدود الحظيرة الوطنية لجاولينك؛ أما الجانب الآخر القريب من :بَارْيَلْ" فالنوع الذي يصلح له من الزراعة محدود؛ أما التنمية الحيوانية فهي مهمة خصوصا أن المنطقة تحتوي على كثير من الأبقار ولم تكن في السابق تحظي بأهمية كبيرة والموجود من الزراعة بشكل حقيقي هو الموجود في حدود بلدية كرمسين وهو ما تم البدء في استصلاح أراضيه قبل أيام.

كرمسين: على ذكر الأراضي المستصلحة قبل أيام؛ كان لديكم تحفظ على عمليات الحفر والإستصلاح التي يقام بها هذه الأيام في منطقة "لمصيدي" في حدود بلديتكم لماذا تراجعتم عن ذلك؟

ولد هميد: مازال لدي ذالك التحفظ وقد قلت أكثر من مرة أن ما يقام به ستكون له أضرار كبيرة على المنيمين في تلك المنطقة فهذه المنطقة تتقسم إلى جزأين: جزأ من مكان الحفر حتى 15 كلم في اتجاه الغرب؛ هذا مكان زراعي معروف؛ أما الجزء الثاني الممتد مع آفطوط الساحلي فهذا حفره له أضرار كبيرة على المنمين المتواجدين في آبار "اسمسيات" و"لبظي" خاصة أصحاب البقر المتواجدين بكثرة في تلك المنطقة؛ وبالتالي سيلحق الحفر بهم أضرارا كثيرة؛ مع أن تلك المنطقة أصلا لا تصلح للزراعة نتيجة للملوحة؛ وقد قلت لوزير التنمية الريفية أن من يريد أن يقيم مشروعا مثل هذا لا يكفيه فقط أن يقوم بالحفر وصب الماء فقط؛ بل لابد من وضع سطح اسمنتي داخل الحفر يعزل الماء عن الملوحة؛ فنحن لسنا مهندسين زراعيين؛ لكن المثل يقول "سال امجرب لا اتسال اطبيب".

وخلاصة القول أن الحفر سيتضرر منه المنمين ولن تنجح فيه الزراعة.

كرمسين: يقال أن بلدية "انجاكو" لا تستفيد من عائدات الضرائب التي ينبغي أن تأخذها عن الصيد في المياه التابعة لها؛ بل يقال أن كل هذه الضرائب تأخذها بلدية "نواذيبو" ما السبب في ذلك؟

ولد هميد: نعم؛ هذا من الأمور التي سوف أصححها وبعد خمسة أشهر قادمة -إن شاء الله- سنتمكن من حلها؛ أعرف أنه ينبغي أن تكون عائدات الضرائب كبيرة حتى من السيارات التي تحمل السمك إلى السنغال؛ لكن لن أتحدث عن ذلك الآن؛ أما بخصوص بلدية "انواذيبو" فلا علم لي بأنها تأخذ ضرائب على الصيادين في المياه الإقليمية التابعة لحدود بلديتنا.

كرمسين: على ذكر حدود البلدية؛ حدث هناك في الأيام الماضية نزاع بين بلدية "امبلل" وبلدية "انجاكو" على الأرض - التي أقيم فيها حفل انطلاق الاستصلاح الأرضي الأخير - يتعلق بتبعية هذه المنطقة لأي من البلديتين؛ وقد ظلت هذه المنطقة لفترة طويلة تابعة لبلدية "أمبلل" قبل أن يظهر هذا النزاع في المنطقة؛ وفي وقت قرر فيه ولد عبد العزيز زيارتها؛ وإطلاق مشروع زراعي عليها؛ نريد توضيحا حول القضية؟

ولد هميد: بلدية "انجاكو" لم تسكت يوما عن المنطقة؛ فالمرسوم المحدد لحدود كل بلدية واضح وقديم صدر 1987 وقد أوضح النقطة التي تبدأ منها بلدية "انجاكو" وتنتهي عندها بلدية "كرمسين"؛ أما بلدية "امبلل" فلا يمكن أن ترتبط بحدود ببلدية "انجاكو" إلا على المحيط شمالا؛ أما الجنوب فتحدها بلدية كرمسين؛ فهذا يفيد أن تلك المنطقة لا يمكن أن تكون إطلاقا تابعة لبلدية "امبلل".

كرمسين: طريق كرمسين تعهد بها الرئيس ولد عبد العزيز في حملته الانتخابية وقال أنها ستنجز خلال 12 شهرا؛ واليوم تمر السنة الخامسة ومازال الطريق لم ينته بعد ما هي الأسباب برأيكم؟

ولد هميد: الأسباب عليكم أن تسألوا عنها الشركة التي تقوم بالأشغال؛ فكما تعملون؛ الرئيس لم يستشرني في الطريق بل كنت ضدها في شكلها الآن؛ عندما تعهد بها؛ ولو استشارني فيها لسلكت غير مسارها الحالي؛ لأن قرى كثيرة كان يبغي أن تستفيد من هذه الطريق؛ لم تستفد منها مثل "دار السلام" و"انخيله" وقد سمعت أن الشركة التي كانت تشرف على تنفيذها تغيرت؛ ومن الممكن أن تكون الشركة اختلست الميزانية المخصصة للطريق؛ قبل أن تغادر؛ وعليكم انتم كصحفيين أن تبحثوا عن السبب.

يقول البعض أن خطابكم الأخير أمام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ليس خطابا معارضا وأنكم امتدحتموه في الخطاب؟

ولد هميد: لم أمتدحه أبدا؛

كرمسين: ألم تمدحوه بقولكم إنه يعطي عناية خاصة للفقراء؟

ولد هميد: لم أذكر الفقراء وإنما قلت المحتاجين.

كرمسين: وكنتم تتحفظون على عملية الاستصلاح الأرضي التي أطلقها الرئيس ومع ذلك ثمنتموها في خطابكم بالمناسبة؟

ولد هميد: أنا لو تحفظت على شيء لابد وأن يحدث؛ وهم عندهم السلطة؛ ولو تحقق؛ وكان لصالح المواطنين والمزارعين؛ وأنا عمدة بلدية؛ والبلدية هي التي بدأت منها القضية؛ لا بد لي من مسايرة ذلك؛ وقلت بالفعل إنه إذا تمت بالشكل الذي أبنت؛ فإنها ستكون لصالح المواطنين؛ وستحقق الاكتفاء الذاتي للمقاطعة من الغذاء هذا ما قلته؛ لكني لم أشكره؛ فعلا رحبت به كرئيس؛ ونحن نعترف به كرئيس؛ رئيس لموريتانيا بأجمعها؛ ونحن موريتانيين؛ وأنا بالإضافة إلى ذلك عمدة بلدية انجاكو؛ عمدة كل سكان البلدية من معارضين وموالين والذين منهم من حزب الوئام والذين منهم من حزب آخر؛ ولا ينبغي لي إلا أن أتكلم باسم السكان؛ من ناحية أخرى على الموريتانيين أن يفهموا أن لمنصب العمدة جانب سياسي؛ كما أن له جانب إداري؛ ومن هذا المنطلق خاطبت الرئيس.

كركسين :أشيع مؤخرا أن صفقة انجاز المشروع الذي أطلق مؤخرا منحت لأجانب بطريقة مشبوهة؛ هل عندكم تفصيل عن ذلك؛ وهل تملكون وصاية أو رقابة على المشروع المذكور؟

ولد هميد: ليس عندي خبر عن ذلك؛ ولا عن المشروع بذاته؛ ولا نملك أي رقابة عليه؛ الأمر يتعلق بمشروع وطني يتبع للدولة؛ ولا يتبع للبلدية ولا لها أية صلة به؛ ونحن إذا صلح سنقول ذلك وإذا فشل سنقول أيضا أنه فشل وهكذا؛ ومع أننا نتفاءل خيرا إلا أننا نرى أن هناك جانبا يصعب عليه أن يصلح.

كرمسين: المشروع المذكور؛ ألا ينبغي أن يكون حملة الشهادات في مقاطعة كرمسين هم الأكثر استفادة منه؟

ولد هميد: هذا مهم ونسعى له؛ لكن علينا أولا نتساءل ما إذا كان حملة الشهادات نجحوا في إدارة وتسيير المشاريع الزراعية التي وزعت عليهم؛ وعن النتيجة التي تم توخيها من ذلك؛ وما أملكه من معلومات يؤكد العكس؛ وفعلا أنه في المقاطعة حملةُ شهادات؛ ولا بد أن يشركوا؛ بل أنه أسهل على حملة الشهادات في "كرمسين" و "روصو" و"اركيز" أن ينجحوا في الزراعة من آخرين لا يعرفون هذه الأرض ولا صلة لهم بها. لكن القضية أصبحت وطنية؛ وتم منح الأرض لمواطنين من مناطق مختلفة من الوطن؛ لكن الأولوية ينبغي أن تكون لسكان البلديات الثلاث في المقاطعة (كرمسين؛ وانجاكو؛ وأمبلل) وخاصة الضعفاء منهم؛ هذا ما ينبغي فهمه؛ وأقول لكم أنني أنا أيضا أملك بعضا منها؛ كنت قد امتنعت عن أخذه؛ لكن يبدو أنني سآخذه ما دام الأمر على ما هو عليه؛ مع أنني لم أطلبه ولم أرده.

كرمسين: يقال إن شركة SNATEتعبث في المقاطعة؛ فتحفر في أي مكان؛ وتشق طرقا رملية في أي مكان دون استشارة أصحاب الأرض وملاك المزارع؛ وبالتالي هي تفسد بذلك أراض استصلحها مزارعون بسطاء لصالحهم؟

لم أشعر بذلك؛ أعلم أن المكان الذي كنا فيه هو ملك لمزارع خصوصي؛ وأعلم أن مرة كانت الشركة تريد أن تمر من أرض لخصوصي وامتنع صاحبها فاضطرت للابتعاد عنها؛ كما أنها تراجعت عن شق طريق في أرض اعترض مالكها على ذلك؛ فالملك الخصوصي لمالكه وحده التصرف فيه؛ من جهة ثانية الأرض كلها للدولة؛ وإذا كان لابد لها من أخذها فهناك طرقا قانونية لأخذها؛ غير أنه ليس كل من أراد أن يفعل شيئا يفعله؛ ونحن لن نقبل بأي شيء من ذلك في حدود بلديتنا.

كرمسين: تتهم الحظيرة الوطنية لجاولينج بأنها ا تعود بأي نفع على البلدية؛ ما معنى ذلك؟

ولد هميد: الحظيرة ليس لها أي مردود على بلدية أنجاكو؛ هناك فندق "أمبلل" لكن ليس له هو الآخر أي مردود على البلدية؛ وكان ينبغي العكس؛ وهو أن تستفيد منه البلدية ومن الحظيرة بشكل عام؛ وسننظر في الأمر إن شاء الله.

كرمسين: انتم عمدة لبلدية انجاكو ونائبا في البرلمان ورئيس حزب سياسي كيف توفقون بين عملكم كنائب في البرلمان له أدوار رقابية على الحكومة وعمدة لبلدية حدودية؛ ورئيس حزب مهم في الساحة السياسية الوطنية؟

ولد هميد: هذا كله "إل نزلت البركه" أمر عادي؛ البلدية عندي فيها أربعة مساعدين؛ وقد عقدت اجتماعا بهم وأوكلت لكل منهم مهام محددة؛ وأصبح دوري فقط هو التنسيق؛ ولا يتحتم علي - بالضرورة - أن أكون حاضرا هناك بشكل دائم؛ وفيما يعني البرلمان هناك فريق برلماني تابع للحزب يقوم بما يلزم أن يقوم به الحزب من أدوار رقابية؛ وبالنسبة لي كرئيس للحزب فهناك هيئات الحزب أيضا تقوم بأدوارها كما ينبغي ومهمتي فقط هي التنسيق بينها؛ ومن الطبيعي جدا أن يكون رئيس الحزب عمدة؛ لكن الموريتانيين عندهم تصور هو أن رئيس الحزب لا ينبغي أن يشغل أي منصب إلا رئيس دولة وهذا تصور خاطئ تماما فإذا نظرنا إلى الغرب نجد أن كل الرؤساء فيه وصلوا للرئاسة بطريقة تدريجية مرورا بالعمدة والنائب؛ لأن السياسي لا بد له من قاعدة شعبية ينطلق منها؛ فهذه المرة ترشحت من "انجاكو" لأنها مسقط رأسي وفي المرة القادمة سأترشح لبلدية "كرمسين"؛ وفي المرة الأخرى سأترشح لبلدية "امبلل" إن قدر الله البقاء.

كرمسين: إذا تجاوزنا إلى السياسة ونبدؤها بـ"السياسة المحلية"؟

ولد هميد: هذا كله ليس فيه إلا ما هو من السياسة المحلية.

كرمسين: نقصد بذلك السياسة المتعلقة بمقاطعة كرمسين؟

ولد هميد: يضحك

كرمسين: يقول البعض أن سبب خسارتكم لنواب المقاطعة هو النتيجة التي حصلتم عليها عليها في "انجاكو" والتي جاءت دون التوقعات؛ في وقت كانت فيه نتيجة "أمبلل" التي تعدل البلديتين الأخريين لصالح حزب "الاتحاد"  وكسب بذلك النواب؛ كيف تردون؟

ولد هميد: بخصوص الكثافة السكانية لا أقول بأنها تعادلهم؛ الاثنتين؛ لكن قلي أن بلدية أمبلل على طريق معبد؛ يسهل النقل إليها؛ ولذلك ينقلون إليها الناس من انواكشوط وروصو ومن كل مكان آخر؛ من أجل تسجيلهم في مكاتب التصويت التابعة للبلدية؛ والدليل على ذلك أنه في الانتخابات الأخيرة سجلت 9 آلاف في جميع مكاتب البلدية بينما تم تسجيل 11 في انتخابات البلدية للعام 2006؛ وفي انجاكو وصل عدد المسجلين فيها في الانتخابات الأخيرة 5000 بينما لم يسجل فيها في العام 2006 إلا 4000 وهذا هو الطبيعي؛ أي أن أمبلل نقص عدد المسجلين فيه بينما زاد عدد المسجلين في انجاكو وهذا يدل على أن حالتها طبيعية.

فمن نظر إلى الكثافة السكانية سيتأكد له أن "أمبلل" لا يساوي البلديتين الأخريين؛ والحاصل أن هناك رجال أعمال يملكون أموالا كثيرة خصصوها لنقل الناس وتسجيلهم في مكاتب البلدية خاصة وأن النقل فيها متوفر على عكس بلدية انجاكو؛ وهذا مما لا ينبغي؛ ونحن على علم بما يحدث؛ وأفضل هنا أن تعاينوا لوائح انجاكو؛ وستجدوا أن جميع المسجلين فيها هم من مواليد "انجاكو" والذين تربوا فيها. مع ذلك كله؛ تلاحظون أنه في المرة الماضية فازوا علينا في "أمبلل" بفارق 1000 صوت وتزيد؛ أما في الانتخابات الأخيرة فالفارق بيننا لا يصل 400 صوت بالرغم من "التسجيل" وغيره. ومعنى ذلك أننا قادمون إليهم.

كرمسين: ما هو مرشح حزب الوئام للشيوخ عن دائرة كرمسين؛ وهل تحديده مرتبط بترشيحات الأحزاب الأخرى؟

ولد هميد: مرشح الحزب؛ أنتم تعرفونه؛ ويعرفه "الذيب أل تل ولاته" ولا رجعة فيه. كما أننا لن ننتظر ترشيحات الأحزاب الأخرى لنكشف عن مرشحنا؛ وحزب الاتحاد لا يعنينا من شيء؛ هم أقلية؛ والذي أمامهم فقط هو شراء الذمم (الأصوات) وتلك لا تجوز - ما تعرفون-

كرمسين: وإذا لجئوا لشراء الذمم؟؟

ولد هميد: سبق وأن كشفنا أمرهم؛ ولا نريد لهم أن يكرروا ذلك؛ لكن إذا عادوا لنفس الفعل؛ فسنعود نحن أيضا لكشفهم من جديد.

هل سنشهد تحالفات بينكم وحزب "تواصل" في انتخابات الشيوخ القادمة؟

ولد هميد: إن شاء الله سيكون هناك تحالف بيننا مع حزب "تواصل"؛ وما شاع مؤخرا من أن حزب "تواصل" ابرم اتفاقا مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية غير صحيح ولم توافق عليه قيادة الحزب؛ كان اتفاقا محليا بين بعض المجموعات ببلدية "امبلل" لكن الحزب رفضه وبالتالي نحن هم الأكثر من حيث عدد المستشارين في المقاطعة؛ وحزب الاتحاد أقلية.

كرمسين: في الفترة الأخيرة من زمن ولد الطائع شهد الحزب الجمهوري صراعا قويا بين بعض الأقطاب المحلية على مستوى مقاطعة وكنتم تقودون أحد هذه الاقطاب هلا حدثتمونا عن ذلك؟

ولد هميد: لن أتحدث عن الماضي؛ وأقول إنه عادي وطبيعي في الأحزاب الحاكمة أن تكون هناك أقطاب محلية تتصارع؛ وهذا موجود اليوم في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم؛ وذاك أمر انتهى وعلينا أن لا نعود إليه؛ المهم اليوم هو وجود حزب الوئام وقد حصل على بلديتين والبلدية الثالثة نشارك فيها بقوة وقد استطعنا أن نفوز على الحزب الحاكم وهذا مكسب لأن الحزب الحاكم يسانده الوالي والحاكم وصاحب الدرك والفوز عليه يعتبر نصرا كبيرا ولو لا ظلم اللجنة المستقلة للانتخابات لفزنا بنواب المقاطعة.

كرمسين: يقال إن تحولا كبيرا حدث في المقاطعة خلال عملية الاستقطاب التي سبقت الانتخابات الأخيرة؛ بموجبه تحول مناوءوكم في "كرمسين" إلى مساندين لكم؛ فيما أصبح الذين كانوا إلى جانبكم؛ أصبحوا ضدكم؛ كيف تنظرون إلى هذا التحول؟

ولد هميد: هذا شيء عادي في السياسية؛ أن يتحول الناس من اتجاه سياسي نحو آخر؛ لكن إذا نظرت إلى الذين غادرونا تجد أن الذين جاءونا أكثر منهم؛ وهذا دليل على أن المشروع الذي نحمله هو الأحسن؛ وهو أمر مفرح بالنسبة لي؛ فمشروع حزب الوئام اليوم تلتف حوله جل أهل مقاطعة كرمسين؛ ولو أن الأمور سارت بشكل طبيعي ولم تظلمنا لجنة الانتخابات لفزنا بنواب المقاطعة وبعمدة بلدية "امبلل" لكن -كما تعلمون- أمبلل بلدية قريبة وتم نقل الناس إليها من خارج المقاطعة لتسجلهم في مكاتب التصويت التابعة لها؛ وهذه المرة سجل فيها الكثير من سكان المذرذرة فقرية "لكراع لحمر" سجلت بكاملها في البلدية وهي تابعة لبلدية المذرذرة.

كرمسين: الكتلة السياسية التي التحقت بكم مؤخرا من بلدية "امبلل" وكانت في حزب "التكتل" الذي قاطع الانتخابات؛ حصلت بموجب الاتفاق الذي وقعته معكم؛ على نصيب سياسي وافر؛ يتمثل في ثلاثة مناصب انتخابية (عمدة؛ نائب؛ شيخ) كيف تفسرون ذلك؟

ولد هميد: نعم - كما تعملون - هذه الجماعة التي ذكرتم لها وزن كبير في بلدية "امبلل" ولا أحد يستطيع أن ينكر ذالك؛ ولذالك نحن أعطيناها ذلك النصيب فهي جماعة مهمة وتمثل جزءا كبيرا من أهل "امبلل".

كرمسين: ذكرت بعض وسائل الإعلام أنكم التقيتم بولد عبد العزيز؛ وحملكم رسالة لمنسقية المعارضة ما تفاصيل الأمر؟

ولد هميد: الخبر صحيح؛ فعلا التقيت بولد عبد العزيز وأخبرني أنه مستعد للحوار مع المعارضة في كل شيء باستثناء نقطتين هما تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة تحت أي اسم كان؛  ولم يحملني رسالة بذلك؛ فأنا لست رسولا لولد عبد العزيز ولا للمنسقية؛ فقط قال لي أنه يرغب في أن تعلم المعارضة بذلك؛ وذهبت أنا وعبد السلام ولد حرمة وجئنا إلى محمد ولد مولود لأنه هو الوحيد من جماعة المعارضة الذي نستطيع أن نتحدث معه؛ وأخبرناه بالموضوع ولسنا رسلا أبدا.

كرمسين: المؤتمرالتأسيسي لحزبكم قرر أن حزب "الوئام" حزب معارض؛ وفي نفس الوقت نجد أن البعض يشكك في معارضتكم ؛ ويصفها البعض الآخر بالمعارضة القريبة من النظام أو هي معارضة "ناصحة" كيف تسمونها أنتم؟

ولد هميد: نحن نصف معارضتنا بالمعارضة المسؤولة. تنقد الأخطاء وتثمن النجاحات؛ فولد عبد العزيز نحن نريد أن نكون في مكانه لكن بطريقة مسؤولة ومحترمة وهي الصناديق لا بالمسيرات؛ ودعوات الرحيل وأعمال الشغب.

كرمسين: البعض يصف "الوئام" بأنه نسخة طبق الأصل من الحزب الجمهوري خاصة وأن الأول احتفظ بجزء كبير من اسم الثاني؛ كما احتفظ أيضا - وهو الأهم - بعدد كبير من رموزه وقادته السياسيين؟

فعلا أخذ من اسمه الديمقراطي الاجتماعي لكن هذه الكلمات قل ما يوجد حزب ويحمل في اسمه جزء من هذه الكلمات.

كرمسين: يقال انه احتفظ بجزء من الاسم وبجزء أيضا من قادته؟

ولد هميد: هذا ليس صحيح؛ الذين كانوا في الحزب الجمهوري غالبيتهم اليوم في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية؛ الوزراء الأوائل في زمن ولد الطائع أين هم الآن؟ كلهم في "الاتحاد" وقائد الجيش حينها الآن مع السلطة؛ كل الذين كانوا مع معاوية أكثرهم اليوم في حزب السلطة؛ لكن صحيح أننا نحن كنا أكثر وفاءا له منهم.

كرمسين: استقطب منتدى المعارضة أحزابا وكتلا سياسية متعددة؛ وأخرى في المجتمع المدني كيف لم ينجح في ضم حزب الوئام؟

ولد هميد: منتدى المعارضة دعانا؛ لكننا امتنعنا عن الدخول فيه.

كرمسين: ما السبب؟

ولد هميد: السبب أن المنسقية امتنعت من المشاركة معنا في الحوار الوطني الذي شاركت فيه كتلة أحزاب المعاهدة؛ وكنا في قيادته؛ ولو أنهم دعونا للمنتدى حين كان يتم التحضير له وبناء تصوراته لاستجبنا لدعوتهم؛ لكنهم لم يدعوننا إلا بعد أن أصبح كل شيء جاهز؛ ونحن لا نشارك في شيء لم نشرك في بداياته.

هل تتوقعون أن تدخل السلطة في حوار مع منتدى المعارضة؟

نعم؛ ستدخل معهم في حوار؛ خلال الأيام القليلة المقبلة.

كرمسين: وهل تعتبرون نتائج هذا الحوار المرتقب نسفا للحوار الماضي الذي شاركتم فيه - حينها - مع السلطة؟

لا؛ نتائج الحوار مكسب تم الحصول عليه؛ ولا يمكن نسفه؛ للذين يريدون تحسينه أن يفعلوا؛ لكن لا يمكن نسفه أو المساس منه؛

كرمسين: لكنكم كتم تعتبرون أن أي حوار للسلطة مع منسقية المعارضة هو نسف للحوار الوطني الذي شاركتم فيه؟

هذا لم نقل بيه؛ ما قلناه هو أنه هناك نوعين من الحوار؛ حوار سياسي؛ وحوار وطني؛ وأنه لا تستطيع دولة أن تجري حوارا وطنيا مع مطلع كل أسبوع؛ لكن هناك ما نسميه الحوار السياسي بين الأحزاب هذا شيء ينبغي أن يدوم. وإذا وجد أن المعارضة باتت تقبل بهذا الحوار السياسي؛ مرحبا بها وأهلا؛ وإذا وجد أنها تريد تنظيم حوار وطني كالذي تم في العام 2011؛ فذلك لا أقبله؛ وقلت - حينها - أنني لن أقبل به قبل إجراء الانتخابات؛ حتى نجرب ما تم التوافق عليه؛ والآن جربنا تلك النتائج؛ وإذا فضلوا الجلوس من أجل النظر فيما هو صالح؛ فلا ضير في ذلك. والعمل السياسي - كما تعلمون - ليس تاما؛ ولا يمكن تصوره شكلا وفيا؛ ففي فرنسا وأمريكا المتقدمتين في العالم من حيث الديمقراطية؛ نجد أنهما في كل مرة يحالون تحسين ما توصلوا من آليات العمل الديمقراطي؛ وهناك من الميادين التي نتقدمهم - نحن في موريتانيا - فيها؛ فـ"النسبية" مثلا؛ أفضل تطبيقنا لها من تطبيق فرنسا لها؛ ومعروف أن النسبية أفضل في الديمقراطية من ما يسمى Système Majoritaire(نظام الأغلبية). مثلا في آمريكا يمكن أن يفوز رئيس دون أن تكون له أغلبية الأصوات؛ كذلك لو ترشحت أنا في كرمسين مع شخص آخر؛ وفاز علي بصوت واحد؛ سيأخذ الأصوات كلها؛ وهذا ما جعل كور – حينها – أكثر أصوات ب 200 ألف من منافسه بوش؛ ونحج بوش لأنه أخذ أصوات المناطق التي فاز فيها بشخصين أو ثلاثة؛ يحصل على أصواتهم جميعا؛ وهذا ليس ديمقراطي.

هذا هو الديمقراطية؛ معنى ذلك أنه في هذا الميدان نحن أفضل من آمريكا؛ وهناك الكثير من الأمور التي نحتاج إلى تحسينها؛ وكما قلت فرنسا نفس الشيء مع النسبية؛ وما نملك يحتاج على تحسين؛ والذي سيعمل على تحسينه هو نحن؛

من جهة ثانية أقول أنه إذا اعتمدت العدالة في النظام الديمقراطي؛ والشفافية في الانتخابات؛ وحصلت قناعة بذلك؛ لن تكون هناك أية ضجة؛ لكن إذا حصل عكس ذلك في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ فيحصل مثل ما حصل في "انواذيبو" وما حصل في "بوحديدة" النعمه فذاك سيقوض المسار الديمقراطي للبلد.

كرمسين: هل تم تطبيق نتائج الحوار الوطني الماضي الذي شاركتم فيه وغابت عنه أحزاب منسقية المعارضة؟

ولد هميد: نعم؛ تم تطبيق نتائج الحوار بسبة 100%؛ تم تجسيد نتائجه في قوانين أصدرتها الجمعية الوطنية وتمت المصادقة عليها؛ من قبيل تعديل الدستور؛ واستصدار 14 أمرا قانونيا و16 مرسوما؛ لكن المشكلة في تنفيذ هذه القوانين وحتى الآن ما زلنا ننتظر تطبيقها.

كرمسين: أعلنتم ترشحكم للانتخابات الرئاسية كما أعلن الناطق باسم مسعود ترشح ولد بلخير للانتخابات؛ هل هذا يعني انه لا مرشح موحد للمعاهدة في الانتخابات القادمة؟

ولد هميد: نحن أحزاب متعددة؛ ولكل حزب الحق في اختياراته فالمعاهدة شيء آخر؛ والوئام سيجتمع في الوقت المناسب ويقرر ما إذا كان سيترشح للانتخابات أو سيدعم مرشح؛ لكن أرى مبدئيا أن حزبا مثل الوئام هو الثالث على المستوى الوطني والثاني على مستوى المعارضة صوتت له 70 ألف في الانتخابات البلدية عليه؛ أن يترشح لكي يوسع قاعدته الشعبية أو يحافظ عليها -على الأقل- وأنا من الذين يرون أن فكرة المرشح الموحد ليست من مصلحة المعارضة بل عليها أن تدفع بعدة مرشحين؛ وفي النهاية إذا كان هناك شوط ثان تدعم المتأهل له من المعارضة.

كرمسين: ما هو تقييمكم للانتخابات الأخيرة وهل ساهمت في حل الأزمة السياسية القائمة؟

وولد هميد: الأزمة التي يُتحدث عنها ليست محل اتفاق؛ البعض يقول أننا نعيش أزمة سياسية؛ وبعض آخر يقول العكس؛  يجب أن نتفق هل حقا كنا نعيش أزمة سياسية؟

كرمسين: هل يمكن وصف الانتخابات الماضية بالمهزلة؟

ولد هميد: هذه الكلمة كان يقولها أهل "تواصل" ومع ذلك شاركوا في الانتخابات؛ ولا أرى أنها وصف في محله.

هل يمكن وصف النظام اليوم بأنه نظام عسكري؟

النظام اليوم يمكن أن يوصف بأنه نظام جمهوري؛ لكن العسكر مازالوا يتحكمون في اللعبة السياسية ويتدخلون فيها بشكل سافر؛ وهذا من الإشكاليات التي لا بد أن نجد لها حلا.

كرمسين: كنتم وفيا للرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وكنت أكثر وفاء للرئيس الأسبق معاوية ولد الطائع؛ ما الرابط بين الوفائين –إن صح التعبير-؟

ولد هميد: ذلك ناتج عن عملي مع الرجلين فقد؛ عملت معهما؛ وعرفتهما عن قرب؛ وكما ترون الآن مكتبي فيه صور الرئيسين؛ هذه صورة معاوية وهذه صورة ولد الشيخ عبد الله؛ فمعاوية بدأت العمل معه عند بداية المسلسل الديمقراطي وبعد مرور سنتين اختلفت معه وأزاحني من قيادة الحزب بسبب أني وصفت - في اجتماع آنذاك - المجتمعين حوله بالمنافقين؛ وبعد ذلك عرف أن ما قلته حينها كان حقا؛ فعندما وقع الانقلاب كل من كانوا وزراء - حينها - تنكروا له؛ ولم يحفظ له العهد إلا أنا؛ رغم أنني لم أكن حينها أعمل معه؛ فقد استدعاني قبل الانقلاب بفترة واسند لي مشروع تابع لوزارة الصحة رغم أني كنت وزيرا للصحة وقبلت بالأمر لأنه استدعاني هو شخصيا وكلفني بالأمر وبالتالي أنا اعترف له بأنه قدم الكثير لموريتانيا.

أما الرئيس سيد ولد الشيخ ولد عبد الله فقد كنت من الذين دعموه في الانتخابات الرئاسية وقد استدعاني هو أيضا وأسند لي الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية وقلت له حينها أنني لا أرغب فيها لأن بعد معاوية لا أرغب في المناصب الوزارية ولكن ألح علي وقبلت وعندما وقع عليه الانقلاب من طرف الرئيس ولد عبد العزيز رفضت ذالك الانقلاب وكنت أول من اتصل به ولد عبد العزيز وطلب مني الدعم؛ ورفضت ذلك ليس محبة في سيدي ولا كرها لولد عبد العزيز وإنما محبة لنفسي لأني لا يمكن أن أدعم شخصا اليوم وأعمل معه؛ وغدا أكون ضده وهذا قلته لـ أعل ولد محمد فال عندما استدعاني لأدعمه في انقلابه ضد معاوية قلت له أنني أنا وهو لا يمكننا أن نكون ضد معاوية لأننا عملنا معه عشرين سنة؛ وبالتالي انخرطت في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وواصلت النضال فيها حتى وقع اتفاق داكار وأجريت الانتخابات ونجح الرئيس الحالي.

كنتم أحد الدافعين الأساسيين لتوقيع اتفاق دكار، وفعلا تم توقيع الاتفاق. كيف كان الاتفاق؛ وهل كان لصالح المعارضة؛ أم لصالح النظام؟

كان في صالح الجميع؛ المعارضة في صالحها لأنها وقعت عليه وولد عبد العزيز كان في صالحه لأنه نجح؛ فالأطراف جميعا استفادت من الاتفاق؛ فولد عبد العزيز فرض عليه أن يستقيل من منصبه كجنرال والرئيس السابق عاد إلى منصبه واستقال منه.

كرمسين: رفضتم أن تدخلوا السجن بسبب مبلغ زهيد، ما السر في ذلك؟

ولد هميد: أهذا لأنكم لا تريدوا أن تتركوا شيئا إلا وسألتهم عنه؟ عموما - كما تعلمون - أنا قضيت فترة طويلة من مراقب دولة مالي إلى مفتش؛ وبالتالي أدرك أن مفتشية الدولة إذا قالت لشخص عليك أن تدفع كذا؛ فإنه عليك أن تدفعه وإلا ستتعرض للسجن؛ وبالتالي دفعت المبلغ حتى لا أتعرض للسجن؛ لكن أنا اعرف أني بريء من ذالك؛ ولا أعترف أنني أخذته؛ وبالتالي أخذت محاميا ووضعت القضية في المحكمة حتى انتهت.

كرمسين: هل استعدتم المبلغ؟

ولد هميد: لن أجيبكم عن هذا السؤال.

كرمسين: وهل قبولكم أصلا برد المبلغ للخزينة يعتبر اعترافا بالتهمة الموجهة لكم؟

ولد هميد: لا ليس اعترافا؛ وإنما هو فقط إجراء حتى لا أتعرض للمضايقة وعرقلة نضالي ضد الانقلاب؛ وبالتالي أخذت محامى ووضعت القضية في المحكمة وهذا فعله أحمد ولد حمزة بعدي أنا؛ وهو إجراء عادي وليس اعترافا أبدا.

كرمسين: الوالد كان وجيها وزعيما قبليا في المنطقة كيف انعكس ذلك على تكوينكم الشخصي (إيجابا وسلبا)؟

ولد هميد: أنا لم أولد في انجاكو؛ وإنما ولدت في "ابدن" وهي تتبع لأنجاكو؛ استفدت كثيرا من هذه البيئة التي عشت فيها؛ حيت تعرفت على قبائل موريتانيا وتوطدت علاقاتي أكثر عندما التحقت بالمدرسة؛ كل ذالك ساهم في تكويني؛ أنا أيضا قبل أن أصبح سياسيا كنت نقابيا ولم يكن حينها أي من منطقتي (كرمسين) يمارس السياسة؛ لأن كلهم كانوا تجارا في السنغال وقد احتككت حينها بعدد كبير  من رجال السياسة وأهل الشأن.

كرمسين: سمح لكم بتكوين إداري في فرنسا بعد حصولكم على الباكلوريا؛ هل يمكن القول أنكم من هناك وضعتهم أولى لبنات تصوراتكم الفكرية والإديولوجية؟

أنا لم اذهب إل فرنسا إلا بعد أن نضجت وتخرجت من المدرسة الوطنية للإدارة ولم يعد بالإمكان تغيير قناعتي الفكرية؛ حيث أنني التحقت بحركة الكادحين وأنا مازلت في الثانوية وتشبعت من فكرها وخضت معها بعض نضالاتها ووصلت للنقابة عن طريقها إذا أنا تقدمي واقرب إلى تلك الحركة فكريا.

كرمسين: توصفون بأنكم أحد أفراد الجيل الثاني من حركة الحر؛ هل لازلتم عضوا في هذه الحركة؟

ولد هميد: أنا خرجت من الحركة منذ زمن طويل عندما قررت الالتحاق بالحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي 1993؛ وكانت الحر حينها ثلاثة أجنحة أحدها يمثله مسعود ولد بلخير والثاني يقوده اسغير ولد امبارك وجماعته والجناح الثالث كنت فيه أنا وزميلي محمد دين ولد اسوين وجماعة أخرى.

أرى أن حركة الحر اليوم لم تعد موجودة وإذا كان هناك من يريدها أن تكون موجودة فذاك شأنه.

كرمسين: ما هي أهم محطات نضالكم في حركة الحر؟

ولد هميد: أهمها تلك التي اعتقلت فيها وقُدمت للمحاكمة بروصو؛ وقد جاء ذلك على خلفية توزيع منشور ومظاهرات منددة ببيع خادمة في سوق أطار اعتقل على أثرها قادة الحركة.

أيضا اعتقلت بعد ذلك في العام 1981 على خلفية مظاهرات قامت بها الحركة نفسها.

كرمسين: مع بداية التسعينيات لوحظ أن خطابكم حيال الوضع الحقوقي في موريتانيا وإشكال العبودية، خَفَتَ صوته إلى حد أن وصلتم إلى إنكار وجود عبودية في الفترة الأخيرة؛ كيف تبررون ذلك؟؟

ولد هميد: أنا قلت أن العبودية قانونيا لم تعد موجودة فالقوانين حرمت وعاقبت كل من يمارسها وإذا كان هناك من يمارسها خفية على الجميع أن يُبلغ عنه.

اليوم لا يستطيع أحدا أن يسترق أحدا إلا إذا كان يقبل بها؛ فلا احد يستطيع اليوم أن يقف ويقول هذا عبد لي أملكه.

كرمسين: تقولون بـ"عروبة لحراطين" الشيء الذي أغضب -حينها- عدد كبير من قادة الحر التاريخيين وشبابهم "الثائر"؛ ولا يزال يغضبهم هذا الطرح إلى اليوم؛ كيف تفسر لنا هذه العروبة؛ ولما ذا يغضب هؤلاء القادة منه؟؟

ولد هميد: "ألا أل أبغاو" عروبة "الحراطين" من راجع الوثيقة التأسيسية لحركة الحر سيجد أن مضمونها ينص على ذالك - وإن بصفة غير مباشرة - لأن "البظاني" لا تعني اللون؛ فاللون لا يمكن أن يكون عامل تفرقة بين "البظان" اقصد هنا الجميع بيضا وسودا؛ فالكثير من "لحراطين" بيض والعكس أيضا موجود؛ فالقضية قضية لغة وثقافة وهذا ما يشترك فيه الجميع.

المطروح هو قضية العبودية وليس قضية قومية ثالثة في موريتانيا؛ لا توجد في موريتانيا إلا قوميتين "لكور والبيظان " وما جعل الزنوج ثلاث قوميات هو أنهم يختلفون في اللغة.

كرمسين: أخيرا؛ ما رأيكم في الموقع (موقع كرمسين)؟

ولد هميد: أرى أنكم كموقع لمقاطعة كرمسين؛ تهملون جزءا كبيرا من المقاطعة؛ لا تتحدثون إلا عن جانب واحد منه وهو منطقة "امبلل".