ولد بتاح في مقابلة شاملة: النظام يصفي الحسابات مع ولد بوعماتو على أساس الشك في ولائه
الثلاثاء, 02 أبريل 2013 16:34

altaltموقع الملتقى نيوز كان له الشرف في إجراء مقابلة مع الوجه السياسي والحقوقي البارز أ ـ محفوظ ولد بتاح،  رئيس حزب اللقاء الوطني الديمقراطي المعارض لتبصير القارئ برؤية هذه التشكيلة  لمجريات الوضع السياسي في موريتانيا .

 

تحدث لنا بصراحة وجرأة عن كل شيئ: أوضاع البلاد حاليا ، موقف الحزب من الانتخابات ،موقفه من حركة إيرا،  قضية رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو ،علاقة الرئيس السابق أعل ولد محمد فال بحزب اللقاء الديمقراطي ومواضيع أخرى، باسلوب ملؤه الحكمة والكياسة ، فكان هذا نص المقابلة:

 

السيد الرئيس أهلا بكم

 

بداية كيف تقيمون المشهد السياسي في موريتانيا اليوم؟

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح : شكرا لكم على الفرصة وارج لكم التوفيق والنجاح إنشاء لله . المشهد السياسي متأزم ، مرتبك والأزمة السياسية جاءت بعد انقلاب 2008 ، حاولت الأطراف السياسية التي كنت علي الساحة أن تتجاوزها ، حصلت انتخابات من خلال اتفاقية داكار حصلت انتخابات رئاسية وسلم البعض بنتائجها لكنها لم تمكن هي الحل وحدها كانت هناك مراحل أخرى متفق عليها. هذه المراحل التي كان من شانها أن تكون فرصة لإعادة بناء الديمقراطية في البلد أدار لها النظام الحالي و الرئيس الحالي ظهره وتناسى  وتنكر لتعهداته التي اتخذت أمام المنظمة الدولية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية و المنظومة الأفرانكفونية والولايات المتحدة ، كل هؤلاء كانوا حاضرين  لاتفاقية  دكار ويشهدون أنها كانت تتضمن مراحل أخرى لإعادة بناء الديمقراطية كما قلت أفشل النظام هذا المخطط ،  بعد ذلك اتضح من ممارسات النظام بأنه نظام يستجيب لكل معايير الاستبداد حيث يحكمه رجل واحد لا يعبأ بالدستور ولا يعبأ بالقوانين ولا حتى القواعد الأخلاقية يجب أن تحكم تصرفاته كلها أصبح القانون الوحيد هو أهواءه المتغيرة، يفعل ما يشاء اختزل كل السلطة في يده فهو الرئيس والوزير والامين العام والمدير ورئيس المصلحة والبواب والدركي والشرطي والجمركي ...............الخ  أفقد المؤسسة القضائية استقلالها ودجنها ، إستعملها كوسيلة للتصفية الحسابات مع خصومه، دجن كذلك الإدارة حيث لم تعد إلا وكرا لزبنائه السياسيين ، ويكون بذلك غيب حق المواطنين الموريتانيين في الولوج إلى  الإدارة والتألق فيها ،أجهز علي المؤسسة البرلمانية والمؤسسة التشريعية بحيث لم تعد الآن لديها أي شرعية ، أجل الانتخابات من تلقاء نفسه ، مارس كل أشكال المحسوبية ، يفقر من شاء ويغني من شاء.

 

الاعتراضات والنواقص والإخفاقات طويلة وكثيرة لا يتسع الوقت لذكرها في مناسبة كهذه ، على كل حال نحن نعترف بان البلد يشهد ساحة سياسية متأزمة إلى أقصى حد ، لم يجدي فيها ما سمي بالحوار الذي لا يتضمن كبيرة النتائج ، نحن في منسقية المعارضة اعترضنا علي هذا الحوار برغم أننا طالبنا  به  قبل ذلك ولكن اتضح لنا أن الطرف الآخر غير مستعد لحوار جاد يخرج البلد من الأزمة السياسية ويسمح لموريتانيا أن تفتح صفحة جديدة قوامها الديمقراطية والدولة المدنية وتنهي بذلك مسلسل الانقلابات ،تنهي بذلك الاستبداد ،تنهي بذلك أوضاع الفقر المتقع التي يعيشها الشعب الموريتاني . إذا كما ذكرت وانتم اعلم مني بذلك الأوضاع السياسية متأزمة إلى أقصى حد والساحة السياسية مرتبكة .

 

الملتقي نيوز : النظام الحالي من ابرز شعاراته ، شعار الحرب على الفساد هل هي حرب فعلية أم ترونها كانت إنتقائية ؟

 

 رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح:  هذه دعايات شعبوية لجأ إليها الضابط المنقلب على السلطة 2008 لبحث وتسيسي  نوع من الشرعية له في الوقت الذي اعترف عند انقلابه بأن هذا الانقلاب أقدم عليه كردة فعل علي تنحيته من قيادة  الحرس الرئاسي ثم لجأ بعد ذلك إلى محاربة الفساد وموريتانيا الجديدة والشعارات الجوفاء التي لا تتضمن أي مضمون . ومحاربة الفساد اختصرت في محاربة الخصوم السياسيين حيث زج برجال الأعمال ومسؤولي الحكومة التي أطاح بها في السجون تحت ذريعة محاربة الفساد وإصلاح الشأن العام ، هذه أمور لم تعد تنطلي على أي أحد ، الكل يعرف بأن النظام نظام فاشل بكل المقاييس . وهناك مجالات حيوية في الاقتصاد الوطني غيبت عن الهيئة البرلمانية التي كانت القوانين قد تضمنت حق الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ في الرقابة علي هذه المجالات وهي مجالات حيوية في الاقتصاد الوطني اذكر منها مجال المعادن ومجال البترول اتخذ قرار أو مرر قانونا يفقد الهيئة التشريعة حقها في مراقبة  هذه المجالات الحيوية ، ينضاف إلى ذلك بأن البلد يسير في غموض تام في المجالات الاقتصادية والصفقات والمشاريع التنموية ، كل هذا يلوح فيه الشك والغموض والفساد وبالتالي هذه شعارات جوفاء لم تعد تنطلي علي احد ، كما ذكرت هي وسيلة لتصفية الحسابات . الملتقي نيوز: علي ذكر حديثكم عن رجال الأعمال، تداولت وسائل الإعلام وبعض الساسة قضية الصراع بين رئيس البلاد السيد محمد ولد عبد العزيز ورجل الأعمال الموريتاني السيد محمدولد بوعماتو ما هو تعليقكم  ؟ رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: قد وجه إلي السؤال أكثر من مرة فأجبت بأن طبيعة النظام المستبد لا ينجى منها احد الصديق  والخصم ، والقريب والبعيد اذكر بالمناسبة بيتا للمتنبي يقول : جزاء كل قريب منكم ملل   ـــــ    وحظ كل محب منكم ضغن وبالتالي هذا بيت المتنبي يلخص تعامل الحاكم الحالي مع الكل . رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو تصفى معه الحسابات علي أساس الشك في ولائه للسلطة ، كما تمت تصفية الحسابات مع رجال الأعمال قبله الشريف ولد عبد الله ومحمد ولد انويكظ وعبدو محم وآخرين ،المنطق السائد في البلد ومبدأ السلطة القائمة هو ترهيب الناس وتجويعها حتى يركع الكل ويضمن النظام القائم سكينة القبور في البلد ليتمكن الحاكم العسكري من تحقيق أهدافه الشخصية وتلبية أغراضه ونزواته .

 

الملتقي نيوز : انتم ترون ان موريتانيا تعيش أزمة خانقة فما هي الحلول التي تقترحون للخروج من هذه الأزمة ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: نحن نقترح ونعمل من أجل إنهاء ظاهرة الاستبداد في البلد والأحكام العسكرية والانقلابات المتتالية التي ليس لها حد، محمد ولد عبد العزيز الحاكم الحالي العسكري  لن يكون هو الأخير من المؤسسة العسكرية  الذين يطمحون للسلطة . نحن نخشي ان تكون المحاولات الانقلابية المقبلة سببا في تفكك الدولة تذكرون ما حصل 2003 عندما حاول بعض الضباط من جماعة أخونا صالح أن يطيحوا  بالرئيس أنذاك  حصلت هناك مواجهات قوية في انواكشوط وغابت الدولة مدة أيام نحن نخشى أن يكون الإنقلاب المقبل أو الانقلاب الذي سيليه فرصة لعدم انسجام الجيش وتفكيكه وبالتالي غياب الدولة الموريتانية ، وعليه نعتبر أن هذا المطلب مطلب استراتيجي حيوي بالنسبة لبلدنا حتى نضمن بقاء دولتنا الحديثة ونحن الموريتانيون عجزنا عن بناء الدولة المركزية ووجدنا فرصة في التاريخ عندما قامت الدولة الموريتانية 1960  ،هذه الفرصة يجب ألا نضيعها حتى لا يملك الآخرون رقابنا ويستغلوا خيرات بلدنا لشعوبهم ، تعرفون ويعرف الكل بأن المنظومة الدولية لا تسلم بصفة نهائية بوجود الدولة الموريتانية أو بعض الدول لا تسلم بذلك ونحن نخشى أن تكون الانقلابات فرصة لتحقيق هذه الأهداف التي تنطوي علي غياب الدولة الموريتانية وتفككها وتملك الآخرين من رقابنا ، وعليه نحن في اللقاء الديمقراطي الوطني أول من حدد هدفا إستراتجية للعمل السياسي الوطني يكمن في ضرورة أن يلتئم الجميع حتى يحقق الهدف وهو إخراج البلد من عنق الزجاجة التي وضع فيها منذ 35 سنة إثر الانقلابات العسكرية المتكررة  وبذلك نريد كحل لهذه الأزمة أن نبني معا دولة مدنية ديمقراطية ، دولة مؤسسات ، دولة قضاء مستقل ،دولة الإدارة التي تخدم المواطن ولا تخدم الحاكم ، دولة الإدارة التي يجد فيها كل موريتاني مبتغاه ،  دولة الجيش الجمهوري الذي يأتمر بأوامر الحكومة المدنية المنتخبة تمتلك الشرعية من خلال انتخابات شفافة ونزيهة ، دولة تعمل من أجل كسب رهان التنمية لا تطيح بمقومات هذه الأهداف التنموية التي نعتبر من أساسياتها ثلاثة قيم : هي أن تحترم الدولة وتتشبث بالمعرفة كركيزة أساسية للعمل التنموي تعرفون أن نظامنا التربوي نظام فاشل متساقط  ،شهد شاهد من أهلها وهو الوزير الأول وصف النظام التربوي بأنه فاقد لمصداقيته وفاقد لجدوائيته ، إذا نحن نريد أن يعاد للمعرفة قيمتها الأساسية وتكون ركيزة من ركائز التنمية . الثروة الحقيقة هي الثروة البشرية وهذه مضيعة من خلال السياسات المنتهجة من طرف الناظم الحالي .

 

ثانيا : هناك كذلك مفهوم وقيمة أخرى تتجسد في العمل ، شعب لا يعمل شعب محكوم عليه بالفقر ونحن شعب عاطل بكل المقاييس ، مستويات البطالة في شبابنا تصل إلى  ما يزيد %75 أما القيمة الثالثة فهي احترام المال العام يجب أن لا يكون المال العام نهبا للأفراد ، نهبا للحكام ، يجب أن يصان وأن يحترم ويخصص للمشاريع التنموية . هذه القيم الثلاث كما ذكرت نحن نريد لها أن تكون ركيزة التنمية مستقبلا وهي قيم مداسة تحت أقدام الحكام حاليا . الملتقي نيوز : ما هو تقييمكم لمعالجة النظام الحالي لملف الإرث الإنساني ؟ رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: يبدو انه طوي هذا الملف بعد إنشاء الهيئة الجديدة التي يراد لها ان تكون وسيلة لمحاربة مخلفات الاسترقاق ، ولكن يبدو رغم ذلك أن هناك أصوات ما زالت تنادي بعدم ضم هذا الملف نظرا لعدم توفر كافة الشروط واتخاذ الترتيبات الكفيلة بإنهاء هذه الظاهرة ، وعليه ما دامت هناك أصوات تطالب بمتابعة الاعتناء بهذا الملف ومعنى ذلك أن هذا الملف يجب ألا يغلق في هذا المستوي .

 

الملتقي نيوز : الشهر الماضي وهذا الشهر شهدا  إرتفاعا كبيرا في معدل الجريمة في أنواكشوط ، ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك حسب رأيكم ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: إخفاقات الدولة الأمنية التي يذكر منها الإغتيالات اليومية وأعمال السطو و الإغتصاب. هناك بعض المناطق وخاصة مناطق الأطراف لم يعد سكانها قادرون علي الخروج بعد المغرب نظرا لخطورة ما يترتب علي ذلك ، وذكر لي بان هناك عائلات كثيرة أخرجت بناتها من المدارس خوفا عليهن من الاغتصاب ومن الاعتداء من طرف عصابات الإجرام ، ثم إن علينا أن نتساءل هل يمكن أن نتوقع أمنا للمواطنين أذا كان المسؤول الأول أخفق هو نفسه في ضمان أمنه الشخصي بعد ما حصل للرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز في ظروف غامضة لما تتضح بعد حيث تم الاعتداء عليه وقضى  ما يزيد علي شهرين للاستشفاء في الخارج وبالأحرى أن يضمن هو ونظامه أمن المواطن الموريتاني ، هذه كلها إخفاقات الدولة الواضحة ، حت الأجهزة الأمنية لا يمكنها أن تتخذ مبادرة في هذا الصدد إلا بإذن الحاكم المنفرد بالسلطة ، كل هذه تجليات الاستبداد .

 

الملتقي نيوز : تواجه منطقة الساحل ما يعرف بظاهرة الإرهاب ، هل الإستراتجية المتبعة من طرف موريتانيا هي الأنجع لمواجهة هذه الظاهرة ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: محاربة الإرهاب شأن وطني بالطبع ، علي دولة موريتانيا أن تتخذ جميع الوسائل وتوفر لنفسها كل الفرص لمحاربة هذه الظاهرة ، ولضمان امن الدولة الموريتانية . ولكنها في نفس الوقت أمر يعني المنظومة الدولية ، نحن عبرنا في أكثر من مناسبة بأن محاربة الإرهاب لا يمكن لموريتانيا أن تواجهها وحدها ، انظروا ما يحصل في مالي عجزت مالي وهزمت أمام هذه الظاهرة والنيجر عجزت أيضا ، وبالتالي كان من اللازم على المنظومة الدولية أن تتدخل ، وتدخلت فرنسا لأسباب تعنيها بالطبع وليس لسواد اعين موريتانيا  ولا مالي ولا النيجر، لها مصالح إستراتجية تحميها ومع ذلك فهي غير مستعدة لمتابعة محاربة هذه الظاهرة استدعت إذا جيران مالي ودول المنطقة للدفع بها في هذه الحرب . المواجهة الحربية وسيلة ولكن هناك مواجهة أخرى لم تهتدي إليها موريتانيا حتى الآن ، وهي المواجهة الاجتماعية ، يجب أن نوفر لأبنائنا فرص العمل وأن نضمن لهم العيش الكريم وأن نحصنهم بالخطاب الواضح والإقناع المستمر المتجدد، إقناع  بضرورة العدول عن التوجه إلي هذه المنظمات التي تصور الإرهاب . هذه السياسات الإقتصادية و الإجتماعية القويمة التي تحول دون ظاهرة الإرهاب هي الوسيلة الوحيدة  و الناجعة للقضاء على ظاهرة الإرهاب في بلدنا و البلدان المجاورة .

 

الملتقي نيوز : كيف ترون انعكاسات الحرب في مالي على موريتانيا عموما وعلى مناطق الشرق بشكل خاص ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: لها انعكاسات سلبية بالطبع لا يمكن أن ينجو أحد من نار جاره  فالنار مشتعلة في مالي . ويمكن أن نلاحظ بأن موريتانيا استقبلت ما يزيد علي مئتي الف لاجئ وهذا عبأ كبيرعلى الدولة الموريتانية وأسباب لعدم الأمن والاستقرار ، ثم يمكن أن نلاحظ كذلك بأن الولايات المحاذية لمالي لم تعد تستفيد من الانتجاع في الدولة المالية الجارة نظرا لأسباب أمنية ظهرت تجلياتها في قتل الموريتانيين بدم بارد من طرف عصابات في مالي وحتى من طرف الجيش المالي حيث أجهزوا على أرواح بعض الموريتانيين ، اذكر  في هذا الإطار مجموعة الدعاة وكذلك الموريتانيين الذين قتلا مؤخرا ثم إنه من الناحية الإستراتجية موريتانيا كانت إلى  حد ما متفوقة عسكريا على الجارة مالي التي لا تمتلك في الماضي أكثر من سبعة آلاف جندي غير مدربين ولا مجهزين في الوقت الذي كان يقدم الجيش الموريتاني بأنه أكثر تجهيزا وأكثر ، وبالتالي موازين القوة ستختل لصالح الجارة وهذا تترتب عليه علاقات جديدة ستكون مستقبلا غير غائبة في العلاقات بيننا ومالي، فسيكون لنا جار أصبح أقوى منا عسكريا يتمتع بجيش مدرب من طرف المنظومة الدولية مجهزا بأحدث الوسائل ، وبالتالي اخشى بأن يكون مالي المستقبل غير مالي الذي عرفناه . ناهيك عن الجوانب الاقتصادية من التبادل بين البلدين والوئام الذي كان يطبع علاقتنا ، كل هذه الأمور نتوقع أن تتغير اثر الحرب الجارية في مالي . الملتقي نيوز : على ذكر تجهيز الجيش الموريتاني ألا يحسب ذلك للنظام الحالي ؟ رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: هذا التجهيز يقال ويبدو أن البعض يسلم به وخاصة بعض الدول الغربية التي تدفعنا إلى  الحرب بإقناعنا بأن الجيش قادرا علي القيام بالحرب في الصحراء ومجهز لذلك ، لست متأكد لذلك ومع ذلك فهذه التجهيزات منها ما يتطاول به علينا النظام الحالي من اقتناء الطائرات وهي الطائرات التي تساقطت الأولى تلو الأخرى وأخيرا تذكرون الطائرة التي تم اقتنائها بأثمان باهظة من البرازيل و التي سقطت في أوجفت ، لست متأكدا من أن جيشنا مجهزا بما فيه الكفاية وأن جنودنا في مأمن من قوة الأعداء والجماعات التي يراد لها أن تكون رأس حربة محاربتها . الملتقي نيوز : اللجنة المستقلة للإنتخابات أعلنت أن الانتخابات ستكون في سبتمبر القادم في ظل رفعمنسقية أحزاب المعارضة شعار لا بديل للرحيل النظام ، ومؤسسات الإعلام العمومية لمتذعه سوى مرة واحدة ،  ومسعود يطلق مبادرة  ، هل تعتبرون توقيت الإعلان كان  مناسبا؟ رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: يجب ان يطرح هذا السؤال علي اللجنة المستقلة للانتخابات هي ادرى بالدوافع التي أدت بها إلى نشر هذا الإعلان ، ما أريد قوله في هذا المجال هو موقف منسقية المعارضة الديمقراطية من اللجنة ومن الانتخابات المزمعة . أما بخصوص اللجنة فالمنسقية تري بان هذه اللجنة لم تشكل حسب قواعد التي رسمها القانون المؤسس لها خاصة المادة 6 التي تنص على أنها يجب أن تكون توافقية ناتجة عن وفاق وطني وهو ما لم يحصل بالطبع ، اللجنة تم تشكيلها من طرف بعض الطيف السياسي وخاصة السلطة الحاكمة وبعض الأحزاب المتحاورة معها ، أما الأحزاب المكونة للمنسقية فلم تشرك في تعيين تشكيل هذه اللجنة ، مع انني شخصيا لا اطعن في وطنية ولا مصداقية الرجال الحكماء الذين تم اختيارهم ، لكن هذا المجال مجال سياسي في الدرجة الأولي،  لا تتحكم فيه المشاعر الشخصية ولا انطباعات شخصية له معايره وله مقاييسه ومنها ضرورة أن تكون المشكلة بعد وفاق وطني، ثم إنها يجب أن تكون كذلك تتمتع بكل الاختصاصات والوسائل للقيام بمهمتها من ألفها إلى  يائيها . الانتخابات لا تختزل في عملية الاقتراع نفسه ، هذه عملية جزء من العملية السياسية التي تنتهي بالانتخابات ، هناك مرحلة أخرى لا تتحكم فيها أبدا اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وهي المرحلة التي تمهد للانتخابات نفسها ، هذه المرحلة يطبعها أن السلطة القائمة تسيطر علي الإدارات كلها ، كما ذكرت في بداية الحديث هذه السلطة دجنة القضاء فهو أداة لديها كذلك هذه المرحلة كذلك سيدفع بالجيش فيها كما دفع به في اكثر من مناسبة ، هذه المرحلة يستأثر بها النظام بكافة وسائل الدولة ويبتز التجار ويمنعهم من تقديم أي عون للخصوم السياسيين ، إذا ما دامت هذه الشروط أوهذه الحالة متوفرة  في أي انتخابات ستنظم ستكون انتخابات غير حرة وغير نزيهة وغير شفافة، وبالتالي هذه المرحلة ذكرت المنسقية بأنها تريد لها حكومة تتمتع بكافة الصلاحيات صلاحيات الحكومة لها وزير أول يتمتع بكافة الصلاحيات يمكن ضمان شفافية الانتخابات ، فهذا حتى الآن لم يحصل نحن إذا بصدد التعبير عن ذلك في المناسبات السياسية المقبلة إنشاء لله وعبرنا عن ذلك من خلال ندوات صحفية واستدعينا كافة وسائل الإعلام الوطنية والدولية لنقول لهم بأن المنسقية ليست مستعدة للمشاركة في انتخابات محسومة النتائج مسبقا . الملتقي نيوز :  في حال عدم تغيير اللجنة المستقل حاليا وتم إجراء الانتخابات في الوقت الذي حدد فهل هذا يعني ان حزب اللقاء الديمقراطي لن يشارك فيها ؟ رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: نحن من ضمن الأحزاب المشكلة لمنسقية المعارضة الديمقراطية وعهدنا إلى المنسقية بان تتخذ قرار في هذا المجال إذا قررت المنسقية المشاركة وأستبعد ذلك نهائيا فنحن سنشارك، أما إذا اتخذت قرارا بعدم المشاركة فنحن جزء منها ونلتزم بقراراتها وقواعدها  .

 

الملتقي نيوز : السيد الرئيس انتم تطالبون دائما برحيل النظام إذا كان الأمر لزاما فما هي أنجع الطرق حسب رأيكم ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: أنجع الطرق لرحيل النظام هي أن يخرج الموريتانيون ويطالبون بصفة صريحة ومستمرة وجادة لرحيل النظام وسيرحل ، نحن لسنا دعاة العنف نحن نعتبر أن سلاح السلم سلاح نافذ يغلب الأنظمة المستبدة وعادة يغلبها في أوقات سريعة جدا ، فنحن إذا نستعمل سلاح السلم ، نريد من شعبنا أن يحقق لنفسه هذا الهدف الاستراتيجي لطي صفحة الاستبداد والأنظمة العسكرية التي جثمت علي صدور شعبنا منذ 35 سنة ، نريد طي هذه الصفحة ونثق بشعبنا ، ونحن في اللقاء الديمقراطي نثق في شعبنا نعتبر انه شعب صبور أبي ،نستنهض همم الشباب ، نعول علي عقله وتمييزه بين الحق والباطل ، وبين الصدق والكذب ، ونعرف أن شعبنا يتوق إلى حياة أفضل إلى العيش الكريم ونستنهض هممه حتى نحقق معا هذا الهدف الذي نعتبره هدفا استراتجيا لإبقاء دولتنا وكسب شعبنا حياة كريمة .

 

الملتقي نيوز : السيد الرئيس قلتم في مؤتمر صحفي 14 يونيو 2010 بان الرئيس السابق اعل ولد محمد فال شخصية وطنية مرجعية ، وانه مصدر اعتزاز لكم كبير وفخر بالنسبة لكم ، والبعض شرح الأمر بأنه هناك علاقة ما بين الحزب والرئيس السابق  اعل ولد محمد فال ، ماهي طبيعة تلك العلاقة ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: إذا كنت أتذكر بأنني سألت أكثر من مرة عن الرئيس اعل ولد محمد فال وقلت ما سأقوله الآن ، ليست للرئيس اعل ولد محمد فال أي علاقة بحزب اللقاء الديمقراطي ، أما أنا شخصيا فعملت معه في الحكومة الانتقالية 2005 ـ 2007  وهذا يرتب علي أخلاقيا بأن أتمسك بنوع من العلاقة الشخصية وليست السياسية مع الرئيس اعل ولد محمد فال وفاء بالفترة التي قضيناها معا في تلك الحكومة الانتقالية  . وعلاقتي بالرئيس اعل ولد محمد فال لا تخرج عن هذا الاطار .

 

الملتقي نيوز : شهدت الساحة السياسية السيد الرئيس نشاطات في مختلف ولايات الوطن لحركة ‘ايرا‘ ما هي نقاط التلاقي بين الحركة والحزب ونقاط تباين ان كانت هناك ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: حركة ‘ايرا‘ كما تابعتها وكما اعرف رئيسها حركة تهتم بالقضاء على ظاهرة الرق وعلي مخلفاتها ،وهذا هدف نبيل ويجب ان لا يكون ميزة لحركة بعينها يجب على الشعب الموريتاني أن يأخذ هذه القضية مأخذ الجد وان يطوي شعبنا صفحة الاسترقاق وصفحة مخلفاته ، هذا هدف نبيل يحسب لحركة ايرا قد لا أكون متفقا على الأسلوب ، ولكن نحن حزب سياسي نختلف مع منظمات المجتمع المدني الذي له قواعده وله   أهدافه وله مقوماته ، نحن كحزب سياسي من أهدافنا الرئيسية القضاء علي الاسترقاق في هذا البلد،هذه الممارسة المقيتة التي طبعت مجتمعنا وذهب ضحيتها أجزاء واسعة من شعبنا يجب علينا أن نتجاوز المجتمع التقليدي المكرس لهذه الممارسات ، ويجب علينا كذلك أن نستنتج من هذه الظاهرة ضرورة أن تكون الدولة هي الوسيلة الأولى في محاربة هذه الظاهرة لتفعيل القوانين وتنفيذها وتنفيذ الأحكام الصادرة في شانها يجب علي قضائنا أن يأخذ مسؤلياته في هذا المجال ويجب علي إدارتنا أن تكون وسيلة كذلك كما أراد لها القانون ذلك في محاربة الاسترقاق ،فهذه أمور غابت عنها الإرادة السياسية  حتى الآن ، ونحن على كل حال في اللقاء الديمقراطي الوطني نعتبر أن من أولويات أي حكومة ديمقراطية وطنية حقيقية القضاء علي هذه الظاهرة والرفع من شأن القطاعات الواسعة من شعبنا التي كانت ضحية لها واذكر في هذا المجال أني أول وزير للعدل في الحكومات الموريتانية الذي طرح علي طاولة مجلس الوزراء قضية الاسترقاق  وقدمت للحكومة الانتقالية آنذاك ورقة بيانا حول ظاهرة الاسترقاق ترتب عنه يوم حول الظاهرة وشكلت على اثر ذلك لجنة وزارية ترأستها أخرجت تقريرا وافيا وشافيا حول الطرق الكفيلة لمحاربة الظاهرة ومخلفاتها . هذا التقرير لم يري النور للأسف الشديد بالرغم من أن  الحكومة التي تلتنا وجدت هذا التقرير على مكاتبها جاهزا ، شارك في إعداد هذا التقرير عشرة وزراء ثم استمعنا بالمناسبة  لكافة المهتمين بهذه القضية ومجال حقوق الإنسان بما في ذلك رئيس حركة ايرا وكذلك رئيس لجنة نجدة العبيد بوبكر ولد مسعود ورؤساء منظمات حقوق الإنسان والمهتمون من العلماء والأطباء والأطباء النفسيين والمنتخبون ، حاورنا كذلك واجتمعنا بما يناهز 50 من الشخصيات الوطنية المهتمة بهذا المجال ، وأظن بأن هذا التقرير لو وجد طريقه إلى التنفيذ كان وسيلة لتجاوز هذه الظاهرة أو على الأقل بداية تجاوزها ، الظاهرة لا يمكن القضاء عليها في أمد قريب فهي ظاهرة متجذرة في المجتمع تحتاج إلى وقت طويل ولكن كل مسافة تقطع إذا بدأت الخطوات الأولى مهما كان طولها .

الملتقي نيوز : الأسبوع الماضي شهد إنضمام مجموعة من شباب مدينة كومبي صالح ، ماهي نظرة حزب اللقاء الديمقراطي للشباب ولمشاكله و رؤيته لحلولها؟ 

 

  رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح : كما ذكرتم انضمت مجموعة كبيرة من الشباب تزيد علي المائة من بلدية كومبي صالح ثم انضمت بعد ذلك مجموعات أخرى من بلدية شكار ومن كوبني ومن مناطق أخرى من البلد ، نحن نشعر الشباب أننا حزب يهتم بالشباب ويجعل نصب أعينه مشاكل الشباب والأوضاع المزرية التي يعيشها ، نحن نعول أساسا علي الشباب ونعتبر أن رهانات المستقبل ورهانات الديمقراطية ورهانات التنمية تعنيه بالدرجة الأولى قبل أن تكون تعنيني شخصيا آو من وصل إلى سني حياتنا وراءنا وبالتالي المستقبل للشباب ونعول عليه في هذه التحديات كما قلت لشبابنا المنضم بأن المجتمعات  والأمم تشقي وتسعد بأجيالها وارج وان يكون هذا الجيل الصاعد الجيل الذي ستسعد به موريتانيا ليرفع الظلم عنها ويحررها من قبضة الاسترقاق والاستبداد وكافة أشكال الممارسات التي تقيد الشعب الموريتاني وتقيد شبابه ، ونريد لهم كذلك أن يكونوا الشباب الذي يحقق كافة آمال شعبه .

 

الملتقي نيوز : ماذا عن المرأة ؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: المرأة هي كذلك جزء كبير من مجتمعنا ، النساء يشكلن نسبة 52 في المائة من مجتمعنا، يجب علي أي مهتم بالشأن العام أن لا يغيب عنه هذا المعطي يجب أن تكون الدولة وسيلة للرفع من شأنها  وان تكون وسيلة لدفعها للمشاركة في الحياة الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كم يجب أن يوفر لها كافة وسائل الرقي وتدفع بنفسها في عملية التنمية وكافة وسائل الرقي ونحن نعول علي نسائنا أخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا ان تقمن بالعمل السياسي التنموي واذكر كذلك بأنني استشرت بعض الفقهاء عندما كنت وزيرا للعدل حول إمكانية اكتتاب النساء في القضاء فأجاب البعض بجواز ذلك وعندي هذه الوثائق التي تثبت قدرة النساء علي تولي النساء مناصب قضائية وقد انتهت للأسف الشديد الفترة الانتقالية دون أن أجسد ذلك في عمل فعلي . لا يمكن ان نتوقع الخروج من أوضاع الفقر والبؤس والشقاء ما دام نصف المجتمع مغيبا عن العمل التنموي  .

 

الملتقي نيوز : هل من كلمة أخيرة؟

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح: الكلمة الأخيرة هي شكري لكم مرة أخرى علي الفرصة التي أتحتم لي ، ونداء موجه إلى كافة النخب في هذا البلد للخروج من منطق الاستراتجيات الفردية والاقتناع بأنه ليس من المهم غير الهم الخاص واقتناع البعض بأنه يمكن أن يخلص نفسه دون أن يولي الشأن العام اهتماما ، نريد من النخب أن تخرج من هذا المنظور و الذي دفعنا نحن في اللقاء إلى ولوج الساحة السياسية ليس طمعا في المناصب ولا ترفا ولا أي شي نعتبره واجبا شرعيا ويجب أن نشارك الجميع في الاهتمام بالشأن العام وان يشارك الجميع بأفكاره وسواعده ومواقفه لإخراج البلد من عنق الزجاجة لنضمن بقاء دولة الجمهورية الإسلامية الموريتانية والتي نحن بحاجة إليها والتي كما ذكرت لم يسلم الجميع بضرورة بقائها الملتقي نيوز : رئيس حزب اللقاء شكرا لكم علي هذا الوقت الذي منحتم لنا.

 

رئيس حزب اللقاء اليمقراطي أ محفوظ  ولد بتاح:شكرا لكم

 

أجرى المقابلة : الشيخ أحمدو ولد الطلبة