إلى المعارضة …مع التحية
الاثنين, 02 نوفمبر 2015 10:09

       محمد الخامس أبي المعالي  ناشط في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية محمد الخامس أبي المعالي ناشط في حزب الاتحاد من أجل الجمهوريةدعونا نلج صميم الموضوع وبدون مقدمات، اعتقد أننا في بلد تعود المعارض فيه أن يبالغ في التقليل من شأن ما قيم به وتسفيه أحلام القائمين عليه، كما أن الموالاة اتخذت من تعظيم ما أنجز منهجا معتمدا في خطابها السياسي.

لقد تم إنجاز الكثير، وبدل تقييمه بصورة موضوعية من لدن الكل، غابت عين الملاحظ المنصف وهذا ما يقتضي منا التنبيه على بعض هذه المنجزات مع تبيين المواقف التي تمت منها،

ـ لقد تم تأمين الحدود بعد أن تم دحر الإرهابيين وإبعادهم إلى خارج البلاد، بفضل جيشنا الذي كان في وضعية يعلمها الجميع، مكنت الإرهابيين من إسالة دماء الموريتانيين الزكية في لمغيطي وتورين والغلاوية ولم تسلم انواكشوط من خطر الإرهاب( أحداث سانتر متير) من المسؤول عن وضعية جيشنا طيلة خمسة عقود من الزمن ؟ هل هو ولد عبد العزيز؟ ولاأريد أن أطيل في شرح الأحداث فالكل يتذكرها، لكن الأهم كيف تمكن جيشنا من تحقيق ما ظل عاجزا  عنه  سابقا؟ الجواب واضح ومختصره أن أبناء موريتانيا لم تنقصهم الشجاعة ولا التضحية في سبيل الوطن .. لكن ينقص مؤسستهم العتاد والتدريب والظروف عموما،  وعندما توفرت الإرادة السياسية في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز هاهو جيشنا يكسب المعركة، وتعيش حدودنا ولمدة سنوات متتالية بحمد الله، دون ان يتمكن الإرهابيون من القرب من حدودنا أحرى اختراقها،

ــ في مجال الصيد ، أرغمت موريتانيا الأوربيين على الرضوخ لما يخدم المصلحة الوطنية وهو ما جعل المفاوضات شاقة وعسيرة استغرقت وقتا كثيرا ولأول مرة في التاريخ ، وذلك بعد أن ظلت الأساطيل الأوروبية تجوب الشواطئ الموريتانية دون حسيب أورقيب والمفاوضات بين الجانبين لاتستغرق أكثر من أسبوع ، حيث يتوجه وفد موريتاني إلى بروكسل ويجد المحاضر جاهزة ثم يوقع عليها، ويعود، دون علم أي أحد.

ــ في هذه النقطة،  ستتمكن السلطات ودون تكاليف، من توفير مادة السمك في عموم التراب الوطني وبسعر رمزي ( خمسين أوقية للكغ) )

ـ مشروع "دكاكين أمل" ، بعد أن كانت الصيغة الوحيدة الموجودة منها هي برامج رمضان وبفضل الارادة السياسية لدي رئيس الجمهورية أصبحت دكاكين أمل مستمرة على طول السنة وفي كامل التراب الوطني، وقد تمكنت هذه الدكاكين من توفير المواد الأساسية بأسعار مخفضة، في وقت ترتفع فيه أسعار الغذاء عالميا.

ــ الإحصاء البيومتري الذي ضبط الحالة المدنية للمواطنين والمقيمين، بعد أن ظلت الوثائق الرسمية تتلاعب بها أيدي المزورين والسماسرة، وما فتئ الساسة يطالبون بضبط هذه الوثائق خاصة وأن ذلك هو الكفيل بعدم تزوير الانتخابات.

ــ ضبط الحدود بحيث تم تحديد المعابر للوافدين وأصبح كل وافد يحس أنه أمام إدارة  ودولة، تمنحه حقوق العبور والإقامة ، لكن ليس له الحق في الإقامة بدون وثائق أو بصورة غير شرعية.

ـ في مجال السياسة الخارجية تولى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز رئاسة الاتحاد الإفريقي، وقد قام فيه بالكثير من الجهود وأسمع صوت القارة في المنابر الدولية( القمة الأمريكية الافريقية..) كما قام السيد الرئيس بالوساطة بين أطراف النزاع في مالي مما مكن من وجود أرضية مشتركة بين الفرقاء سمحت بمواصلة المشاروات والجلسات…

ــ تم طرد سفارة الكيان الصهيوني، وهو مطلب ملح لدى بعض الأحزاب السياسية وتصدر برامجها في الحملات الانتخابية، وعندما تم اتخاذ الموقف المشرف بالطرد من لدن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيزفي قمة الدوحة لنصرة الشعب الفلسطيني لم يجد الصدى الذي كان الشارع يتوقعه من تلك الأحزاب وغيرها.

ــ وعلى مستوى البنية التحتية لاأعتقد أن أحدا يجادل في أن ماخصص للطرق في الميزانيات الوطنية ، منذ 2009 ، قد حظيت به  في الفترة الواقعة ما بين 1960 و 2009 

وهانحن نشاهد الجرافات تعمل في مرتفعات تكانت وآدرار لشق طريق تجكجه ـ أطار الذي كان ضربا من الخيال لدرجة أنه لم يكن مطلبا، وغيرها من الطرق الهامة في داخل البلد( طريق كنكوصه ــ كيفه، آمرج النعمه ..)

ـ مشروع أظهرفي الحوض الشرقي لتوفير المياه في منطقة ظلت تعاني العطش منذ قيام الدولة.

ــ في نهاية السنة الجارية سيصبح  ولأول مرة في التاريخ لدى موريتانيا مطار دولي، بني على حساب الدولة الموريتانية ، من المسؤول عن عدم وجود مطار في البلد طيلة خمس وخمسين سنة، هل هو ولد عبد العزيز؟

ـ مواقف …

لقد تمكنت الجيوش الموريتانية من ترصد الإرهابيين ومطاردتهم ودحرهم…،

هنا نتساءل ما الموقف الذي يجب أن تتفق عليه القوى الحية في البلد؟ أجيب أنا: هو أن تعلن كل القوى السياسية أنها تشد على يد الجيش الوطني، وأنها يد واحدة خلف أبنائنا في جبهات القتال والحدود، فما ذا وقع؟

ـ اسمحوا لي بتوضيح حقيقة وإن كانت مرة: بدأت المعارضة من أول لحظة، تردد أن ولد عبد العزيز أغرق موريتانيا في حرب لا تستطيع  تحملها ، وأنه يقاتل نيابة عن الآخرين والجيش غير مؤهل لخوض حروب عجز عنها بعض الجيوش في المنطقة وهو أقوى من جيشنا من حيث العدة والعدد والوسائل…الآن وبعد أن تبين الرشد من الغي  ،  أماكان  يحسن بالمعارضة أن تقول على رؤوس الأشهاد: لقد اتخذنا موقفا يبدو أنه خاطئا ونعترف بخطئنا ونصوب تصرفات النظام في هذه الجزئية فقط،أليس هذا هو الشجاعة والوطنية والديمقراطية؟

عندما تم تفجيرمجلة " شارلي ايبدو " في باريس بداية العام، انصهر الجميع من معارضة ونظام في بوتقة واحدة، واشترك الطرفان في مسيرة تندد بالارهاب وتدعم قوات الأمن في تصديها للإرهابيين، أليس هذا موقفا ديمقراطيا ‬

ـ عندما دخلت السلطات في المفاوضات مع الشريك الأوربي من أجل مراجعة اتفاقيات الصيد، ( والتي يعلم الجميع أنها كانت مجحفة وظالمة لموريتانيا)،  وكانت شاقة وتتطلب الكثير من الأناة والصبر والقوة، أما كان يجدر بكل القوى السياسية ، خاصة  في  المعارضة، أن تعلن دعمها ووقوفها خلف أبنائها الذين يقارعون الأوروبيين، كي ينتزعوا منهم مكاسب باقية لموريتانيا ؟

ـ عندما أعلنت السلطات عزمها تخطيط الأحياء العشوائية ، التي ظلت تطوق العاصمة، وهو مشروع عارضه معظم سكان تلك الأحياء ، لأنهم تعدوا في الماضي على أن إعادة هيكلة هذه الأحياء تعني ترحيل الضعفاء، إلى مناطق بعيدة ليس بها ماء ولامرعاء، في وقت تمنح فيه القطع الأرضية التي استغلوها عشرات السنين لبعض المتنفذين، وقد آزرت أحزاب المعارضة من خلال نوابها في البرلمان وكل المنابر هذا الرفض ، لكن تبين فيما بعد أن سياسة جديدة تقوم على توفيركل الخدمات الاجتماعية ( تعليم ، صحة، أسواق …) وشق الطرق وتسليم الملاك وثائق القطع الأرضية الجديدة، في الأحياء المهيكلة، وحمد السكان العملية ولم تقم، حسب علمي أي مظاهرة من لدن السكان بهذ الخصوص ،  أماكان يجدر بمن عارض العملية في بدايتها ، أن يعلن أن موقفه كان مبنيا على تجارب من الماضي ، وأنه كان مخطئا فيها والآن يعلن بكل شجاعة ووطنية أن مخاوفه السابقة تبددت.

أخيرا، إن على المعارضة الاعتراف بما أنجز، وذلك ما يضمن لها التوازن في الخطاب ويعطيه مزيدا من المصداقية، فالمستمع الذي يعلم أنك لن تتجاوز في خطابك مستوى التبخيس والتسفيه، لن يكلف نفسه عناء الاستماع إليك